أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي














المزيد.....

المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 00:17
المحور: الادب والفن
    


المنادى والمخاطب في ديوان
"قبس"
عيسى الرومي
من العوامل التي تدفع المتلقي للاهتمام بالنص، استخدام الكاتب أحرف النداء، مما يجعل القارئ يشعر بأنه المخاطب، وأن النص موجه له شخصيا، كما أن استخدام أحرف النداء يجعل النص ساخنا وطازجا، فيبدو للمتلقي بأن مشاعر واحساس الكاتب ما زالت في أوجها.
هذا الأمر أهم ما يمز ديوان "قبس" للشاعر "عيسى الرومي" فالديوان بلغته الشعرية، واستحضار معالم الحضارة، والارث الديني الذي تشكل على هذه الأرض يجعله انجازا أدبيا مميزا.
فالديوان يتميز عن غيره بكل هذه العناصر، مما يجعل الشاعر يأخذ صفة الانفراد بهذه اللغة وهذا المحتوى، فهو يستخدم أدواته الشعرية بطريقة فريدة، ومن هذه الاستخدامات هذه الأبيات:
"منذ تدجين الحضارة
منذ تنضيد الحروف السومرية" ص10
"لأجرت مريم ساعة الميلاد
من ألم المخاض، وجذع نخلتها
وتوجت الوليد بطهر ما نزفت
وبرأت القيامة
من براهين البرية" ص12، هذا الحضور للجغرافيا وللتاريخ والحدث الأهم في حياة البشرية، مولد السيد المسيح، وتلامس اللغة المستخدمة مع ما جاء به القرآن الكريم، كل هذا يجعل النص الشعري يبحر بنا إلى ما هو أبعد من مدلول الكلمات، فيبدو النص يمزج ما بين التاريخ والجغرافيا من جهة، وما بين الفكر الديني المسيحي وما جاء به القرآن الكريم من جهة ثانية، وهذا يجعلنا كمتلقين لنص ـ وأن اختلفنا في فكرينا الديني ـ نتفق مع النص، فهو يلبي ويتوافق مع معتقدنا الديني، وهذا الشكل أهم العناصر الابداعية في الديوان.
تألق الشاعر بشكل مميز في قصيدة " لن أسال" التي يلامس فيها سورة البروج، إن كان على صعيد اللغة أم المضمون، فعلى صعيد ملامسة اللغة القرآنية يقول الشاعر:
"وأنا الواعد، وهو الموعود" ص19
"ألقتهم ريح النار إلى الأخدود
... وظللت ـ أنا وحدي ـ العابد للمعبود
وحدي المفقود
الشاهد والمشهود
كيف يضل المرشد المرشود؟" ص20و21و 22، من يقرأ سورة البروج سيجد تلامس لغة الشاعر مع الآيات القرآنية، فبداية السورة جاءت بهذا الأبداع: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴿-;-١-;-﴾-;- وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴿-;-٢-;-﴾-;- وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿-;-٣-;-﴾-;-قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿-;-٤-;-﴾-;- النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿-;-٥-;-﴾-;- إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ" فنجد الشاعر يحاول أن يقربنا مما جاءت به السورة القرآنية مع ما جاءت به القصيدة، وهذا يشير إلى التألق اللغة القرآنية التي يدعونا الشاعر للنهل منها والتمتع بها، وكأنها يريدنا ن نربط بين مضمون الآية القرآنية التي تتحدث عن تعرض جماعة من المؤمنين لأشد أنواع العذاب، إلا أنهم يصمدوا ويستشهدوا في سبيل معتقدهم، وكأنه بهذا يشير إلى الظلم الواقع عليهم من قبل الطغاة، وأيضا إلى استبسالهم وعدم خنوعهم لهذا الطاغية، فهو يريدنا أن نتماثل مع هؤلاء القوم ونكون بمستوى عطائهم:
"ألقتهم ريح النار إلى الأخدود
شيبا
وشبانا
وأسودا
وقرودا" ص20 فهذا الحدث يتماثل تماما مع ما حدث لأصحاب الاخدود كما جاءت به السورة القرآنية.
كما نجد في بعض القصائد ما يرتقي إلى مستوى الحكم، فالشاعر يقدم لنا قصيدة " أيهما" وتبدو كدعوة للتفكير في العديد من القضايا التي نمر عليها مرور الكرام:
" أيهما أكثر عشقا
الشمس أم النجمة
أيهما أبقى
الكاتب أم ما كتب
أيهما أفصح نطقا
الحرف أم المعنى
أيهما أكثر رفقا
العاشق أم من عشقا
أيهما أكثر صدقا
حب يسكب في أذني الرعدا
أم حب يغفو في عيني برقا؟" ص25، لا شك أن إثارة مثل هذه التساؤلات يشير إلى المستوى التفكري الراقي الذي وصل إليه الشاعر، وكأنه يردنا أن نتأكد من بعض الأفكار التي نحملها، فربما كانا نحمل الفكرة بالمقلوب، ودون أن نعطيها مساحة جيدة من التفكير.
يستمر الشاعر في اشعالنا بقصائده من خلال استخدام حرف النداء "يا" وكأنه يوجه الخطاب لنا فيقول في قصيدة "شكرا":
" يا أول الكلمات
يا مفتاح غربتنا
أضيئ أجسادنا، وسماءنا" ص13، فهنا نشعر/نحس بأننا أمام شخص حاضرا أمامنا يخاطبنا بهذه الكلمات، كما نجد السخونة والحيوية فيها، فنحن ما زالنا نعاني من الغربة والتشرد ونعاني من القهر والظلم الذي لحق بنا.
ويقول في قصيدة " الحلم جبان":
"أخرج من ملكوت الموت" ص27
"يا سيد هذا الكون
جئتك ضيف
لكن ما....
..أمسح دمعة
وأطفئ شمعة
يا طيف
يا ملك الرحمة، والنقمة
ألعطف! العطف
والعذر! العذر!" ص29، بهذه اللغة جذبنا الشاعر إلى صفه، ويجعلنا نتعاطف معه، ونقف إلى جانبه فيما يعانيه، فهو مؤمن ويستجدي الرب الخالق لكي يساعده في الخروج مما هو في من معاناة.
الديوان من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، الهيئة العامة للكتاب، رام الله، الطبعة الأولى 2008.







#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد
- البطل والمرأة في رواية -الشراع والعاصفة- حنا مينة
- الانذهال بالغرب
- الكآبة في ديوان -فهرس الأخطاء- عبود الجابري
- العرض الجيد في سلسلة -أعلام الشعر العربي الحديث- ريتا عوض
- حصار الشاعر في ديوان -حالة حصار- محمود درويش
- الرواية البائسة -آه يا حضن أمي- سامي محريز


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي