شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5128 - 2016 / 4 / 9 - 21:46
المحور:
الادب والفن
(عروة الصعاليك)
إناؤك للضيف يتخمه
كرم الهمّة البدويّة
وفي راحتيك
ثمر رغم شوك البراري
وانقطاع السماء..
وغبار الصحاري
فأنت لها حيث كنت
سيّداَ في مناخ الصعاليك يا (عروة) العرب
(ليل الغطرسة)
كان صوتك يغري العبيد
رغم حمر السياط
وكلّ الذي قوّمته التقاليد,
في موضع الإنحطاط
ومجتمع الإنفراط
وفي ظلّ غطرسة السادة الأُمراء
عابر الليل في عزمك المتقّد
وفي ظل آلهة البيت..,
والبيت في الأسر
تحت ظلال قريش
وأُفق العبيد
كان مذ أُسدل الليل
مفتاحه الصبح عند النداء
فمن كان يجروء في حضرة السادة القاطنين
ك(ابي جهل) , أو ك (أبي لهب)
وعند سطوع (أُميّة)
غير الندى , ونثيث الحنان
كنت شمسا لجنان
وكهف الأمان
يا محمّد..ص
كان صوتك
حبّاً..,
وعدلاً..,
ورعداً..,
وورداً يفيض بعطر على العالمين
(اليراع)
يسري يراع ذلك الساهد
فوق الورق الأبيض والتعب
تموت فوق صدره الغابات , والحطب
يورق بالجمر , وباللهب
(الحطّاب)
الزيت من أشجارنا
يشعل كلّ شارع , ومأذنة
يا أيّها الحطّاب
زد إتّقاداً ,
إنّنا لسنا من العرب
لأنّنا نسرق من بيوتنا
الحليّ ,
والنقود
والرغيف
والحليب
ونحرم الرضيع من شرابه
في الوطن الحبيب
(الشوك)
حقول من الشوك تنبت في الجسد الغضّ, تعلو
في محيط تسجّر , فاجتاحنا هلع
كاد يغلق كلّ المدائن
ثمّ غاص لعمق
قد استوعب الأرض
صرنا على
شفا حفرة نستغيث
..,..,..,..,..,..
(الجندي المجهول)
كان يسير ساعة الغروب
على رصيف الشارع الطويل
يحمل في جعبته الأفكار
ينظر للنسوة, والقوارب
كان ولوعاً قبل أن يخرج من حانته
يحّطم الكؤوس
وينفث الدخان في الوجوه
ويسقط الرماد فوق المنضدة
وهو يغنّي مائلاً كالنخل
يرسم في وجدانه مقدّمات العام
ويطلق الأحلام نجماً دائراً في فلك الأيام
مبرمجاً للخطوات المقبلة
حيث المحطّات خلال ذلك الزحام
على رصيف فرّ عن رصيفه الحمام
وانطلق الأطفال يمرحون
على بساط أخضر, وقرب ذاك الصرح
لذلك الجنديّ في غيابه المجهول
(الضفة الأُخرى)
كان الصدى يضرم فيه الخوف
في الضفة الأُخرى رعلى موجك يا فرات
حناجر الغربان بين ضفّتيك ترسم الأفق
عالم من أشباح
امواج من نباح
تصبغ
سلسبيلك البهي
بأحمر الشفاه ,ام بذلك النزيف؟
من تحت جنح ذلك البعصفور
كأنّما السماء
سوداء لا تشرق فيها الشمس
أو يبزغ القمر
كأنّما النذير يا فرات
يصبغ بالقطران
ملامح الحياة
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