أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوفل الصافي - بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر العراقي شاكر عبد سماوي .. حكاية جرح .. ينزف حكاية وطن ..















المزيد.....

بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر العراقي شاكر عبد سماوي .. حكاية جرح .. ينزف حكاية وطن ..


نوفل الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


إنتماء للفكر
(حزبنه ياحزبنه.. ياحزب كل زين تمتحنه التجاريب..
ياحزب المعامل والمناجل والمراجل والصدكَـ والطيب)
إنتماء للأرض
(من سومر.. من بابل جيتچ ..
يادنيا او شايل بعيوني باچر والعگبه او ما گالت..
گاع الطف او گاع البصره وسوالف بحروف الشمعه
وفاضت آيات اعله اشفافي..اشما شابت خضره الصفصافه)
إنتماء للرمز
(يحسين الچفوف الباعتك بالماي,
لهسّه اتبيع كل حسين.. العطش ذاك العطش
محد..شتل عالمشرعه اجدامه
الشمر ذاك الشمر
لسّا يحد اسيوفه بالهامه)
إنتماء للذات
(موكل من تفيض ادماه حسبالك نشف لومات !!
سيف آنه ابثلاث احدود..
حد بي موت.. حد قدّاح.. حد يلمض اودرعي الموت..
گلي الموت بيّه الموت هم ايمض ؟؟)
وابتدأت الحكاية
لا والله ياشاكر .. لايمض بك الموت ولايمض بالارواح التي تنث صدقا وشعرا وصلابة .. النفوس التي لامست عشق وفرح ودمع الناس؛ لن تموت ولم نسمع انها ماتت يوما ..
شاكر السماوي .. انتماءات بكل الاتجاهات التي تلتقي ـ شعرا وفنا ، فكرا ووجدانا ـ عند نقطة الضوء،..ومثابة الابداع من أجل ـ قيمته الكبرى ـ الانسان.
هكذا هو شاكر السماوي الذي يذكرني بجملة شعرية كأنها فصّلت على مقاسه :
(الباب من برّه وجه چنّه حليب ..
اوّجه الآخر نص كلتّه الذكريات !!!))
خسارات وحزن، جروح وتحد، عناد ودموع، وشموع وسهر، غربة وطن محمول بين رئة منخوبه وضلوع مرطوبة... تتسامر جميعها على موقد (سمار) شفتيه التي تناهبها حرف الهم والكأس والدخان ..
هكذا ـ وأكثر ـ هو الشاعر العامي الشعبي المجدد شاكر عبد سماوي ..
مما قاله الشاعرعن نفسه.. وهو يكشف لنا متاهات وتجليات روحه ..ويعيننا على فهم هذا الشاكر المنزوي بين رأس منتصب متأهب لمغادرة مكانه.. وقدمين قلقتين ماسكنتا على أرض وإن كانت خضراء آمنة !!... وكأن روحه ظلّت الطريق في دروب وفضاء هذه المجرة المخيفة، وجاءت بها الصدفة وألقتها على هذا الكوكب المزعج ؛ واجهزت عليه هذه الصدفة واذا به في عراق التضادات؛ وفي زمن حرج من القرن العشرين .. وأزعم أنه لو كان في زمان ومكان آخر .. ربما كان شاكر بن مظاهر أو ابو طلعت الغفاري .. مايقوله هذا الكائن السماوي عن نفسه:
• حزني على وطني إذ خسرني؛ وعليَ إذ خسرته.
• قبضت بشدة على بوصلتي الروحية والوطن...وغربتي إستعادتني إليَ وأصبحت شاكراً أفضل!!
• صار الكتاب حاضنتي العقلية والروحية والورقة رئتي الثالثة.
• على المغترب ألا ينغلق حدّ أن يختنق ولا ينفلت حد أن ينسلت!!
• أحبّ المجانين .. وهم ألهموني متعة وعمقاً إبداعيا؛ حيثما حضروا في أعمالي الشعرية والمسرحية.
• طالما تمنيت أن أرى ظلي وأتابعه بجهاته وتشكيلاته .. لكن من العجز المطبق أن أمنح ظلي قدرة أن يراني!
شاكر السماوي
ـ (لا ... أنا لا أنسب نفسي الى السماوة بهذه التسمية ، ولكن ؛ اسمي الكامل هو: " شاكر عبد سماوي"ـ هذا ما جاء على لسانه ـ)
ومنه اشتق لقبه السماوي، شقيقاه هما الشاعر عزيز السماوي والدكتور سعدي السماوي وابنه هو المسرحي طلعت السماوي المتخصص بالرقص التعبيري.
ولد شاكر عبد سماوي عام 1935 في محافظة السماوة ، على غير ما ذهب اليه البعض من انه حمل اسمها لقبا لها . وعن ذلك يقول: كنت أبلغ من العمر ( أربع إلى خمس سنوات)؛ حيث كان أهلي يقطنون قرية “ الرميثة “ ـ إداريا الآن قضاء الرميثة ـ 30 كم تقريبا شمال مدينة السماوه التي كانت تابعة الى لواء الديوانية كما كان يسمونها حينذاك ، وانتقلنا إلى مركز الديوانية.. وبذا كنت قد قضيت طفولتي في منطقة أسمها “ العارضيات “ حيث كانت جدتي ـ لوالدي ـ لها صلة قرابة بالشيخ شعلان أبو الجون شيخ عشيرة “احجيم “، والذي قاد ثورة العشرين في 1920.
