|
الحلقة الثانية عشرة/أسئلة الرواية الاماراتية
ذياب فهد الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 12:46
المحور:
الادب والفن
الحلقة الثانية عشرة
أسئلة الرواية الاماراتية (دراسة لخمس روايات اماراتية) 1-أميرة حي الجبل.... لعلي احمد الحميري 2-إمرأة استثنائية ........... لعلي ابو الريش 3-لعله انت...... لباسمة يونس 4-بين حين واخر..... للميس فارس المرزوقي 5-ريحانة..... ميسون صقر القاسمي ذياب فهد الطائي 12/12 رواية ريحانة لميسون صقر القاسمي
المكان في عملية السرد نستخدم مصطلح المكان ، باعتباره موقع الاحداث أما فضاء الرواية فهو الفراغ الكبير لكل ما يرد من شخصيات واحداث فالسيدة فاطمة التي لم يحدد مكان اقامتها الحقيقي (الصفحة 118 ) هي جزء من فضاء السرد وليس من مكانه. تبدأ الرواية في الحصن في إمارة الشارقة ،حيث مقر السلطة الحاكمة ، ومقر اسرة الحاكم وخدمه ، والسجن ، حيث يودع المساجين الذين يتم اخراجهم صباحا لجلدهم على المدفعين ،اللذان ينتصبان عند البوابة،وقد سأل طه شمسة :ماهي ماركة المدفعين!!!!!! وقامت ريحانة والساردة بوصف الحصن وصفا تفصيليا وكشفتا عما يعنيه باعتباره مركز السلطة وعنوان هيبتها , والمكان هنا هو المكان الاصلي للرواية ، ويطلق عليه النقاد (المكان الأليف )، باعتباره المكان الذي يأتلف معه الانسان ويترك في نفسه اثراً لا يمحى،كأن يكون مكان الطفولة الاولى او مكان الصبا او الشباب ،واي مكان نشأ فيه وترعرع واصبح من مقوماته الفكرية والانفعالية والعاطفية،اذ يثير فيه –هذا المكان- الاحساس بالطمأنينة والامن والذكرى وهنا لابد ان نشير الى ترابط الزمان بمكان الرواية ،لأنه بعد تغير النظام السياسي ونشوء الدولة المدنية الحديثة تم ازالة الحصن .أي ازالة الدلالة على زمن معين ،وكان الوصف يتسم بنزعة شعرية تميل الى الدقة ، كما توكد الكاتبة على لسان الساردة الخارجية :له بوابة تبدو وكأنك امام حكم أبدي يجرك الى الماضي ،إن المكان (الحصن ) هو جزء من توهجات الذاكرة عند ميسون القاسمي ،أضفت علية المتخّيل، وافترضت تهديمه كدلالة على تغير الواقع السياسي وبداية عصر جديد وحراك سياسي واجتماعي منبثقان من رحم التحولات التاريخية ، وبالطبع المؤلفة تدرك ان هذا السياق يفترض في بعض الاحيان الابتعاد عن الواقع الحقيقي، فانص السردي حينما يتعرض لشكل معين ،فانه لايصفه كما هو بابعاده الهندسية ، وانما كما يراه بإدراكه الفني وحسه الجمالي. وتتأتى أهمية المكان في الرواية من كونه العنصر الذي لا يمكن الاستغناء عنه لتداخله مع المكونات الروائية الأخرى، كالشخصيات، والأحداث، والزمن التي يتحدد وجودها بوجود المكان في مقابلة أجرتها صحيفة الخليج مع الشيخ سلطان ابن صقر القاسمي أشار الى موضوع الحصن : ((الحصن لم يمس ولكن أجزاءه الأمامية تغيرت وخصوصاً بوابته، ففي سنة 1915 كانت صورة الحصن مقتصرة على الجزء الأمامي، ويختلف عما لحقت عليه، أما القلعة أو البرج والذي يسمى "المحلوسه" باقٍ في جميع المراحل . . والواجهة ليست هي التي كانت عليها أيام الشيخ سلطان بن صقر، وليست هي كما كانت عليه أيام الشيخ صقر بن سلطان، وليست كما هي في عهدي وقد عملت على ارجاعها إلى أصلها ))
والمكان الثاني هو القاهرة التي لم تحض باهتمام ريحانة أو شمسة وربما هذا دلالة على أن المكان الجديد هو مكان عبور موقت ، وهو هنا مكان عرضي . أما المكان الثالث فهو الجامعة، التي بدورها لم تكن موضع اهتمام شمسة ، وهنا لم تقدم المؤلفة اية بيانات عن وصف المبنى او القاعات والصفوف وحدائق الكلية ومرافقها ،وحتى عن مجتمعها واكتفت بالحديث عن الجانب السياسي ، واصفة المظاهرات والتجمعات الطلابية عدا اشارة عابرة الى احد اساتذة القسم ،فان شمسة لم تعطنا صورة واضحة عن الحياة في الجامعة . ورغم تعرض شمسة