عبد الله عموش
الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 07:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" كل إصلاح لا يستند إلى جلب المنفعة العامة أو يتخذها مطية لتحقيق الكسب و الإثراء الغير المشروع ومصلحة جماعة دون أخرى أو على حساب أخرى يعد ضربا صارخا و تعنيفا للشعب و استغلال حسن نيته و استغفاله و يعتبر جرما في القانون الجنائي الدستوري ، و ينبغي التنبيه إليه من منطق قاعدة كونه من واجب كل مواطن أن تكون له من الغيرة على المنفعة العامة ما لا حد له "
يقول المثل المغربي الدارج : " إللى طاحت البهيمة تا يكثروا الجناوة " بالنسبة إلي فوجهة نظري في الإصلاح هي كالتالي؛ فسواء هؤلاء و سواء أولئك سنبقى بعيدين عن الإصلاح ؛ فهؤلاء يرون في غريمهم " الإصلاح المكتبي انتهازية ؛ فعلا هو انتهازية بالجملة " أما إصلاحهم كفئات فهل هو وحي منزل ( و الوحي نزل من الأرض و لم يبق في السماء !!) و بالتالي هل يعتبرون أنفسهم بيت النبوة و غريمهم بيت أبي سفيان و أبي جهل و باقي الملأ المكي ؟! ترى و تأسيسا عليه فإصلاح هؤلاء هو انتهازية فئوية ، و إذا كنا نتحدث عن الذبيحة الرسمية في المجازر فإن الذبيحة السرية تؤدي نفس الدور الإقتصادي مع التهرب الضريبي و التملص من أداء الرسوم في ثقافتنا الإجتماعية كمغاربة أستعمل هذا المثال استعمالا مجازيا ، إذن يبقى القول بأن من الإصلاحات ما يسمي نفسه بالرسمي و منه ما يسمى بالمهرب لممارسة الضغط على مكاتب القرار الرسمي و التفاوض على المصالح و تقاسم السبي و غنائم الحرب التي تدار ضد المواطن و هذا شيء معروف إذ لا يمكن لأحد حجب ضوء الشمس بالغربال ، و لنعد إلى أكاديمية الإصلاح ، لأختزل قولي في كون الإصلاح و الذي يقابله في القواميس الطبية و ليس الميكانيكا ، الدواء ، فالدواء عندنا إذن و مع الأسف هو نفسه الداء ... أتابع كلامي و أقول بأن الفساد أي فساد ، و منه فساد التعليم ، قلت الفساد نوعان ، فأما الأول فحينما يكون الشعب غير واع بالقوانين و الثاني حين تكون هذه الأخيرة أفسدته و ذلك هو الداء العضال لأن الداء في الدواء ؛ و هو عينه حالنا و حال إصلاحنا و نحن لا نختلف كثيرا عن نظم أشقائنا التربوية في العالم العربي إلا ـ و استثناء ـ فيما يعرقل عطاءنا التربوي العائد إلى البنية المجتمعية من حيث التعدد اللغوي نسبيا . فمن فوض لهيئات مهنية أن تغادر كراسي مسؤوليتها الرسمية و تبادر بمقترحات في إصلاح بديل أو مواز يقابل به إصلاح الدولة الرسمي و اتخاذ هذا الأخير نوعا من البوليميك الرواقي ـ و لا ينبغي ذات الموقف أنني أصطف في صفوف الأوليغارتشية كمصطلح أولي ـ ، هل هذا البوليميك يساهم في و ضع تصورات في مشاريع تهم و تمس أبناء حوالي 15000000 من الأسر ؟ هذا علما أن الدولة لا تقوم بدون أرض وإقليم و قوة و شعب و هي الوحيدة في النظم الديموقراطية و غيرها المؤهلة بتدبير الشأن العام و منه التعليمي ، و هكذا فكل بوليميك يخوض في وضع تصورات في الشأن العام جزئيا ويكون يقصي الشعب و يركب مصالح هذا البوليميست لتصفية حسابات مع جهاز أو مع أجهزة حكومية رسمية خاضعة للدولة ـ و لتكن ديكتاتورية في نمط الحكم ـ يعتبر إذن بوليميك في قمة الغباء السياسي الذي و كما هو معروف يمنح إمكانية وصول الأغبياء للحكم لنهب ثروات الأوطان و الشعوب ببديل انتهازي و ديكتاوري آخر ، و هكذا فكل مبادرة تدعي خدمة مصالح الشعب من داخل الشأن العام و تقصي الشعب فهي مبادرة انتهازية تدخل من أحد مدخلي الفساد الذي أشرت إليه سابقا عند معرض الحديث عن قسمة الفساد إلى نوعين ، و هكذا فإنني أعتبر خلفية لبوليميك إصلاح التعليم من داخل هيئات مهنية و حقوقية لها سبق الإصرار و الترصد أعتبره توجها نحو تشبيك المعاني والرموز كما هو معروف في السياسات الحربية ( وهو نموذج رونالد رامسفيلد في غزو العراق و هنا يتعلق الأمر ببوليميك في نموذج الإصلاح لغزو كراسي وزارة التربية الوطنية لفئات تريد اختصار الطريق ـ FAIRE UN RACCOURCI DU CHEMIN َ ــ نحو الإغتناء و الثروة من مال الشعب و على حساب مفهوم يتيم اسمه الإصلاح ) ؛ لنجد أنفسنا أمام شكل من أشكال حروب الطوائف ـــ العشائر في العراق و مبعثه الضائع من الأخلاق حسب الدكتور علي وردي في مؤلفه " الأخلاق " ـــ ضد شعوبها بحيث أنها ـ أي الطوائف ـ تنطلق من مرتكزات إداراة الفهم و الإدراك كالتي أضفت الشرعية على الغزو الأمريكي للعراق في تصور الشعب الأمريكي من جهة و فعلت الشيء نفسه بالنسبة للرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام المسموعة و المرئية كحرب نفسية على الشعب الأمريكي لإقناعه بشرعية خوض بلاده الحرب خارج امريكا وإقناع المواطن العراقي بحقه في الحرية مقابل تلك الحرب ف عام 2003 بعد غزو الدبابات الأمريكية للعراق و إسقاط تمثال الرئيس صدام حسين و سط العصمة بغداد و بساحة الفردوس في يوم 09 أفريل 2003 ، و هنا لن أخوض في تفاصيل و هندسة إدارة الفهم و الإدراك كاستراتيجيا حرب قذرة تخدع بها الشعوب لابتزاز و نزع اقتناعها بواقع الحال المسحور و بخاتم سليمان لتتم السيطرة على الشعب المخدوع ...
