حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 11:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المنطق (عدم التناقض) قانون العقل الأساسي, وفي حالة الذروة (التفكير الابداعي).
أو غياب المنطق, حالة الثرثرة والتناقض والعشوائية. أخلاقيا الكذب في السلوك والقصد معا.
* * *
البديهي أصعب الأشياء معرفة وتعريفا, عبر المنطق والبرهان, إدراكه....حدوده وقوانينه.
يوازيه في الصعوبة قبول المجهول وتحمله, تجنب إطلاق الأحكام الأخلاقية_ مع الاصغاء والاهتمام.
إدراك المرء لنواقصه وعيوبه, ثم تقبل ذلك بالفعل_ اكثر الأشياء صعوبة, وندرة.
* * *
نحن جميعا نعرف_ ونعترف بخطأ الحواس ونقصها وانحرافاتها الحتمية,ونستعيض عنها برضا وحماس ب....الأدوات المصطنعة (من النظارات الطبية والأسنان إلى الطائرة والموبايل).
ولكن, المعرفة البدائية والأولية التي تنقلها الحواس مباشرة, المعرفة بحالتها العشوائية التي تنتج عن الشعور الآني والمتبدل_ نعتبرها صحيحة وترقى إلى مستوى الخبرة العلمية والتجريبية.
ومعتقداتنا (بمجملها) حصلنا عليها خلال هذا النهج (اليقيني).....وأغلبنا يصارع ليقبل الآخرون أفكاره السماعية والشائعة في الوسط الشعبي والاعلام الدعائي, ونستخدم الصراخ والقوة أولا, بدل المنطق لدعم حججنا وقناعاتنا (الصحيحة).
ذلك يفسر المفارقة المدهشة والتناقض الصارخ: في الرفض العنيد لاستبدال الثرثرة اللغوية والعاطفية (والسياسية أكثر) في حياتنا المشتركة_ خصوصا السهرات (الثقافية), بالحوار الطبيعي_ المنطقي والمتوازن والبسيط , ولو بالحدود الدنيا...
ويفسر أكثر حالة الجهل والتعصب ( والشقاء) السائدة في مختلف جوانب حياتنا الاجتماعية والثقافية.
* * *
ما هو الفارق النوعي بين الحوار والثرثرة؟
_ الثرثرة تعبيرات عاطفية ولغوية, عشوائية, ولا واعية بمجملها.
_ الحوار سلوك وكلام متبادل, بين طرفين أو أكثر, ومحدد مسبقا بعتبة او حد أدنى.
والفارق النوعي بينهما يتحدد بالاهتمام_ درجة الاهتمام من جهة المتكلم أو المستمع.
وبحسب خبرتي الشخصية والثقافية (نقص الاهتمام) معضلة حياتنا المشتركة وفي مختلف تفاصيلها ومستوياتها.
بتعبير أوضح: العجز عن الاهتمام بالنفس أو بآخر (مشكلتنا).
الاهتمام يتضمن ثلاثة عناصر منفصلة ومختلفة, لكنها تشكل مزيجا في السلوك الاجتماعي خصوصا_ بحيث تبدو العناصر الثلاثة خلال تفاعلها عنصرا مفردا_ لأول وهلة:
1_ الوقت, المقدرة على منح الوقت اللازم والكافي للنفس أو الآخر_ حسب الوضع والحالة.
اغلبنا لا يدرك قيمة وقته الذاتي والشخصي _غلا بوجود آخر. بل ويخبره كعبء وهم أغلب الأحيان. والنتيجة الطبيعية لمن يجهل قيمة وقته الشخصي_ ان لا يدرك وقت الآخر (خصوصا في الحالات الانفعالية سلبا أم إيجابا) وما أكثرها....
الزمن مشكلة العقل المركزية, العلاقة مع الزمن وكيفيات فهمه وقبوله, ومنها تتفرع مشكلة الوقت عند الفرد الحديث. لا يعرف كيفية التعامل المناسب مع وقته أو وقت غيره.
2_ الجهد, الطاقة النفسية الارادية, وهي تجسد الوقت وتمنحه الاتجاه والأبعاد والحدود.
كلنا نعرف وندرك الوقت الطويل (البطيء) بحضور الثقلاء والمزعجين, والعكس تماما: طيران الوقت وندرته مع الأحباب والخلان.
3_ الانتباه والتركيز, يعطي للطاقة النفسية الواعية_ من خلال الوقت أشكالا مختلفة وتنوعة.
الانتباه السلبي (المزعج) مثلا المحاسب أو المحقق يستمع. أو بحالة الكلام (الشكوى أو التفاخر).
وعلى العكس الانتباه الايجابي (المحب والمحبوب)...لا اظن أحدا يفتقر لأمثلة عليه_ خاصة في الزمن الجميل....
خلاصة الكلام:
_ المنطق في حده الأدنى ثرثرة لغوية وعاطفية.