ولد شاكر وعاش في جو عائلي ملبد بسلطة والده المتحدر من الريف فكان ذا نزعة صارمة حادّة ! ويمكننا ان نتخيل شاكر الطفل وهو يرى قسوة ابيه التي لاتستثني احدا !
الجرح التأسيسي !!!
قسوة الاب؛ جعلت السماوي يضيق برما بكل سلطة تشبه سلطة الاب ؛ بدأ احتجاجاته ومعارضته بسلطة الحكومة، ورجال السياسة، والدين، والمال؛ وحين اطلت 1953 كان عمر شاكر السماوي ثماني عشرة سنة؛ وهو سن المراهقة الحرجة في مجتمع مضطرب الرؤية... فما كان من شاكر الا ان ينغمس في العمل الطلابي اليساري ! وباتت لديه خبرة صحفية من جريدة (الصرخة) اليسارية الجدارية يوم كان لايعرف شيئا عن اليسار !
اكمل الراحل في الديوانية؛ دراسته (الابتدائية والاعدادية) والثانوية حيث فصل منها، فاضطره ذلك الى الهجرة صوب بغداد في عام 1954 وتفرغ للعمل الحزبي،اثناءها ارتحل إلى سورية لمدة من الزمن، وقد عاش قبل ارتحاله عذابات كثيرة، كما جاء على لسانه: (وراح التشرد والسجون يتقاذفانني إلى أن حررتني منهما ثورة 14 تموز 1958 ؛ حينها كنت أقضي فترة الحكم علي بالإبعاد لعامين بمدينة الناصرية)... جاءت 1958 ليكون عمره ثلاثا وعشرين سنة فاذا احصيت عدد المرات التي سجن فيها وعذب حتى ذاك الوقت، لكان الجواب؛ ثماني مرات فقط دخل السجن ولما يبلغ الثالثة والعشرين !
السماوي اكمل دراسته في دار المعلمين العالية المسائية (كلية التربية) في بغداد مع أخيه الشاعر الراحل (عزيز) صاحب مجموعتي ( النهر الأعمى ) و ( أغاني الدرويش ).
نعم؛ شاكر السماوي مبكر في كل شيء حتى في اعتراضاته على حزبه الذي احبه وذاب فيه !! ففي ديسمبر 1958 استقال شاكر من ( عضوية ) الحزب الشيوعي..هذا اذا وضعنا في الاعتبار أنه ليس من السهل الحصول على (العضوية) فهي صعبة المنال وخصوصا في هذا العمر الذي فيه الشاعر شاكر !! ؛ فكيف يتخلى عنها ؟؟
وحين تدقق في اسباب استقالته ستجدها تتمحور حول مفهومات نظرية كبيرة ؛ وكثيرة التشعبات والاشكاليات ـ حينها ـ مثل الديموقراطية والاممية !
واستقالة السماوي لم تطوّح به صوب الشواطي المعادية لولائه الاول وهذا أمر لاشك فيه ..
فائض القيمة والشرطي !!!!
كان معجبا جدا بنظرية فائض القيمة، وصل به الاعجاب هذا أنه كان في وقت (راحته ) لايستذكر الحبيبة، بل يخوض في علم (الاقتصاد المقارن) و(التناص) الحاصل بين مقولة علي بن ابي طالب " ما وجدت نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضاع" ومقولة كارل ماركس في فائض القيمة الناتج عن الاستغلال الطبقي !! ويخوض في دعوة الطبقات الجائعة للثورة على الاقطاع والراسماليين ودعوة ابي ذر الغفاري : عجبت لرجل لايجد قوته وقوت عياله كيف لايخرج الى الناس شاهرا سيفه ! وقد نقل الدكتور ثابت عبد الرزاق الآلوسي؛ للشاعر أ.د عبد الاله الصائغ ؛ انه سأل شاكر السماوي ذات مرة :
هل كتبت يا ابا طلعت شعرا سورياليا ؟
فأجابه ( والعهدة على الراوي ).
نعم، وقرأ : حط الطين اعله السچين .. يطلع فايض قيمه وشرطي !!
بغداد " حجاية جرح "
عام 1960 كان عام التحولات الكبيرة في حياته المضطربة، قرر فيها ـ وبشكل حاسم ـ الانصراف كليا الى الثقافة والمعرفة وكان له ما أراد .. في سنة 1966 اتجه مرة أخرى الى بغداد ليكمل دراسته الجامعية ولكي يسد متطلبات الحياة الصعبة فقد مارس العمل الصحفي إلى جانب التدريس الثانوي !!
أصدر ديوان (حچاية جرح ) في 1970وهو بعمر خمسة وثلاثين عاما؛ صدر الديوان من مطابع بغداد حيث كان هناك يكمل دراسته الجامعية في قسم اللغة الانكليزية / البكالوريوس ... كان لهذا الاصدار، صدى كبيرا؛ وعدّه كثيرون من مجايليه؛ بشارة للدخول الى مرحلة جديدة في القصيدة الشعبية ، محققا مبيعات كبيرة قياسا إلى مكتبة الشعر الشعبي، ثم اصدر (رسايل من باچر) عام 1973 وكانت مجموعته الثانية... وحين ناقشه بعض الادباء والشعراء والنقاد على ان (مكاتيب) ادعى للذائقة الشعبية من (رسايل) اجاب وقتها : ان المكاتيب مقترنة بساعي البريد، والطابع، والمظروف . اما الرسايل فهي دلالة مفتوحة على المكاتيب وعلى سواها مما يندرج تحت اليوميات والخطرات والنبوءات.
ثم توالت الدواوين المطبوعة نشيد الناس ، أنا يساري ، العشكَـ والموت وبنادم 1983 تقاسيم 1989 !
وللشاعر السماوي ـ أيضا ـ كتابان في الديمقراطية والمجتمع..