في هذا المكان الى تغيرات بيولوجية انتقلت بها من طفلة الى فتاة ناضجة تتفتح للحب , لكن ربما يعود السبب في عدم تعاطفها مع المكان (الجامعة) الى خيبة املها في من تحب ،ورفضها اللاواعي للبقاء فيه او التعاطف معه. ويطلق الدكتور شجاع العاني على هذا النمط من الاماكن الروائية (المكان المسرحي ) وهذا المكان هو عبارة عن المكان الذي يتسم بضبابية الملامح ومحدوديته كما يتصف بالتحكمية في تصويره ،فهو مكان سلبي،خاضع للاحداث والشخصيات وتابع لهما،وهو بؤرة الصراع ومؤله من حيث التناقض والتعايش
الزمن في رواية ريحانة
لم يك سير الزمن خطيا في الرواية ، وانما متداخلا لأنه زمن أدبي ، أي، زمنا روائيا ، يمكن ان نلمس فيه حدثا غير معاصر للخطاب ،و فقا لما تستدعيه الذاكرة ولحظة يكون الحدث غير متحقق الحضور فيه، ويسمي ميشال بوتور هذا الزمن (زمن الأحداث التي هي على صعيد النص (تراكيب الصيغ والسياق) وزمن الكتابة، زمن الخطاب واساليب عرض الأحداث وتتابعها وسيرها ،وهو زمن تاريخي يخص الكاتب وتاريخ كتابته للاحداث) وعادة ما يتم تداخل الزمن عبر ما يسمى (الاسترجاع ) وهو استرجاع السارد أو الشخصية لحدث ما وقع في الماضي القريب أو البعيد. عبر التذكر أو الحلم أو الحوار الباطني... الخ. قاطعا بذلك مجرى سرد الأحداث في الماضي ولكن استخدام الروائية للزمن لم يجعل الشخصيات تفقد معالمها الخاصة ولم يتوجه نحو الغائها ، بل يبدو لي أن الزمن ساهم في بلورة خصائص الشخصيات في السرد ، فشمسة تكبر لتدرس في جامعة القاهرة ، وتنضج فكريا لتختار البحث في الفكر المعتزلي ،وتتوسع مداركها لتشترك في المظاهرات الطلابية ....ثم لتتزوج ...وريحانة تعلن عن رفضها لحياتها بعيدة عن زوجها ومدينتها بسوء حالتها الصحية وتعرضها لحالات من الكآبة ...كل ذلك درى عبير الزمن ، ولكن ليس بصيغته (التقويمية ) ولكن بصيغة مختلفة عبر عملية ىسرد مدروسة وباستخدام التقنيات الحديثة . كانت شمسة تتحدث مع هادف في اول لقاء لهما ، وتذكرت خروجهم من الشارقة: :لبست امي عباءتها السوداء فوق ملابسها وغطت نفسها بالكامل ،وحتى وجهها وضعت عليه وشاحا خفيفا اسودا وخبأنني معها داخل العباءة لقد قطعت شمسة تسلسل السرد لتعود للماضي وريحانة تتذكر، وهي تتحدث عن نفسها ومعاناتها ، وهي بعيدة عن زوجها وعن الشارقة ، أو حينما تتذكر اول يوم تعرفت فيه على تحضير الساندوج لشمسة لتأخذه معها الى المدرسة .(الصفحة 27 ) وهذا القطع والاسترجاع ، يسميه النقاد عادة (التحولات الزمنية والإشارات الظرفية التي يبثها السارد وتحدث من صيغ الفعل وسياق الأحداث في السرد, قاطعة بذلك مجرى الأحداث عبر انتقالاته من زمن إلى آخر, إذ غالبا ما تحدث أما بالرجوع إلى الوراء :"الماضي" أو بالتقدم إلى الأمام " الحاضر والمستقبل" نحو المسرود إليه (المتلقي) بغية الكشف عن دلالات أخفاها السارد)
انماط السرد في رواية ريحانة حيث ان السرد هو عملية عرض الرواية أي حكيها ، فان هذا الحكي يتنوع ويتعدد تبعا للسارد ذلك لأن الرواية لا تحكي عن نفسها وهي بحاجة الى من يتولى هذه العملية من هنا تعددت انماط السرد ، أي انماط الحكي ، وبالنسبة لرواية ريحانة ، نجد ان الرواة المختلفين ،قد اهتم كل منهم بجانب معين ، بل ان مساراتهم كانت تتنوع في سرد هم . اهتمت الساردة الخارجية بالسرد الكلاسيكي الذي يمنح السارد صفة مطلقة بمعرفة كل شيء من تفاصيل المكان الى ما يدور في خلجات نفوس الشخصيات . تحدثت في الصفحة 5 والصفحات التالية عن الحصن ومن يسكنه ومداخله وحراسه والسجناء وعملية الجلد، كما تحدثت عما وقع لا حقا ، مستشرفة تاريخ الشارقة ، وربطت بخبرة العليم بالامور بين تهديم الحصن وازالته وانبثاق النظام الجديد الذي الغى العبودية وساوى بين الناس امام القانون وأنشأ الدولة المدنية ، منتقلا بالمجتمع الى