حيدر الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 00:05
المحور:
الادب والفن
ليلة عودة الربيع
(قصة قصيرة جدا)
حيدر الحيدر
...............
إنتصف الليل ، وقدماه تتوجعان في شق كهف ٍ موحش متشابك الأسنان بنتوآته .!
كهف ٌ مسالكه دهاليز مكبلة بغسق ٍ شبه سرمدي شديد الظلام ،
وحاصره رعب رهيب من أشباح ٍ مخيفة ترقص من حوله ، وعناكب تمد خيوطها في جميع الزوايا الدكناء ،ومخلوقات غريبة تجلس القرفصاء قبالته ،
وهي تداعب بأصابعها عقارباً وجرذاناً وثعابين مرقطة خبيثة الألوان .
كيف له التخلص من محنة كان له ان يتجاوزها ليصل نهاية هذا الكهف المرعب ،
ويحطم صخرة سوداء تغلق منافذ النجاة ، حيث نهر السعادة ينساب هادراً في جريانه متحديا تلك التضاريس الغاطسة بطلاسم سحر ٍ لعين لعصور حالكة السواد .
انتزع قدميه الملتصقتين بصعوبة وتخطى المكان وهو يتعثر هلعاً في مسالك تلك الدوامة الرعناء لينقل خطاه وصولاً الى نهر السعادة ، وليغسل ذهنه المتعب من تراكمات علقت فيها .
تحرّك مسرعاً وقد احتكت ذراعاه القويتان بجدران تلك الصخور، لتشعل النيران في قمم الجبال ، فأحرقت كل خيوط العناكب ، وأفزعت الأشباح ، فولّت هاربة خائفة مذعورة من لهيبها وبريقها المدوي في السفوح والوديان !
وها هوَّ يعانق خيوط الفجر الجميل ، بعد ليلة دكناء ،
ويصل نهر السعادة ، يغرف من مائه العذب .
في صبح نوروزي جميل ...
يا له من حلم ٍ كان عنوانه ليلة عودة الربيع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