عرفته عراقيا...
هكذا بدأ ذياب مهدي آل غلام حديثه عن شاكر السماوي مختزلا كثيرا من المعاني تحت عباءة هاتين المفردتين:
نعم عرفته عراقيا ، نشأ بديوان الكرامة، وعبق سنوات الشرف الفراتي ؛ ممتد بعراقيته من صدر أمه؛ الى والده (وحسباته الكثيرة) ؛ ـ والده المعروف بصرامته وجدّيته ـ وأمه ؛ تلك الأم ... إبنة الديوانية ؛ أم الثالوث التقدمي شاكر وسعدي وعزيز ، هذا الثالوث الوطني الذي يسند أختا صلبة؛ لها أسمى واصفى الملامح العراقية الاصيلة؛ أخت المناضلين الرفيقة سعدية التي توفيت السنة الماضية .
شاكر السماوي؛ منذ مراهقته خاض غمار الإلتزام؛ وكان أهلا له ـ هذا في خمسينيات القرن الماضي ـ كان شيوعيا مخلصا ومتفانيا في العمل الوطني في أشد أزمات الحزب انذاك.. قائد في الشامية والفرات الاوسط، عرفناه؛ وعرّفني به إبن عمي، ورفيقه في النضال في الفرات الاوسط والشامية عبد الواحد حبيب غلآم.. قال لي: هذا الشاكر الذي فتحنا له قلوبنا وبيوتنا، لكونه كان من الحزب، ومن قادته في العلن والسر في شاميتنا، والديوانية؛ وله خطوات لاتنسى في الارياف تعرفه حتى فاختة النخيل( نخيل الشواطي ) والصفصاف مثلا في ريف جنوب الشامية، وفي منطقة(الإيشان)، اراضي بور سعيد في منطقة العين هناك يعيد مع رفاقه ترميم الوطني الشيوعي بعد هجمة الحكم المباد ونوري السعيد وسعيد قزاز وخدام الاستعمار واذنابه... كان شاكر السماوي ورفاقه وبقيادة الشهيد سلام عادل ينيرون الدرب بشموع عمرهم.. إنها سنوات الحب والعشق والجمر.
علي جواد الطاهر... ووصيّة شاكر السماوي!!!
كان الشاعر شاكر السماوي متعدد المواهب، يضع لمسته وشفراته السرية الواعية على عتبة أبواب منافذ عدة .. وكان للمسرح في حياته نصيب كبير؛ نضجت رؤاه المسرحية في بغداد، وقدم نتاجا مسرحيا مهما؛ بدأه باطلالة مهمة في عام 1971 حيث قدمت له (فرقة المسرح القومي العراقي) مسرحية (صوت النخل) وهي تأليف مشترك مع الفنان (طه سالم) واصبحت خشبة المسرح وشخوصها يعيشان في داخل السماوي جنبا الى جنب مع الشعر العامي ، والبعض يرى بأن السماوي قد تبلورت شخصيته في المسرح وكان ذلك واضحا في مسرحيتي ( كوميديا الدم 1988 والقضية 1991) ومامسرحية (رقصة الأقنعة) عام 1979 على مسرح بغداد (فرقة المسرح الشعبي) إلا أنموذجا؛ لتملك روح المسرح من روح السماوي !! مسرحية (رقصة الأقنعة) ، التي قال عنها الدكتور علي جواد الطاهر في مقالة نقدية:( لو كان الأمر بيدي ؛لألقيت بالمؤلف في مسارح العالم لينهل التجارب من ينابيعها حين ذاك سيجني البلد ثمرة ناضجة من شجرة ناضجة، إذ لا يتهيأ لنا شاكر السماوي في كل حين) هذه الرقصة؛ وهذه الكلمات جعلت من شاكر السماوي سعيدا مبتهجا .. حتى أنه أوصى أن تنقش كلمات علي جواد الطاهرـ هذه ـ على شاخص قبره ولكن الوصية لم تجد لها سبيلا لا لتحقيق!! .