عهد بناء الحضارة النموذج في الفضاء العربي. ثم تقدم السارد الموضوعي، اولا، ريحانة ،العبدة التي تخدم اسرة الحاكم باخلاص، وهي تعي موقعها الاجتماعي وليست في وارد التمرد عليه (الصفحة 24 )، تترك زوجها وتسافر مع الاسرة الى منفاهم في القاهرة ، وتشارك عن طواعية بتهريب إرشيف الحاكم ومراسلاته معرضة نفسها للمخاطرة ، ويتداخل نمط السرد فينتقل من المنولوج الداخلي لإحدى الشخصيات الى السارد (العليم ) ،ثم الى حوار بين شخصيتين (الصفحة 44 ) ولكن الكاتبة تخرج احيانا عن انماط السرد الروائي المبنية اساسا على (المتخيل) واللغة الإيحائية المليئة بالمجازات والاستعارات المواربة،فالسرد الروائي بشكل عام هو بنية لغوية دالة، أو تشكيل لغوي سردي دال يصوغ عالما خاصا، تتنوّع وتتعدّد وتختلف في داخله اللّغات والأساليب والأحداث والأشخاص، والعلاقات، والأمكنة والأزمنة، دون أن يقضي هذا التّنوع والتعدّد والاختلاف على خصوصية هذا العالم، ووحدته الدّالة، بل "يؤسّسها" وقد خرجت الكاتبة عن هذه( القواعد) في نمط السرد ،الى الحديث المباشر والتقريري ، كما في الصفحات : 129 باستشهادها بالمسعودي و198 حين تتحدث مبررة سبب انتشار تجارة الاسلحة واشتغال عدد كبير من التجار بهذا النوع من التجارة ، بوجود طلب عليها في المناطق الثائرة ضد سلطة الحكومة في ايران . وكذلك ما جاء في الصفحة 276 ،بالحديث عن سبب تعدد محاولات الانقلاب في الشارقة ، حيث يكون السرد تقريريا اقرب الى المقالة الصحفية : ومشكلة الشارقة أن لها خلفية تاريخية –ثقافية ،فالشارقة رغم كونها إمارة صغيرة مرمية على ساحل الخليج ومطلة على صحرائه ، كان لها من ابنائها ثروة ،هي كالنفط الذي حرمت منه بكميات كبيرة ........وتتابع لتوضيح الصورة .....كانوا يتحينون الفرص لاصطياد الصحف العربية من أي بلد كان ،من بيروت ،من دمشق ،من بغداد ومن القاهرة، ويشتركون في كل مجلة او صحيفة تطبع بالعربية ، وتأتي متأخرة شهرا ،بل شهرين ،عن طريق الهند عن طريق البحر ،عن أي طريق بحري تصل اليه باخرة ، تحمل لهم صحيفة أو ديانا أو كتابا ، هكذا كان اهل الشارقة ، على ترابط مستمر بالعالم والتطورات فيه ، من سياسية وثقافية واجتماعة .
الكاتبة ، تدرك انها خرجت عن السياقات السردية المتعارف عليه في الرواية الحديثة ، ولهذا ، وضعت تلك النصوص بالخط المائل ،وفي تقدري كان من الافضل وضعها كهوامش في اسفل الصفحات التي وردت فيها ورغم ما تقدم فان الكاتبة استطاعت ان تقدم رواية متماسكة في بنائها ،تلخص بشكل دقيق انتهاء عصر العبودية في دولة الامارات والدخول في مسار حركة التاريخ لبناء الانسان الجديد.
أسئلة السرد في رواية ريحانة في العادة يؤكد النقاد على الاسئلة التي تثيرها عملية السرد الروائي لدى المتلقي،وذلك عبر مهارة الروائي في استدعاء شخصيات أو أحداث ، يجد فيها المتلقي ما يمكن ان يحقق له أغراضه الفكرية وكانت رواية ريحانة قد طرحت قضايا غاية في الأهمية ومؤثرة في البحث عن تفسيرات لمجريات الأحداث المعاصرة وهي: 1-موضوع الرق وتجارة العبيد ودور امارات ساحل عمان المتصالحة 2- تجارة السلاح ومصادر بيعه وشرائه 3-التحول الكبير الذي جرى بإنشاء دولة الامارات العربية المتحدة 4-انعكاسات تدفق الثروة على المستويين الفردي والمجتمعي، فقد قدمت الرواية نموذجين لأثر هذا التدفق (ريحانة وعائلتها ) وهم من الشرائح الاجتماعية التي نهضت من قاع الفقر ،و (شمسة وعائلتها) وهم امتداد للثروة والسلطة 5-في قصة الحب التي عاشتها شمسة مع زميلها القادم من الصعيد الى جامعة القاهرة ، يرفض هادف (محبوبها )طلبها للزواج منه ،فهل يحمل هذا الموقف دلالة على عدم التطابق في وجهات النظر السياسية والآجتماعية بين الدول العربية ، رغم التعاطف مع القضايا المصرية ونضال الشعب المصري وتبني الفكر الناصري من قبل مجموعات سياسية بعضها جاء الى الحكم في دول عربية ، ولكنه لم يتقدم خطوة باتجاه شاعرات الوحدة التي كان يحملها!! !!