أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - نحن من يصنع الرّموز














المزيد.....

نحن من يصنع الرّموز


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 14:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو استبدلنا كلمة طوطم بكلمة رمز ، ربما يتناسب مع عصرنا الحالي أكثر ، ولو قلنا أنّنا لازلنا في طور العشيرة التي لها رموزها من الطّواطم سواء كانوا من الحيوانات أو النباتات نكون على صواب . الإنسان البدائي يسكن فينا ، ولا نحاول تجاوزه حيث ترحل الأزمان ويبقى نفس الرمز يسكنّنا، ونخشى أن نخالف تعاليمه فنقع في دائرة العقاب.
ضمير المجتمع الذي تولد من داخله الرّموز يستقرّ في لا وعينا. نشدّ على أيدي الرّموز المتحكّمة فينا عندما تضع عقوبة ما. نعيش تناقضاً في الانتماء الديني، والثقافي، وتطالنا العقوبات بينما نعترف أمام أنفسنا أنّنا نستحقها لأنّنا خالفنا تلك الأرواح الخفيّة التي تتحكّم في العشيرة.
لا أقدم دراسة عن تاريخ الطوطم ، فقط أقارنه بالرمز. ذلك الرمز الذي أصبح المجتمع يقدّم له القرابين كي يبعد عنه الأرواح الشّريرة ، الذي يتربّع مع حاشيته التي تدور في فلكه على عرش الحكم، ويسلم العروش الأخرى لأبنائه الرّوحيين مثل عرش الدين، السياسة، الأدب، الفن، الاقتصاد، وجميع أوجه الحياة في المجتمع، وهو ليس ذلك الرمز الذي يتمّ تقديسه بل هو تركيب معقّد يرتبط بتلك القّوى المجهولة التي تسيطر على ضمير المجتمع في الوقت الحالي لدرجة أنه يعتقد أنّه يدافع عن قضّية ما يشّكلها بطريقته، ويقنع نفسه أنّ هذا هو الفكر الذي يجب أن يسود، ينشئ عشيرة على قياس فكره ،سرعان ما يغزو هذا الفكر لضمير مجموعة عرقية أو دينيّة، وتصبح القناعات راسخة بتلك القوى الخفية التي تدفعنا للسيّر خلف شعار قد نخسر حياتنا في سبيله.
الرّموز التي دمّرت عالمنا الشرّقي كثيرة . قد تكون قوميّة، أو دينيّة وكل ما يدور في دائرتها هو رمز مثلها. قد نتمتّع بقراءة بعض المقاطع من الشّعر لكاتب يدور مع رموز سياسية ، ويعجبنا بعضّاً من كتاباته، لكنّنا مع الزمن ننسى ذلك ويصبح ذلك الشّاعر إمّا شاعر الحبّ، ولا يحقّ لغيره الكتابة في هذا الموضوع، وبعضهم يصبح كاتب الثورة، وآخر تسمى البلدات باسمه كما تسمى الدّول ، فهم يطلقون على سوريّة مثلاً سورية الأسد ، وهذه السّوريا تلزم كلّ من ينال مرتبة فيها أن يكون ضمن جوقة الامتنان للأسد، الجميع يعرف أنّه لا مكان للمبدعين في وطن يحكمه قائد رمز، لكننا نوهم أنفسنا، أو نرغب في قبول اجتماعي، ونخشى العقوبة من الضمير الجمعي، فنجاري الآخرين، ونكتب عن الرّموز من الشعراء بدلاً عن الرّموز من الحكّام كوننا نؤمن بالثّورة، ونكون بذلك قد حفرنا قبرنا بأيدينا.
الرّموز في طريقها إلى التّغير .كانت في الماضي تكتفي بعدم المساس بالرمز الأوحد. أمّا اليوم وبعد ثورات الرّبيع العربي التي طفا على سطحها رموز جديدة. دينيّة، وقوميّة، طائفيّة ، ومحليّة . زادت الأرواح المجهولة ، وبينما كان العقاب يأتي لو مسست بالرّمز الأوحد أصبح العقاب يأتيك لو مسست برمز القومية، الدين، الطائفة، الحزب، التيار. . .
نحن اليوم غيّرنا الطّوطم إلى الرّمز، ولم يعد للعشيرة رمز واحد بل لكلّ فخذ، ولكلّ بطن رمز علينا أن لا نتجاوز عليهم بكلمة حقيقة، أو حتى بالمرور من قرب أسمائهم.
السّؤال المطروح: متى نتجرّأ على الكتابة بحريّة، وبأسلوب نقديّ عن كلّ الأشياء التي نفكّر بها؟





#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب
- بيوتٌ لا يدخلُها النّور
- مسٌّ من ربيع
- عزلة قيد التّجربة
- أرغب أن نغيّر العالم
- الحركات الجهادية هي بديل الثّورة
- بين وطن كان، ووطن صار ألف حكاية
- كلمات عابرة
- عشتار تبكي
- زهرة بيضاء إلى كلّ رجل دخل حياتي
- أسود مثل فحم


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - نحن من يصنع الرّموز