اللغة وتقنيات النص الشعري
تشكل نسيج السماوي اللغوي عبر كل ما خلقته وبلورته اللغة الشعبية؛ وأمسك بشدة على بوصلة الروح، والوطن والقيم الضميرية..وإزدادت وكبرت بداخله تأصلاً، ونضجاً إبداعياً..
نماذج لشذرات ذهنية من قصيدة قسم فارس:
(اويشگ سچه ابسواد الليل
كل فارس عليها ايفوت من تظلم)
(وحگ اتراب سومر كعبة العراف)
(أريده ايفيض...نافورة شمس والكون يفتر عالضوه ناعور)
(وهاي اگبور وادمنه اعلى جلد الكاع
وشم دگها الزمان اعلى الزمان ابدور)
(وحگ دمعة طفلنه الشربت اخدوده)
(لسچن ع السنين اسنين
خضره اتشيل راسي اوراس
كل نشمي شتل گلبه ابهذاك الطين)
يقول الشاعر والناقد ريسان الخزعلي في مقالته ( جماليات الرمز عند الشاعر شاكر السماوي ):
استخدم الشاعر الكبير شاكر السماوي الرمز باسلوب؛، ولحاجة تختلف تماماً عن بقية الشعراء. حيث لم يرد الرمز في قصيدته كإشارة محدودة او ايجاد عابر يراد به التذكير، او الهمس عن بعض الجوانب من التجربة؛ كـ (تلوين تجريدي في جماليات القصيدة) ، بل كان الهدف منه هو العزف على وتريات مخيلة المتلقي؛ من الذين ينشدون (القصيدة- التجربة) ، (القصيدة – الموقف) . فالرمز عنده لا يستهلك الحزن، الرمز ليس تجريدياً، انه تحقيق لفعل استحضار الماضي الحاضر للتفاؤل بالمستقبل، ف"جيفارا" و"ابو ذر" و"جياب" وكل القناعات الشاخصة في الثورة بالواقع والاسماء تستفهم وتستدرك، تعمق الوعي بالثورة لكل جزئياتها القريبة والبعيدة -
ويشير الخزعلي إلى أن شاكر السماوي : شاعر ذاكرة من الطراز النادر، ولهذا حين يستخدم الرموز، فانها تداهمنا وتحرجنا بوقع ظلالها، وحضورها المؤثر المتواصل؛ مشبعة بكل ما يضيء موضوع القصيدة حتى ندرك (القصيدة – الموضوع) ، وهذه صفة نادرة في الشعر الشعبي العراقي الحديث، ولم تتوافر الا في شعر وقصائد السماوي . إ .
أما أ.د عبد الإله الصائغ فله رأي مهم اذ يقول : تجد في قصائد الشاعر شاكر السماوي فتحا ابتكاريا فاض على الشكل والمعنى معا؛ من خلال التماس، والتعاشق بين الصور الفنية (الواقعية والمجازية) وموسيقى التطريب خلال الحروف والتكرار والمزج بين اليقظة والحلم في "كوجيتو" عصي بيد انه شفيف او ما يطلق عليه القدامى السهل الممتنع..