هذا ويمكن القول ان المصاهرة بين العرب والمصريين لا تفسر العلاقة السياسية،وان الدلالة التي تطرحها رواية ريحانة اكثر قربا الى التفسير الموضوعي . 6- الوضع التعليمي العام في الامارات وتفرد الشارقة بحب القراءة مما جعلها كما تقول شمسة (بذرة ثقافية ) 7-لدى ريحانة ولدين الكبير (محراك ) والصغير (ناصر ) ينحرف الكبير ليصبح مثليا في حين يتوجه الصغير نحو الجماعات الاسلامية ويلتحق بالمقاتلين في افغانستان ،فهل هذا بسبب ان كل من الاخوين ، يصنع عالمه،أو يتلاشى فيه ،أي ان عجزه في علاقته بالكون استوجب ان يصنع عالما كاملا يحدد دوره فيه ويعوض هذا العجز يقول محراك :عمتي ماتت ..انا عمتي!!!! وموضوع محراك ، لابد ان نقف عنده لسببين: الاول : الاسم المتميز الثاني:ظهور بوادر الانحراف لديه وهو طفل اسم محراك :جاء في معجم المعاني الجامع: المِحْراك : أَداة تحرَّك بها النارُ
هو مِحراكٌ : دَأْبُهُ هَيَج الفتنِ وفي العمل الروائي فان اختيار أسماء الشخصات يعني تعيين للفرد، و خلق تطابق بين اسمه و حالاته النفسية والوصفية والاجتماعية، وربما هو قناع دلالي أورمزي وأيقوني، يدل على عوالم الشخصية الداخلية والخارجية. ” وفي الجملة، فإن معظم المحللين البنيويين للخطاب الروائي قد أصروا على أهمية إرفاق الشخصية باسم يميزها، فيعطيها بعدها الدلالي الخاص. يذكرالدكتور حسن بحراوي : (يسعى الروائي وهو يضع الأسماء لشخصياته أن تكون مناسبة ومنسجمة بحيث تحقق للنص مقروئيته، وللشخصية احتماليتها ووجودها. ومن هنا، مصدر ذلك التنوع والاختلاف الذي يطبع أسماء الشخصيات الروائية. وهذه المقصدية التي تضبط اختيار المؤلف لاسم الشخصية ليست دائماً من دون خلفية نظرية، كما أنها لا تنفي القاعدة اللسانية حول اعتباطية العلامة، فالاسم الشخصي علامة لغوية بامتياز. وإذاً، فهو يتحدد بكونه اعتباطياً، إلا أننا نعلم أيضاً أن درجة اعتباطية علامة ما أو درجة مقصديتها يمكن أن تكون متغايرة ومتفاوتة. ولذلك، فمن المهم أن نبحث في الحوافز التي تتحكم في المؤلف، وهو يخلع الأسماء على شخصياته) وجاء محراك اختيارا موفقا للروائية ، فهو علامة دلالية على شخصيته ،فهو شخصية مثيرة للفتن في سلوكه ما انفك طوال تحركه في فضاء الرواية مصدر متاعب لريحانة وأخيه. الانحراف الجنسي لدى محراك رصدت الكاتبة بوادر الانحراف الجنسي لدى محراك منذ طفولته وعرضت بعض ممارساته الشاذة ، كارتداء ملابس العمة واستعمال مواد الزينة النسائية ،وعدم الاقلاع عن ذلك رغم معاقبته يذكر عالم النفس جوزيف نيكولسي ، أن كل تغير نفسي يحدث للطفل له مرحلة تطورية معينة ، يكون الجهاز النفسي والعصبي للطفل في حالة جاهزية لاستقبال هذا التغير والنمو فمثلا اكتساب اللغة يكون في أحسن حالاته في السنوات الثلاثة الأولى من العمر , وإذا تأخر تعليم الطفل مفردات اللغة في هذه المرحلة يصبح تعليمه أصعب بعد ذلك . وفي نطاق الهوية الجنسية تبين من خلال الدراسات التي قام بها أن المرحلة الحرجة التي تتشكل فيها الهوية الجنسية هي ماقبل الثالثة من العمر , وذكر هؤلاء العلماء أن أكثر المراحل حيوية وجاهزية في استقبال الهوية الجنسية هي النصف الثاني من السنة الثانية من العمر . وقد وجد أن الطفل يكون لديه بعض الإحساس بالأب ربما منذ الشهر الرابع من عمره , وحين يبلغ ثمانية عشر شهرا يستطيع أن يفرق صور الأولاد عن صور الفتيات , ويفرق صور الرجال عن صور النساء (طبقا للدراسات) . ومنذ هذا السن يبدأ الطفل يتحرك بعيدا عن الأم ويقترب من الأب (في الحالات السوية) وبداخله شعور بأنه مختلف عن أمه ومتشابه مع أبيه , أما البنت فتظل ترغب في قربها من أمها وتشعر بالتشابه معها .