رغم أنني لست متخصصا استراتيجيا و لا خبيرا في الأمن القومي إلا أنني أفقه قليلا في جعل مهنتي مدخلا من مدخلات جلب الإغتناء الغير المشرؤوع و جعلها مدخلا من مداخل طرق تحقيق الثروة النجسة و شراء الأسماء لتبييض الأموال ، لست هذا و لا ذاك غير أنه كذلك أتوفر على قدرة الاستثمار الأكاديمي في تحليل و مناقشة المشهد السياسي في بلدي حينما يتداخل في تناغم مع المشهد السوسيولوجي و التربوي و الأخلاقي لتضيع الحقيقة عن الأعين و خداعها لبلوغ المصلحة الشخصية ركوبا و تهريبا للمصلحة العامة إلى مقرات و أروقة الهيئات داخل ما بات يسمى بالمجتمع المدني لتفتح هنالك واجهات حربية على المجتمع السياسي و توجه إليه فوهات مدافع الإنتهازية و الوصولية باحتكار قوات الضغط الإجتماعي التي يوفرها القانون الدستوري للأفراد و الجماعات ، و يصبح معها الشعب بين المطرقة و السندان ، ومهما يكن من أمر ، فأنا لست خبير تكتيك عسكري و لا خبير أمن قومي إلا أن مهنتي تتفاعل مع كل هذا و ذاك كما يعلم الخبراء في التربية و التكوين ، فأنا سياسي ، و شخص يستعمل الإتصال و العلاقات العامة لتحقيق السياسة أو أهداف السياسة الخارجية ـ إحالة إلى ما يصدر من تقارير أجنبية حول التعليم في بلدان الضفة الجنوبية و كأن التربية و التعليم في الضفة الأخرى تمارسها الملائكة ـ ، في الحقيقة أنا محارب معلوماتي ومدير فهم و إدراك ، و هي مهمة من أسمى مهام وظيفتي كرجل تعليم ؛ أدير الفهم و الإدراك في صفي لتحقيق التعلمات و نقلها إلى الواقع و تحويلها كفايات يعول على الطلبة استثمارها في صور كفاءات في مختلف المجالات الحياتية لديهم ليكونوا بذلك يعبرون على قدرتهم على تحمل المسؤوليات في مجتمعهم قي شتى المجالات ، و لا أحد يستطيع أن ينفي عني هذه المهمة المضنية ، الشاقة و العصية على التحقيق ــ و هنا مربط الفرس في مهنة التعليم ، و هنا يتجلى الإصلاح الحقيقي ــ و لو كان مفتشا عاما للشؤون التربوية أو الشؤون الإدارية إذ وضع برنامجا بين يداي و يشرف علي في تنفيذه عبر بروتوكول إشراف إداري مقعد له و مقنن ، و علي أن لا أتقاعس في مهمتي ووظيفتي ، و لذلك تحتوي وظيفتي إدارة فهم و إدراك الشأن العام . و كوني مدير إدراك و فهم في الصف ، فإنه بات يلزمني أن أعكس لغة مخططي وزارة التربية الرسميين و لغة مخططيها البدلاء أو البديلة ، كلتا اللغتين اللتين تعتبران الفهم و الإدراك هو إيصال أو إنكار معلومات و مؤشرات مختارة إلى المشاهدين أو المتتبعين المستمعين الأجانب للتأثير على عواطفهم ، دوافعهم ، و موضوعية تفكيرهم ... و بطرق مختلفة ، تدمج إدارة الفهم والإدراك بين تحريف الحقيقة و أمن العمليات و السرية و التضليل و العمليات النفسية ... هكذا أراني غير مجازف إذا قلت أن إصلاح التعليم من الخارج و بالخارج هو انتهازية ووصولية يضع العمليات النفسية ورقة احتياطية تضمن له مد الجسور بين قوات الضغط الإجتماعي (سيكولوجيا الجماهير ) و مواجهة سلطات القرار الرسمي في التربية و التكوين كسبا للرهان و ضربا في الصميم لما جاء في التدابير الأولية بخصوص المرافقة و المواكبة و المصاحبة ، و مطلب رفع اللبس على تداخل إطار متصرف تربوي و مكلف بتتسيير مؤسسة تعليمية ، و هكذا أرى أن كل بوليميك الإصلاح الموازي هيئاتيا كان أو غيره لا يتوفر على تزكية جماهيرية معترف بها يعتبر مدخلا في ديكتاتوريات التسيير و ديكتاتورية السلطة ، حيث يستعمل السلطة الرسمية و يتغذى عليها في إنتاج خطاب بديل يواجه الخطاب الرسمي و ينصب نفسه خطابا نخبويا تحت غطاء فعل أكاديمي أجوف براغماتي نفعي انتهازي وصولي ، و يموقع نفسه في سياق الآية الكريمة " في نفس يعقوب حاجة قضاها . لم أتعرض للشخصيات و الهيئات و على من تهمه هذه الخزعبلات أن يتطهر منها .
الرباط في : السبت 09 أفريل 2003
#عبد_الله_عموش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