أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية














المزيد.....

مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان دوما مصطفى, يحس أن الدنيا, وجدت لفئة معينة في العراق, لا تمت لهم بصلة, فهو من عائلة توارثوا الفقر والحاجة, من الأجداد إلى الأحفاد, حيث كان جده صياد سمك, بالكاد يوفر حاجات عائلته الكبيرة, أما والده فكان مجرد عامل بناء, بصعوبة يحصل على عمل يومي, ليعود بالخضار لمطبخ البيت, وها هو اليوم مصطفى, موظف بسيط في وزارة التربية, بمشقة يحفظ كرامة عائلته براتبه البائس.
أنها جدلية الحياة الغريبة, التي أجبرت البعض على حياة صعبة, فالقدر التعيس الخاصة بهم, يجبرهم أن يكونوا فقراء, جيلا بعد جيل, وكانت الأقدار دوما تأتي بالسفهاء ليحكموا البلد.
منذ الصباح ومصطفى يحاول أصلاح "المبردة", كان يعمل على أعادة الروح لها, ويحاكي نفسه, "كأنها لن تعمل هذا الصيف, أبوابها متهالكة, صدئة مكسرة, قد فقدت بهجة ألوان الأمس, وقلبها "الماطور" قد شاخ وتعب من الدوران, قد أصابها الهرم, فعمرها الافتراضي قد انتهى, ومازالت تنبض بالحياة, فقط كي تعطف علينا, فهي تعلم أن قضية استبدالها من المستحيلات, تحملتنا عمرا طويلا, تعطينا نسيما باردا, يخفف علينا هم الصيف".
عادت بمصطفى الذكريات, إلى أيام شباب "المبردة", فهمس لنفسه في حنين لطفولة مؤلمة, "مازلت أتذكر ابتسامة أبي, وهو فرح بنسيمها, عندما يعود من العمل المتعب, ليجلس أمامها, أتذكره جيدا وهو يعود متعبا, ومعه أكياس الخضار, ليسد بها حاجة البيت, نتأمل وصوله كفاتح منتظر, أو مخلص موعود, انه أبي الذي هو أفضل من كل الكتل السياسية, الغارقة في اللصوصية والفساد, أبي وأمثاله أكلوا فقط من كد عرقهم, فالعامل والصباغ والحارس وصاحب (البسطية), اشرف وأنزه ألف مرة, من جميع القادة السياسيين العراقيين, لكنها حياة غريبة تبتسم فقط للفاسدين, وتعطي فقط لمن نزع عنه ثوب الإنسانية.
وهو يحاول تشغيل المبردة" تذكر زميلته في الوظيفة, "ميس", التي تسكن في حي زيونة, ذلك الحي الذي يسكنه الأغنياء فقط, ميس من عائلة متخمة بالأموال, صباح الأمس سمعت ميس, حوار مصطفى مع زميله, حول "المبردة" فسألته عن ماهية الجهاز الذي يتحدثون عنه, لأنها لم تسمع به من قبل, ولم تفهم معنى كلمة"المبردة", حيث عاشت ميس طفولتها في لندن, وولدت في بيت مكيف بأحدث الأجهزة, فشل مصطفى في محاولة الشرح والإفهام, عن ماهية المبردة, ضحك مصطفى كثيرا, على سخرية القدر, وعلى البرجوازية الجديدة للعراق الغريب.
يبدو أن لا حل لقلب المبردة ( الماطور), فكل الإجراءات التي قمت بها لم تنفع, مما يعني أن دين جديد, سيضاف لقائمة الديون, كي تعود "المبردة" للدوران, لم يبق من الراتب البائس سوى عشرة ألاف دينار, وأمامي عشرة أيام صعبة, حتى موعد الراتب, ذلك الراتب الذي حاربني عليه ألعبادي, ليثبت للأعلام انه فارس الإصلاح, مع انه يعلم برواتب المدللين, من مدراء عامين, وموظفي أمانة الوزراء والبرلمان والنفط, التي هي مبالغ خيالية, لكنه تجاهلهم وشهر سيفه ضدي, انها فروسية البرجوازيين.
أني تحت ضغط رهيب, فما عساي أن افعل, هل اخرج حاملا سلاحي اقطع الطريق, كي احصل على المال, كما هي عادة عرب الجاهلية.
المصيبة الكبرى أن مضخة ماء ((الواتربم)), أيضا لا تعمل, انه صيف منحوس من أوله.
ترى هل ترهق المختار نوري المالكي فكرة الواتربم, أم أن نوفل أبو رغيف سيتعكر مزاجه الشعري, بسبب أبواب المبردة المتهالكة,وهل تأخذ المبردة حيز من تفكير العبقري الشهرستاني, أو أن الجميل خضير الخزاعي سيشتري علبة صبغ وفرشاة, ليصبغ دواخل المبردة, أو أن القائد العظيم أياد علاوي, سيجد صعوبة في تبديل ليف أبواب المبردة, وهل سيحس عباس ألبياتي بحرارة الجو, عندما تتوقف المبردة عن الدوران, نتيجة انقطاع الكهرباء مثلا, وهل ينظفون مبرداتهم استعداد للصيف مثلي أنا؟
يبدو أنني أعيش في عالم كله ضيم وظلام, أما الساسة الشرفاء جدا, فهم يعيشون في عالم أخر, مختلف جذريا عني, حيث لا توجد فيه "مبردات", ولا تواجههم مثل مشاكلي.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
- سليم واللعب على الحبلين
- العلاقة المحرمة بين داعش والبنوك الأردنية
- الاحتمالات السبعة للانسحاب الروسي
- الطريق إلى الباب المعظم
- فوضى عراقية ستنتج مصيبة
- السعودية, الخطر الحقيقي على المنطقة
- أين الأصلاحيون من قافلة وكلاء الوزارات ؟
- أحداث خان ضاري الأخيرة, مؤشرات خطيرة
- الأمينة النائمة, وشارع حي البتول
- متى يحاكم لص العصر؟
- دكتاتورية كيم يونج هي الحل
- وهل يصلح اللص ما أفسده الدهر ؟
- أين ذهب فائض موازنات السنوات السابقة ؟
- ما بين سارق الحمار والوزير أبو الشاي
- هل سمعت بالفساد الشرعي
- الدعوة إلى فرض ضرائب أضافية, على السياسيين والأثرياء
- مشكلة السكن, بين صحوة الزعيم, وسبات الأحزاب
- الحكومة والبرلمان, تقرران العمل بالمجان
- الفرق بين البقال عبود والرئيس ألعبادي


المزيد.....




- -أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي ...
- إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت ...
- تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
- باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ ...
- لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا ...
- بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا ...
- آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
- محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - مبردة مصطفى والبرجوازية السياسية