أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لقاء الرئيس الذي لم أحضره














المزيد.....

لقاء الرئيس الذي لم أحضره


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 14:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس جديدًا أن يُكرّمَ الأديبُ في أصقاع الأرض كافّة، ويُقدّم للمحاكمة، أو يُسجَن، داخل بلاده. أمرٌ يحدث كلّ يوم وفي كل مكان. وأنا في طريقي الآن إلى تورنتو بكندا للتكريم، ستكونُ المرةَ الأولى التي لا أشارك فيها في لقاء الرئيس السيسي بالمثقفين منذ أصبح رئيسًا لمصر، وحتى قبل أن يتقلّد مقاليد الحكم أثناء حملته الانتخابية. لم أتلقَ دعوة للمشاركة هذه المرة ربما لسفري، وربما لأن جيلي كلَّه قد تغيّب عن هذا اللقاء الذي لم يحضره إلا الرعيلُ الأول من الأدباء والكتّاب الكبار، وربما لأن لديّ حكمًا ابتدائيًّا بالسجن سنواتٍ ثلاثًا بسبب بوست صغير كتبتُه على صفحتي بفيس بوك ينتقد الوحشية اللاشرعية التي تُقدّم بها الأضحيةُ في عيد الأضحى على غير ما سنّ الشرعُ من رحمة وترقّي في تجهيز الذبيحة للنحر.
لو كان الظرفُ غير الظرفِ وحضرتُ هذا اللقاء، ما كنتُ لأحدّث الرئيسَ في أمري الشخصي، كعادتي في عدم خلط العام بالخاص، حتى وإن كان ذاك الخاصُّ قضيةً عامّة تمسُّ حرية التعبير التي كفلها الدستور لي ولسائر مواطني مصر، ما لم تُفضِ تلك الحريةُ إلى نشر العنف أو إشاعة العنصرية أو الخوض في الأعراض. لو كنتُ حضرتُ ذلك اللقاء لكنتُ تكلّمتُ، مثلما فعلتُ في لقاءاتي السابقة معه، عن قضية التعليم التي تؤرّق ليلي ونهاري إذْ أراها المبتدأ والمُنتهى في حلّ مشاكل مصر كافة. بدءًا من مشاكلها الاقتصادية وانتهاءً بمشاكلها الاجتماعية، ومرورًا بمشاكلها الصحية والسياسية والفكرية والطائفية والأخلاقية والثقافية والإنتاجية. وهل أكونُ وقتها قد نأيتُ عن مشكلتي الخاصة أنا وغيري من الأدباء والمفكرين الذين حوكموا وسجنوا وقُتلوا بسبب آرائهم التي قد تُصيبُ أو تخطئ؟! كلا! ما نأيتُ. فالتعليمُ الجيد هو الذي يعلّم المواطنَ أن يقرأ دستورَ بلاده فيعرف أنه إنسانٌ حُرٌّ ما لم يضرُّ. التعليمُ الجيّد يجعله يدرك أن حرية التقاضي لها معاييرُ وشروطٌ وليست "سداحًا مداحًا" يتم استغلالها للكيد في مثقف لا تتفقُ آراؤه مع آرائنا. التعليم الجيد يجعلنا نتعلم أن ثراء المجتمعات يكون بثراء أفكار أبنائها وتعدّد رؤاهم، وليس بأن نكون دُمىً مربوطة في خيوط يحرّكنا شخصٌ واحد ويحقن أدمغتنا بفكرة واحدة. التعليم الجيّد سيجعلنا نفهم عبقرية مقولة: “دعْ ألفَ زهرةٍ تتفتّح" لأن جمال الحديقة لا يكون إلا بتنوّع الزهور شكلا وحجمًا ولونًا، "ولو شاء اللهُ لجعلكم أمةً واحدة". التعليمُ الجيّد يجعلُ الإنسانَ يفهم أن الله خلقنا أحرارً؛ا عبادًا لا عبيدًا؛ لكي نترقّى ونتهذّب ونكون صورة ممتازة لأرقى خلقه فنرحم المستضعفين ولا نقسو على حيوان أو طير فنعذّبه بعد ربطه وهو يجود بروحه من أجل أن تشبع بطوننا. التعليم الجيد سيجعلنا على دراية حقيقية بتاريخ سلفنا الصالح فنحذو حذوهم الشريف نُحيي أمجادهم ونتحضّر ونقود العالم نحو العلم والنور والحضارة. التعليم الجيد هو الذي سيجعلنا ندرك أن القانون الذي يخالف الدستور لا يُعوَّل عليه، فلا يجنحُ مواطنٌ لمقاضاة مواطن بمادة قانونية هزيلة تتنافى مع دستور البلاد، بل تتنافى مع أبسط مفردات المنطق.
في لقائي الأخير بالرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن وفد الأدباء والمثقفين قلتُ له بالحرف: “التعليم يا ريّس، الثقافةُ، كيف بوسعك أن تساعدنا لنجعلها مشروعًا قوميًّا؟" فأجاب بالحرف: “أنتم يا أستاذة فاطمة ضميرُ هذا الوطن، انطلقوا وأشيعوا الثقافة والتنوير وأنا في ظهركم.” أولى مبادئ إشاعة الثقافة يا ريّس هي أن يعبّر كلُّ مثقف عما في رأسه من أفكار تنويرية دون خوف من محاكمة أو سجن، ثم تُقارَع الفكرة بالفكرة حتى نخلق حالا من العصف الذهني الذي به تتقدم المجتمعات. شكرًا على توجيهك للبرلمان بسنّ قانون يحمي الدستور ويحمينا من تغوّل الغُلاة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نلغي الدستور؟
- الكود الإنساني للأطفال
- تيمور السبكي... ونحن والدستور
- اسجنوا بورخيس مع أطفال المنيا
- أيها الشعراء غنّوا وأُسجنوا!
- الحريةُ مناطُ التكليف | أخرسونا لتدخلوا الجنة!
- لماذا لم يعصفِ اللهُ بالملائكة؟
- ازدراءُ الأديان ازدراءٌ للأديان!!
- سياطٌ على ظهر الحكيم
- قصيدة للشاعرة فاطمة ناعوت (سجن)
- سأهربُ إلى قبر جدتي
- قانون -نيوتن- الرابع
- ماذا قال لي برنارد شو
- رسالة إلى الله
- اسجنوا أولئك الثلاثة
- أم الشهيدة والأرنب المغدور | سامحيني يا سمراء!
- افتحوا نوافذَ قلوبكم للحب
- هذا العماءُ خطأٌ في الإجراءات
- الإنسان الطيب
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي | كلاكيت ثاني مرة


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لقاء الرئيس الذي لم أحضره