أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - تجديف في المتاهة














المزيد.....

تجديف في المتاهة


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتكرر من القراء تعليقاً على كلماتي سؤال "وما هو الحل؟". الحقيقة أنني لا أعرف حلاً لهذه الحالة المتدهورة ‏المستعصية، ولقد كففت منذ زمن يأساً وعجزاً عن البحث عن حل. لكنني أهدي المصرين على البحث عن حل ‏هذه الأسئلة، التي يتحتم الإجابة عليها، قبل أن يصبح من الممكن الأمل في إجابة عن تساؤل "وما هو الحل؟‎"‎‏.‏‎
أول الأسئلة هو سؤال الحرية، وإن كنا بالفعل نريد مجتمعاً حراً، أم نعد الحرية كفراً وانفلاتاً للنصف الأسفل من ‏الجسد؟
السؤال الثاني عن علاقتنا بالعالم وعلاقته بنا، هل هي علاقة ترصد ومؤامرات وفضح للمؤامرات، أم هي كسائر علاقات ‏الشعوب ببعضها، فيها التعاون والتكامل والمنافسة الشريفة؟
السؤال الثالث هو شكل الهيكل الاقتصادي لبلادنا، وهل يجب أن يكون وفق النسق الراهن للاقتصاد العالمي الحر، أم ‏أننا نريد اقتصاداً خاصاً لشعب من العجزة، يحتاج دوماً للرعاية الخاصة، كتلك التي يجدها مرضى غرف العناية ‏المركزة؟
‏*****‏
في قضية جزيرتي خليج العقبة يظهر انعدام الحس السياسي لدى المسؤولين. فالقضية كما قالوا تبحثها لجنة فنية منذ ‏خمس سنوات، وكان آخر اجتماع لها في 2015، فلماذا ننتظر حتى نقر بما توصلت إليه اللجنة أثناء زيارة ملك ‏السعودية لمصر، ليبدو الأمر أمام الشعب وكأنه هدية من رئيس جمهورية مصر إلى أخيه الشقيق ملك السعودية، أو ‏كأن العملية ليست اعترافاً بحق، وإنما عملية بيع وشراء للأرض المصرية؟!!‏
أظن وليس كل الظن إثم أن موضوع اعتراف مصر بملكية السعودية لجزيرتي صنافر وتيران واحد من الأمثلة، التي ‏تفرز "المعارض الجاد" الموضوعي، من "المعارض اللدود" الذي يقف من كل ما يصدر عن الحاكم موقف الشاجب ‏المندد، وكأنه في حالة عداء شخصي موتور لشخص الحاكم، وليس "معارضاً موضوعياً"، يقول للحاكم أصبت إن ‏أصاب وأخطأت إن أخطأ.‏
قضية الجزيرتين قضية موضوعية، لا مجال فيها لاختلاف الرؤى السياسية. . هما جزيرتان سعوديتان، والمزايدة على ‏الدولة فيها تبدو انتماء لمعارضة مهووسة، إن لم تصدر عن جهل بأوليات القضية. . احتراماً للنفس ولمواقع التواصل ‏الاجتماعي التي صار منبراً للرأي الحر، أتمنى أن يدقق كل قادر على القراءة والفهم في الرؤى التي يتبناها، حتى لا ‏يصير مزمراً ومطبلاتياً في سوق عكاظ، كما هو حال الكثيرين ممن يفترض أنهم محسوبون مفكرين محترمين، ‏بخصوص موضوع جزيرتي تيران وصنافير. . فلنحترم أنفسنا حتى نجبر الحاكم الذي نعارضه على احترامنا‎!!‎
‏*****‏
حاجة الإنسان للتدين لا تأتي فقط من احتياجه إلى إله يتعبد له، لكنها أيضاً وربما بالأساس حاجة إنسانية اجتماعية. ‏فالإنسان ذلك الحيوان الاجتماعي يحتاج الانتماء إلى جماعة، يحقق في ظلها ذاته، التي تنمو عبر العلاقات ‏الاجتماعية. هكذا يكون تمسك الإنسان بدينه يتضمن التمسك بجماعته، التي يحقق له انتماؤه إليها الاستقرار ‏الاجتماعي والسيكولوجي. أيضاً ذهاب المؤمنين لدور العبادة لا يكون فقط لتقديم طقوس العبادة للإله، لكن أيضاً لالتقاء ‏المؤمنين معاً حول ما يجمعهم. لذا عرفت المسيحية المعابد، رغم أن المسيح حث المؤمنين بقوة على الصلاة الفردية ‏داخل المخادع، ونلاحظ أن دخول المسيح للهيكل وطرده التجار من ساحته حدث وفق مقولته "بيتي بيت الصلاة يدعي ‏وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"، يأتي بتجاهل العامل الثاني غير الصلاة الذي يذهب الناس من أجله للمعبد، وهو ‏اجتماعهم ببعضهم البعض، ما يتطلب بالتبعية وجود التجار الذين يبيعونهم ما يحتاجون إليه. لذا رغم موقف المسيح ‏هذا، نجد الكنائس والأديرة تضم أسواقاً خاصة للمؤمنين، بل وتضم خدمات تعليمية وطبية واجتماعية. كما تلعب ‏المعابد مسيحية وإسلامية الآن في بلاد المهجر بالنسبة للمصريين دور مؤسسات اجتماعية تضمهم، وتوفر لهم ‏المساندة السيكولوجية والاجتماعية. الدين هكذا رابطة اجتماعية للمؤمنين، وربما هذا ما يعطيه لدى الشعوب الأقل ‏تطوراً قوة وثباتاً، يتعدى حدود ثبات الإيمان بمقولاته‎.‎



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية
- صنم الشعب
- سؤال الثورة أم الفوضى؟
- نحن وإيران غير النووية


المزيد.....




- غضب وسخرية في الصين من تصريحات نائب ترامب عن -الفلاحين-
- هل يمكن أن تتوصل أمريكا -الجريئة- و إيران -الضعيفة- إلى اتفا ...
- ماكرون يوجه رسالة إلى السيسي والمصريين في ختام زيارته لمصر
- -قال سامحيني يا أمي لأنه مات وتركني-، أم مسعف غزة الذي وثق م ...
- ماذا قالت أمريكا عن -طبيعة- المحادثات النووية مع إيران؟
- عاجل | شرطة ولاية فرجينيا الأميركية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آ ...
- عاجل | متحدث باسم الخارجية الأميركية للجزيرة: عدلنا تأشيرات ...
- ثلاثة أمور أخطأ فيها أينشتاين -نوعاً ما-
- لافروف: ألمانيا ستلجأ إلى الديون لتنفيذ خطة الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول في -حزب الله- يعلن استعدادهم لمناقشة مستقبل سلاحهم في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - تجديف في المتاهة