_المنطق في حده الأعلى حوارا, نجوى ذاتية او ذروة الاهتمام الايجابي بآخر
* * *
يعتمد_ يقوم هذا النص ( وتكملته اللاحقة) على مبدأ "الحل والتفسير التطوري".
الحل التطوري معيار متعدد الدرجات, والوظائف.
1_ كميات ومستويات 2_ درجات وعدد 3_ أنواع وأشكال
_ متعدد الدرجات, عبر عملية دمج المنطق بمستوياته المتعاقبة الأحادي, والثنائيو ثم المنطق التعددي_ عبر المقياس العشري المرن. يمكن تحويله بسهولة إلى دقة أكثر وسعة أعلى, عبرتمديده ومضاعفته إلى مقياس مئوي مثلا.
أو العكس, يصلح وبسهولة للقياس الثنائي والأحادي أيضا.
متعدد الوظائف, بمعنى أنه "الحل التطوري" يصلح لمعايرة الحياة الفردية لشخص واحد_ ايضا يصلح لدراسة تغيرات الجانب الاجتماعي وفهمه...ودراسة تغيرات الشخصية الاجتماعية عبر الأجيال أو من خلال تعدد الثقافات والنظم الأخلاقية.
* * *
الطاقة النفسية والمستوى المعرفي_ الأخلاقي وجوه لخبرة شخصية واحدة, ولحقيقة نفسية.
يمكن الاستدلال على إحداها (كميا أو نوعيا) بدلالة البقية.
!_ الحب السلبي (علاقات الخوف والحاجة).
2_ علاقات الاحترام (أنا_ نحن....مع الحق) الاحتكام إلى الشرعية (القانونية أو الدولية).
3_ الحب الحقيقي (إبداع وعطاء)_ السعادة وماهيته وعلامته
رحلة طويلة (مئات التدرجات) من الشقاء والصراع ليبقى الحق معي إلى....أنا_ نحن مع الحق.
في المستوى السلبي (الشخصية النرجسية والمتمركزة على الأنا) لا تستطيع أن تحب, او ترى في الآخر_ مهما يكن قربه ودرجة أو نوعية العلاقة الاجتماعية معه, سوى موضوعا للغربة والاسقاط.
* * *
على الهامش
..... لا اعرف الأسباب والدوافع_ التي تقف خلف رغبتي, بأن أختتم هذا الجزء بفكرة "الحقيقة النفسية" ماهيتهاو والادراك الذاتي لها
_ هل يعرف الانسان نفسه ؟ (انت وأنا)!؟
أعتقد أننا_ نحن أل... حوالي ثلاثة مليارات فرد بالغ وراشد, الأحياء الذين نتشارك هذا العالم اليوم 1 نيسان 2016
أعتقد اننا وبنسبة تفوق التسعين بالمئة_ حدود معرفتنا الذاتية...بأنفسنا أو الموضوعية وبالانسان عموما هي في المجال بين 3 و 7 على المقياس العشري.
نعرف وبشكل جيد استجاباتنا المتوقعة, وايضا ندرك ونقدر سلوك الآخرين (المتوقع) في الأوضاع والحالات الاعتيادية والمتوسظة.
كما أننا نجهل أنفسنا, ونجهل سلوكيات الآخرين أيضا في المجالين المتطرفين_ تحت الثلاثة أو فوق السبعة (الحلات الحدية). والقصد حالات الاقدام تجاه المثيرات الشديدة (فوق السبعة) أو حالات الاحجام تجاه المثيرات والموضوعات المخيفة وتكون في المجال دون الثلاثة.
_ الحقيقة النفسية بوجوهها وأبعادها الثلاثة 1_ المادي الشتريحي_ الكيميائي 2_ الحركي السلوكي 3- المعرفي والفكري
1_ الوجه التشريحي_الكيميائي للجملة العصبية, مركز الحقيقة النفسية على المستوى الفردي.
وفي هذا الجانب يتشابه البشر إلى درجة التطابق_ مع شبه انعدام للاختلاف.
*نفس النتيجة, لو اعطي أحدالمليارات الثلاثة في عالمنا الحالي: حبة هلوسة أو حبة منوم, ستتكرر النتيجة, وتكون الاستجابات متشابهة لدرجة التطابق.
2_ الوجه الحركي _السلوكي, وهذا الجانب يشمل الاجتماعي أيضا.
مختلف المجتمعات والثقافات المعاصرة, تتحكم بأفكار وحياة أفرادها عبر العراف والقيم الاجتماعية_ الثافية, وبدوره التشابه في الاستجابات ياقرب التطابق.
3_الوجه المعرفي_ الفكري....
تلك السلسلة المزدوجة ...من افلاطون وسقراط إلى ستيفن كوفي وسيفن برايرز (الفكرة الكابوس والفكرة الحلم )....عبر امتدادها في الأساطير والأديان البدائية_ مرورا بالفلسفة والتفكير العلمي_ لتصل ذروتها في تعديل السلوك المعرفي
حيث تتمحور هذه السلسلة....بنهجها وغايتها معا.
الشقاء فكرة والسعادة فكرة أيضا
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