شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 21:54
المحور:
الادب والفن
(كبرياء)
ترفّع في ان يطاول أعلى الذرى
قميصه فصّل من كبرياء
كان يمشي على الأرض تحسبه
يجاوز طول المفاوز
وعرض المحيط
وما لمس الماء أقدامه
كان يعطي لساعاته والثواثي
ولأيّامه والشهور
جواز المعاجز
لتكبوا على قدميه الدهور
كان يحفر في لوح بغداد أحلى السطور
ويرسم نجم العراق
مثل وشم على جسد
(العناقيد في الدالية)
تفسّح في شارع الليل
ينصت, كان النخيل
وكان القمر
يضئ خيام الغجر
وصوته يزرع ما في السكون
فتورق في الشفة الكلمات
والعناقيد في الدالية
كان يبصم تلك الخطى في الطريق
وفي ألق العمر يشتل
كالنبات البريق
(أغاني الغجر)
كنت في نشوة الفرح
أعربد في (البار) , أقلب كلّ المناضد
وأطلق في لحظة
حمامات حزني
وأنصت , أسمع
رنين النواقيس يقرع جمجمتي
ونداء الإذان
يقرع السمع ,
جاوز تلك المعابد
ولم أك إلا صريع العذاب
أُردّد في جوف ليلي
أغان الغجر
(النحلة تدور)
النحلة حول العذق تدور من الفرح
ثملت من قبل الطلع
ومال الرأس
يتهاوى قبل سقوط التمر على قدحي
(أنت بحري)
جنّتي كنت أم كنتِ أنت الجحيم ؟
صرتُ أحلم طوراً
وطوراً أشدّ الجدائل
أحسّ بصوتك حزن الليالي
وتغريد صوت البلابل
ومتاهي المخيف
وقنديلي المتألّق فوق الرصيف
أنت بحري الذي كان دون ضفاف
وطوق النجاة
وفناري القديم
وعرّاب دربي
ومفتاح قلبي
وقفل لساني الذي نام بين القبور
وشتلة عمري
زهت بالسرور
وطافت شموعاً ,
نذور
فيا كلّ أفراح عمري
ويا كلّ أحزان عمري
وشوكي الذي كان يجرح أوراق وردي
وينشر فوق ظلامي
نجوماً, وضوء قمر
وشمس نهاري
خلال متاهي
بتلك البراري
(إزميل الحقد)
كان إزميله
يغور ليحفر خارطة الحقد مثل الوشم
قلت بورك إزميلك
الدم ينفر
تبدع في رسم لوحتك الهمجيّة
كنت بالأمس أنعم من ورق الورد
شوكك يغزو القبيلة
ويجتاز تلك الحدود
ليغزو الوطن
(العطش)
كتابكِ أقرأ, أم أبجديّة
فلا يروي من عطشي
أُكابد في كلّ طرفة عين
على ورق التين ما ترسمين
حجب السحر في الدورة القدريّة
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