من هنا فضلت أن أتناول الموضوع المتعلق بأسئلة السرد من زاوية اخرى .زاوية الأسئلة التي تطرحها الرواية والتي يفترض بالمتلقي الإيجابي أن يشارك في الإجابة عليها .إن السرد هنا يمنح المتلقي فرصة المشاركة الفاعلة في سد الثغرات واعادة سيناريو الأحداث وفقا لرؤيته،النص يحتاج كثيرا إلى مساعدة القارئ، إلى تدخله النشيط حتى يتمكن من ملء فراغاته والخروج الى العالم وتحقيق جماليته. لقد طرحت الرواية جملة من الأسئلة على مدار أحداثها من جهة وتطور شخصياتها من جهة ثانية ، ويمكن أن نوزع هذه الاسئلة كما يلي: 1-في الصفحة 120 تتساءل شمسة :لماذا تحكم النساء البيوت وعقول رجالها ؟ 2-في الصفحة 167 يقول هادف ، الناشط السياسي: كلنا ضمن نموذج عربي فاشل 3-في الصفحة 306 قال طه لهادف :لا يمكن أن تحب الروح بدون الجسد ، الحب بدون جسد ، حب ناقص. 4-الصفحة 261 تقول شمسة:ريحانة ...هي عبدة وتختار، أما أنا فليس لي حرية الاختيار، وذلك بسبب اصرار العائلة على تزويجها من ابن عمها بسبب التقاليد التي تحكم سلوك العائلة . 5-دور الجدة في الاشتراك الفعلي في العمل السياسي والعسكري ضد الاحتلال البريطاني،كانت الحركات السياسية المعادية للاحتلال البريطاني تعتمد مباشرة على القبائل في المنطقة وكان من اهم هذه القبائل القواسم الذين لعبوا دورا مهما في محاربة الاسطول البريطاني . كان "القواسم " يشكلون قوة بحرية كبيرة في ساحل الخليج العربي ويعتبرهم البريطانيون من اخطر القبائل العربية على الخليج العربي. وفي خمسينيات القرن الماضي وبسبب قوة الاعلام المصري وتأثيره المباشر على العرب في الخليج ، اصبح المزاج العام يحمل افكارأ ورؤى قومية ، ونشطت الحركات ذات التوجه العروبي في المنطقة، وقصة قيام القوات البريطانية بعزل ونفي حاكم الشارقة كان وراءها حكايات نضالية متعددة ، وواحدة منها الدور الذي لعبته(الجدة ) في الاسهام المباشر بالحراك الاجتماعي المسلح ضد القوات المحتلة ربما يبدو ان من المهم ان ننطلق بالسؤال عن مجمل الرواية ،ماذا أرادت الكاتبة ان تقول. كتبت فاطمة عبد المحسن في معرض تناولها للرواية وتحت عنوان( رواية (ريحانة) لميسون صقر مصائر النساء وذاكرة البلدان ) في صحيفة الرياض : تحاول توجيه الأنظار الى مايمكن ان نسميه انتشال الذاكرة الجمعية من النسيان، ذاكرة القلاع وعهد العبيد والجواري، كي تستخدمها في استقراء الحاضر، وتلك انتباهة تبدو وكأنها تبعدها قليلاً عن الانشغال بسيرتها، وتدفعها نحو المقاربة السوسيولوجية، والمهمتان جد مترابطتان في هذا النوع من القص الذي يبلور صيغة روائية مقبولة) اذا ففي رأي الكاتبة فاطمة عبد المحسن ، أن الروائية ،هدفت الى تسجيل مجريات تاريخية خوفا من نسيانها !!بمعنى ان الرواية أقرب الى التقرير التاريخي لذاكرة القلاع وعهد الجواري والعبيد. اما الدكتور عبد الجبار العلمي فيكتب تحت عنوان : رواية " ريحانة " لميسون صقر: صرخة ضد الرق والعبودية في زمن الحداثة والعولمة ترصد رواية " ريحانة" للكاتبة الإماراتية ميسون صقر"التحول الذي طرأ على المجتمع الخليجي بعد ظهور البترول. فقد برزت كثير من المظاهر الشكلية التي توهم بالانخراط في عالم الحداثة والمدنية ، ولم يعد الغوص بحثاً عن اللؤلؤ والتجارة فيه من أهم موارد الرزق. بيد أن تلك المظاهر البادية على السطح ، تخفي وراءها واقعاً كانت تسوده ـ وما . زالت ـ علاقات الرق والعبودية، ويعتوره الكثير من مظاهر التخلف والدكتور العلمي هنا يتجاوز الرواية وعوالمها الجمالية ويعطي حكما متسرعا فيما يتعلق بالنتائج المتحققة جراء عمليات التحول ، ويقرر ان المظاهر البادية لتلك التحولات تخفي ورائها علاقات الرق والعبودية ويعتورها الكثير من مظاهر التخلف ونفهم ان الرواية لم تكن غير عملية رصد لأحداث هي اليوم من الماضي الذي لم يتم بعد استكمال مبرراته.وكأنه يقول ان سؤال الرواية يتعلق ب هل استطاعت التحولات ان تغير من الواقع الذي كان معاشا قبلها ؟ وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي عقد شهر شباط عام 2003 ،تحدث الناقد العربي محمود أمين العالم عن الرواية فقال: أن الرواية تشكل مفاجأة من حيث تقنيتها وعالمها المزدحم والثري ،وهي مليئة بعالم زاخر من العلاقات الانسانية والسياسية والفكرية كما انها تعالج موضوعا من اشد الموضوعات العربية خطورة ، وهو مسألة العبودية والتحرر، كما نلحظها بين بطلة الرواية شمسة (ابنة الحاكم ) و العبدة ريحانة. وعلى الرغم من ثنائية الروائية بين ريحانة وشمسة ، ألا ان جدة شمسة هي البطلة الحقيقية ، لأنها تخزّن الأسرار ،فهي تحفظ تاريخ البلد والمكان ،وتؤوي الثوار في منزلها ، مما يجعل منها شخصية استثنائية وفريدة. إنها رواية تحولات كبرى على تماس مع القضايا العربية المعاصرة في فترة صعودها إبان الستينات والسبعينات (من القرن الماضي ) والناقد محمود امين العالم، بحكم منطلقاته النظرية تناول شكل العلاقة الاجتماعية ، بمعنى ان الرواية رؤية اجتماعية وسياسية واعية في تقديره. والسؤال هنا :ما هو دور المخاض السياسي والاجتماعي العربي على التحولات في فضاء الرواية ؟ اما الدكتور محمد بدوي ،استاذ الادب العربي في جامعة القاهرة فقد أكد على الدور الاساس في الرواية الذي اعطته المؤلفة للشخصيات النسائية في مسار وصنع الاحداث. ويبدو لي أن السؤال :ما هو الدور الذي لعبته المرأة في مسار الاحداث التي عرضتها الرواية. .اما محيي الدين اللاذقاني فانه يرى ان الرواية اساسا ،تاريخية وما تتوجه اليه هو اعادة طرح اسم والدها الشيخ سلطان القاسمي : حين تتصدى ابنة حاكم مخلوع لكتابة التاريخ بقالب روائي، سيظل الناس يقولون مهما كانت موضوعيتها إن كل فتاة بأبيها معجبة وانها ما تزال ترى ،الدنيا بعيون ابيها وتحت هذا الاحساس الثقيل بتهمة يصعب التبرؤ كلية منها تنهي ميسون صقر القاسمي روايتها الجديدة (ريحانة) بالصرخة الكلثومية المعدلة :ولكن مثلي هل يذاع له سر؟ واللاذقاني هنا يبتعد عن النقد الادبي (ليحشر ) الرواية في الصراع السياسي المباشر ،ويتغاضى عن كل ما كشفته الكاتبة في متن السرد عن طبيعة النظام وفقر المجتمع وسوء استخدام السلطة وحدة التناقضات الطبيقية ، فضلا عن تدخل سلطات الاحتلال في امور الحكم على نحو مباشر . ما طرحه النقاد العرب يشير الى انطباعاتهم و لم يدخل في تحليل الرواية والكشف عن المستوى الجمالي للسرد وانما تناولوا ,كل من منطلقاته الفكرية والسياسية ،موضوعات الرواية . ان السرد في الرواية تمتع بمستوى جمالي عال في معظم فصولها وكانت اللغة ،شفافة وفي بعضها شعرية وذلك بحكم ان الكاتبة شاعرة وفنانة تشكيلية ،اما مواضيع السرد فقد تناولت: 1-الكشف عن شكل العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في مجتمع الامارات وبحث طبيعة التركيب الاجتماعي (كما في حالة ريحانة وبقية العبيد واشكال العقاب المباشر الذي تماسه السلطة بجلد المساجين بربطهم الى المدفعين عند بوابة الحصن ) 2- حجم واثر التحولات التي طرأت على المجتمع بعد اكتشاف البترول وتدفق الثروة (الغاء الرق والمتاجرة بالعبيد وصدور قوانين تكفل المساواة امام القانون وارساء اسس الدولة المدنية ) 3-التوجه السياسي في الشارقة والمزاج القومي العربي الذي كان يقف مع مصر والتوجه الناصري 4-أهمية العادات والتقاليد في حياة المجتمع الاماراتي ، حتى بعد التحول الكبير والانفتاح على العالم ((زواج شمسة من ابن عمها رغم انها اعلنت عن حبها لزميلها "هادف ")) قالوا: زوجناك لابن عمك، أنت منذورة له. “قلت: في هذا العصر، ومنذورة؟ “ذهبت إلى هادف، وقلت له: ـ هادف، أنا مش حرة. رد على: يعني إيه؟ كل إنسان يقدر يحرك حياته ويختارها. ـ ده مش حقيقي. ـ إنتي اللي عاجزة، وبترضي بالسهل. ـ تتصور كده؟ لأ. أنا مش عاجزة. أنا عبدة. عبدة لتصوراتك وتصوراتهم. عبدة لخوفي ورعبي من العالم حولي، لأنك حتى مش قادر تحميني!
وكان الطرح عبر بنية سردية متكاملة تجعل من الرواية نصا أدبيا ، يمنح القارئ المتعة ويمده بالمعرفة عن مرحلة مهمة من تاريخ الامارات ،ويمكن ان نصنف الرواية ضمن تيار (الواقعية المحلية ) وبوسعنا اختصار سؤال الرواية بما قالته شمسة : ريحانة ...هي عبدة وتختار، أما أنا فليس لي حرية الاختيار(الصفحة 261 ) وأخيرا فان رواية (ريحانة ) ليست رواية مواضيع، تتحدث عنها المؤلفة بهدف التعبير عن وجهة نظرها ، وانما بنية سردية تتمتع بمواصفات واشتراطات العمل الروائي.
