أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - أميلي وانتصار وأنا * /**/***














المزيد.....

أميلي وانتصار وأنا * /**/***


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


أميلي وانتصار وأنا * /**/***


حين كنت معتكفة بين أوراقك...بالكاد كنت وهما أو صفارة لقطار يمرق في جوف الليل... لم يكن لقاؤنا محتملا حول موقد الألم, فانا سأولد بعد جوقة من أزهار الغيب التي كانت تتهدل على شباكك المفتوح دوما ...أما ثالثتنا فقد كانت في المياه التي تسقي قرية نائية...وأحيانا كثيرة تخرج ليلا إلى الغابة لتعلق غسيلها ,حيث تحيط بها الأشباح البيضاء..., كنت صغيرا لا أنام إلا بعد أن افرغ راسي من مياه الرعب, وحتى الساعة العن الموصد والمظلم ....أميلي كانت تأخذني إلى المدرسة عبر حقول البيبون الأصفر... فيما كان كلبها..كانت تقول عنه انه فاتح الشهية الصباحية للسباحة في الشمس...كلبها كان يتقدمنا مغنيا بذيله المبتور ...يتقدمنا ثم يعود حاثا لنا على توسيع الخطو .....أميلي كانت فقيرة الجسد ولا تتناول الفطور يوم لا يهبط الوحي عليها صباحا.... أو تنتابها كآبة الكلى وهي كانت تقول أنها تشفق على قدمي الصغيرتين فتغسلهما بهمهمة غريبة تنهيها بضحكة في الهواء باتجاه الغابة...اذكر ذات يوم انحرفت بي في الطريق..قلت ببرأة طفل ..ليست هذه طريق المدرسة...قالت اعلم.., ولكننا اليوم لن نذهب الى المدرسة..ساخذك في نزهة بعربة سمائية..سترى النجوم وتمسك السمكة وتهز الذئب من ذيله عقابا له... لأنه سرق كعكات الجدة..ذهبنا ام لم نذهب...الى الآن ما زالت صورة حصانين من نور خالص تراودني ...حين صرخت انتصار أول صرخة بوجه الدنيا...كانت أميلي قد ذهبت بعيدا من زمن بعيد...وانا كنت شابا في الجامعة ادرس قراءة الكف كان بوسعي ان اذهب وراء النجوم ولكن شعرا قصيرا مجعدا ووجه اسمر نحيل قد أخذا مني كراسة الشعر... فصارت قصيدتي تغني للون الأصفر ....همست في أذن الحلم ....أميلي أمسكت سمكة من زعنف مضطرب, القت به نحو خوفي الذي كان مايزال برعما قلقا ودعتني ان امسك بالتمرد ..لم افهم مرامها...انتصار كانت قريبة.... واقفة على جسر ترسمه مفتتح كل شهر بتدرج من تدرجات البنفسجي..سألتها أميلي, ان كانت ترغب بالركوب معنا ...ارتعبت الصغيرة...فرت الى الغابة وهي تنشج في بكاء متواصل...بكيت انا الآخر فقد كنت طفلا ومشروعا لقصيدة فقط...قالت والان انت..ما الذي اثار غضبك... كنت طيبا الى الآن ...نظرت جهة الشمس..واصلت..أتدري...أنا راحلة عما قريب وانت ستغدو شابا ثم رجلا بشارب غليظ ثم شيخا كبير السن وعندها سأزورك...لا تنس ذلك.. وحسنا فعلت بالدموع فهذه التي هربت الى الغابة هي ابنتي وستلتقيان كثيرا فاحرص عليها ولا تدعها في الغابة لوحدها............كنا انا وانتصار في وداع أميلي وهي تغادر مع صديق مجهول بعربة الحصانين المذهبين في صباح مشرق بالأزرق البهيج الى حيث الأبدية الخالية من الدموع.
0000000000000000000000000000000000000000000


* أميلي ديكنسن شاعرة أمريكية توفيت عام 1830 تعتبر أشهر شاعرة في القرن لتاسع عشر
عاشت في عزلة .. مع اختها وأمها .. رغم أنها كانت امرأة حيوية .. لكنها فضلت الانسحاب من الحياة العامة حتى انطفأت شعلتها .. متأثرة بـمرض .. أصاب كليتيها.
كانت " اميلي " تفضل كتابة العالم عن بعد فـانسحبت عنه لـتتأمله بعد وفاتها .. اكتشفت قصائدها المخبوءة والتي بلغت 1775 قصيدة
** انتصار دوليب شاعره وإعلامية وتشكيلية مصرية أمريكية ذات أصول سعودية وتركية ومصرية دكتوراه علوم سياسية(---- - ---)
مقيمة في امريكا تكتب بوجدانية عالية وصوفية نقية تثير في قصائدها الذهول والدهشة وتتغلغل في عمق النفس البشريه.
*** انا عبد العزيز الحيدر شاعر عراقي ولد في قرية عراقية نائية (1953- ----- ) يكتب بفلسفه وحس وجداني صوفي.



#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاك
- أغنية تحت شباك
- يوم عصف
- استحكام
- الخطأ
- أغنية قديمة
- رحلة ضوء
- تخطيط
- الألوان
- ساعي البريد
- شجرة بيتي الحزينة
- التائهون
- حصص
- السنون
- الصيد
- لا....ولا
- الحكمة
- قريبةجولة
- طفل
- تشبيهات


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - أميلي وانتصار وأنا * /**/***