سندباد الطيف
كان السماوي فيه كثيرا من السندباد المسافر الذي تحمله روجات الحنين الى جرف الوطن؛ ورائحة حلم العودة:
يفتر سندباد الطيف
يسأل كل شواطي الليل..
وين الگال، وكت الضيم يخفگ سيف مختاره؟
وينه اللي رهن بالبير ثدي امه او هجر داره؟
او شتل گطرة حليب او گال.. اجي أويه اسهيل تسياره
او يفتر سندباد الطيف
شايل حنّة الصبير
يحني الماي وجروفه..
ــــــــــــــــــــــــــــــ

دفنته وجيت
گبل ما گاع بيتي تگوم تطردني او تعوف البيت
دفنته وجيت
ما خليت جفني ايحير وين ايلوذ لو جاه الخبر ذليت
دفنته وجيت
وحگ ضي الجدي البيه يا نبي اتوضيت
دفنته اگراب سيفي وچفنيته ابدم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
حياة ابلا حياة اوموت گبل الموت
وضمير ابلا ضمير ايحاسب الذات
من ايشوف شوفه ارتد شبح يعميه
" من قصائده الأخيرة التي يستذكر بها شقيقه الشاعر عزيز السماوي في عام 2008
وهكذا ( يفتر سندباد الطيف ) .. فبعد أن توجس السماوي من الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، قرر أن يهاجر إلى الجزائر؛ قبيل الحرب العراقية الإيرانية. حيث عمل فيها مدرسا عام 1979 وبقي فيها اربع سنوات، غادرها في 1983 متوجها إلى سورية وحصل على إقامة في السويد في 1989، وهناك انضم كعضو في الاتحاد السويدي عام 1990 وأصبح عضو اتحاد المسرحيين السويدي عام 1993 وعضو هيئة إدارية لاتحاد الكتاب الأجانب في إحدى دوراته.

الثلاثاء ـ فجرا ـ بزغت شمس وأفلت أخرى ..
25 /تشرين الثاني / 2014 الثلاثاء ..يوم بارد غائم ينث بمطر خفيف ..
المكان : إحدى المستشفيات في السويد ؛ كان شاكر السماوي على موعد مع قطار الموت .. حقيبته على كتفه .. لوّح بكفّ ملؤها الدمع والحنّاء .. كأي مبدع مفجوع بـ (الوطن والانسان) وبما يحمله من رؤى لهما؛ رؤى لايستطيع ترجمتها على أرض عراق ملتهب يهرول بمواطنيه؛ ومواطنوه يهرولون به صوب النفق الاسود !!
رحل السماوي .. غادرنا شاكر عبد السماوي ..
وداعا ايها الحرّ النبيل .. وداعا ايها الشاعر العراقي الوطني الشعبي.. ، نودعك بما خاطبك به صديقك الشاعر ريسان الخزعلي الذي مافارقت عيناه التماعتها؛ بندى دمعة عليك؛ حين تمر ذكراك ـ في حياتك قبل رحيلك ـ : انه الموت ياشاكر..، وانت القائل: (هله ياموت..اجيتك لاتهم رجليك بالجيّه..)..
انه معبرنا الى اليقين...وعزاؤنا انك كنت مناضلا وشاعرا ومفكرا وانسانا...ولا دمع يكفي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر/
* حوار مع الشاعر السماوي في كالغري / د. رافد حداد
* شاكر السماوي... وحكاية جرح عراقي / نجم عبد خليفة
* قمة عراقية أخرى تموت في المنفى / عبد الجبار العتابي
* (الألم المضيء) / ذياب آل غلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#نوفل_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلآم باخ
- للصباح يترجل الفارس وضاح


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوفل الصافي - بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر العراقي شاكر عبد سماوي .. حكاية جرح .. ينزف حكاية وطن ..