بقيت نقطة اخيرة لا بد من الاشارة اليها قبل نهاية هذه الدراسة عن رواية (ريحانة ) تتعلق بقول بعض النقاد ان الرواية هي سيرة شخصية للكاتبة او وعلى نحو مباشر اعتبر احد النقاد أن الرواية سيرة ذاتية لمؤلفة تكتب سيرة والدها كحاكم سابق للشارقة ، في محاولة لاستبعاد الرواية ، كونها سردا روائيا يتمتع بميزة تخلط الواقع بالمتخيل وتقدم نصا أدبيا بمواصفات جمالية . وهنا نطرح تساؤلا مستمدا بتصرف ، من بول ريكور ،بهدف ترك المتلقي يتوصل الى قناعته الشخصية بتحديد جنس الرواية ان كانت سيرة ذاتية ام رواية متكاملة الاركان في السرد الروائي 1/4-هل إن الرواية مهتمة بسحب زمان السرد الى حقل الجاذبية الخاص بالزمن التاريخي للكاتبة ؟ أم 2/4-إن شخصيات السرد الذي تقدمه الرواية ، هي أدبية ، وإن الاحالات التاريخية (هي موضوعة مع الاحداث اللاواقعية الاخرى )، بمعنى أنها لا تدل دلالة مطابقة ، بل هي مذكورة وحسب ،و قد جرى توظيفها بهدف الدلالة وليس (الكشف ) التاريخي . من دراسة حركة السرد وتصرف الشخصيات في الرواية ، يمكن القول أن المؤلفة قامت باستدعاء الحدث التاريخي لتوظيفة لخدمة النص وليس كمرجعية في التوثيق له . والدليل على هذا الاستنتاج إن الحدث التاريخي قد جرى التلاعب به وفقا لمقتضيات السرد، وشخصيات الرواية لم تكن تتصرف وفقا لمرجعيتها التاريخية ، بل بالطريقة التي يعرضها عليها السرد الروائي ، و منطق الأحداث ، و هكذا تتحول الشخصية التاريخية إلى شخصية روائية، و تخضع لمنطق جديد ، يمليه عليه الخطاب الروائي ، وشخصية ريحانة تمثل الشرائح الاجتماعية المستلبة الإرادة والتي تعامل كسلعة في المجتمع الذي وجدت فيه ، ويرى أحمد بقار ، إن الرواية الأدبية تحاول كتابة التاريخ بطريقتها الخاصة ؛ فلا تكون كتابا مصقولا في التاريخ بل "مصباحا" يضيء التاريخ عبر انفتاحها عليه ، فيجعلنا نرى وقائعه و أحداثه و مشاهده من منظورات متباينة و زوايا متعددة اما في تقديري الشخصي ، فإن الرواية وظفت التاريخ لتقديم شكل العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة ،على نحو غير مباشر ولإعطاء المتلقي صورة شاملة لتبرير تلك العلاقات في مرحلتها التاريخية ،المبنية على التمايز الطبقي وانتشار الرق وتجارته في مرحلة لم يعد لها وجود حقيقي ، وربما يصعب على البعض تصورها، من ابناء جيل ما بعد الثمانينيات من القرن المنصرم. 5-لابد قبل الانتهاء من دراسة رواية ريحانة الاشارة الى نقطتين هامتين في مفردات السرد الروائي من زاوية الدراسة النقدية هما 1/5 –التضمين الذي أجرته المؤلفة على عملية السرد والذي بدا تواصلا ناجحا في عملية إغناء النص كانت المؤلفة قد اختارت العديد من جوانب السرد لتأخذ منها طريقا فرعيا ، للدخول في عالم، ليس بعيدا عن النص ولكنه يمتلك خصوصية ومن أمثلة ذلك أ-حياة محراك الجنسية ب-توجه ناصر الى افغانستان ج-جماعة رماة الحق في صعيد مصر د-فرقة خموس العمانية وكان هذا التضمين قد تمت معالجته ليأتي استكمالا لبناء فضاء النص ، وكشفا عن تفاصيله المتشعبة ، وبالتالي ليقدم صورة اكثر وضوحا عن توجهات الرواية ، وقد اجمل الباحث أحمد الدّرة وظائف التضمين بما يأتي : *.يؤدي التضمين وظيفة ملء الفراغ والتوزيع على المستويات السردية , *. يؤدي وظيفة تغير مسار الاتجاه السردي ,إذ أن التنازع القائم ما بين القصة المضمنة والقصة ألام من شأنه أن يؤدي إلى تغير النسق البنائي .مما يؤدي إلى حدوث انتقاله على مستوى السرد من البناء المتتابع إلى البناء المتناوب والذي يقتضي من الروائي أن يسرد جزءا من القصة ألام ثم يتوقف السرد مدة, ليسرد لنا أحداث القصة الصغرى. *. يؤدي وظيفة الإرصاد , حيث تؤدي القصة الصغرى مهمة الأخبار بنهاية الأحداث أو بالكيفية التي ستؤول إليها الأحداث في القصة الكبرى . *.الكشف عن المنظور الأيديولوجي للرواية الكبرى – أي القصة ألام -, من خلال ما توضحه لنا القصة الصغرى من مثل النظم الاجتماعية والسياسية .. الخ التي نشم رائحتها في جو الرواية . *. تعليق الحدث في القصة الأصلية وهو إسلوب من أساليب الإخفاء أو الإرجاء يحاول إخفاء رمز القصة لإظهاره بعد حين".) 2/5-الاستعانة بالشعر او كلمات الأغاني بهدف استكمال الصورة التي تعرضها المؤلفة ، لتبدو اكثر حركة من جانب واقوى تاثيرا من جانب آخر تقول الكاتبة ريم العيساوي في تبرير استعانة الكاتب الروائي بالشعر ،إن الرواية جنس أدبي لا يعرف الاستقرار يعيش حركة التطور والبحث عن جديد الأساليب ، والرواية أكثر الفنون الأدبية إنفتاحا على بقية الاجناس الأخرى ولمرونتها تستلهم الشعر لتضيف اليها جمالية . وكنت وأنا أفرغ من قراءتي الثالثة للرواية ، كما أفعل عادة للروايات التي أقوم بدراستها ، استلفت نظري أن الروائية ميسون القاسمي قد (استعارت ) الشعر وكلمات الاغاني في عدد كبير من صفحات روايتها ،كما لم تهتم ما إذا كانت باللغة العربية الفصحى ام بالعامية ، وذلك على نحو غير مسبوق ، ولهذ قمت بحصر هذه الاستعارات وكما يلي: 1-الشعر والأغاني باللغة العربية الفصحى 2-الشعر النبطي والاغاني باللغة العامية والتي كانت (لأم كلثوم ، فيروز،خموس، طلال مداح وأغنية لترقيص الاطفال ) وكانت حصيلة اللغة العربية الفصحى: * في الصفحة 58 ،تكتب شمسة على نسخة الجريدة التي امامها في مكتبة الجامعة :أنا مشتاق وعندي لوعة * في الصفحة 137 ، تقطع ريحانة الحوار مع فطومة وحبيب وتقول : تذكرت عمتي وهي تعاود ترديد إذا المرء لم يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا* ففي الناس ابدال وفي الترك راحة وللقلب صبر للحبيب وان جفا أو وهي تردد أشبه بالهمس إحرص على ود الحبيب من الأذى فرجوعه بعد التنافر يعسر إن القلوب إذا تنكر و دها شبه الزجاج بكسره لم يجبر (وهي ايضا من قصيدة للمتكلم والشاعر العباسي ،صالح عبد القدوس ) اما الشعر والاغاني باللهجة العامية : *الصفحة 54 ، ريحانة تستقل السيارة لتغادر الى المطار في طريقها الى الشارقة ،تشاهد عبدة البواب بجلبابه الابيض كأنه شراع ، تلوح له مودعة .....وتغني ام كلثوم على بلدي المحبوب وديني زاد وجدي والبعد كاويني وكأن الاغنية هي المعادل الموضوعي لمشاعر ريحانة المتلهفة لرؤية زوجها وطرد فطوم من حياته. *في الصفحة 129 تستعير المؤلفة من (المسعودي ) ما سجله عن ارجوزة ينشدها البحارة العمانيون بربرا وحافوني وموجها المجنون حا فوني وبربرا وموجها كما ترى وبربرا هو خليج عدن ، وامواجه عالية ،وكان العمانيون يقطعون البحر الى جزر السواحل . *في الصفحة 132 ترنيمة اطفال تتكرر اكثر من ثلاث مرات : يأمية يا أمية راعي البحر ما أباه أبي وليد عمي بغترته وارداه وربما يعود السبب في استعارة الكاتبة ،على لسان شمسة لهذه الاغنية ،تأكيد على وضعية شمسة التي اجبرت على ترك حبيبها لتتزوج من ابن عمها ، لأنها منذورة له منذ طفولتهما ، وكأنها نبوءة القدر الذي حكم بحرمانها من حرية الاختيار. *في الصفحة 171 ياتي العنوان من مطلع اغنية ام كلثوم( ألأوله في الغرام )،ويشعر القارئ أنه انتقل الى قصة غرام لا تنسجم وتوجهات الراوية من حيث مستوى اللغة والتشبيهات والاستعارة ، النص هنا مكشوف ومباشر *في الصفحة 177 هادف يغني لفيروز يادارة دوري بينا لننسى أساميهم وينسوا أسامينا *في الصفحة 225 مغنية من فرقة خموس تغني : و الله لابني قصر للوالدة خموس والله لابني قصر غم على الحسود والله لاشحن مراكب زعفران وعود ترد عليها خموس بصوت أكثر خشونة ودربة أول شريت الهوى واليوم بابيعة شروات زين المعاني خان بربيعة ترغب المؤلفة ان تعرفنا ان الفرقة متوافقة وان خموس تعرف انها تقف على نقطة في آخر المشوار ...لقد اشترت واليوم تعرض ما اشترته للبيع لأن ما اشترته كان الخيانة ، ان نبرة الاسى تعبر عن خيبة الامل والاحباط ، وهي تداري كل ذلك بالرقص والغناء *في الصفحة 228 تضج مسامع محراك باغنية ام كلثوم الاولة بالغرام والحب شبكوني ، بنظرة عين والثانية بالامتثال والصبر أمروني ، وأجيبه منين وا لثالثة من غير ميعاد ، راحو وفاتوني قولو لي فين اقابل حبيبي ،فين *في الصفحة 236 تغني خموس في زفة عرس خطبناها من القبلة وجينا شعاع الشمس يا نور المدينة خطبناها والمعرس وراها يجلب حظيتها بايديه اليمينة وتردد المغنيات سبع ليالي وليلتين وليلة حتى وصلنا جار أبوك يالزينة من باسها العرسي ومن سطر اللولو على راسها سبع ليالي وليلتين وليلة *في الصفحة 237 بعد ان خرجت ريحانة من بيت احد مروجي المخدرات في القاهرة ، تدخلت السارده هذه المرة من كد يمينه عرس المعرس يعل الله يعينة عررس المعرس ما خذ نبيه وعينها نجمة سهيل ماخذ نبيه وراسها مبط خيل تبدو المقطوعة استمرارا لغناء فرقة خموس وكأن المؤلفة كانت تفكر بن تصنع من الرواية شريطا سينمائيا ، وهي تفكر برد فعل الجمهور ولهذا تحاول التخفيف يالغناء *في الصفحة 238 انتقلت الساردة لتخبرنا ان روح الطرب والغناء اصبحت جزءا من فضاء الرواية ،فتقول : في منزل العائلة طلال مداح يغني : حبك سباني واني جسمي نحل والوصل للي يودك ماحصل ما يحقلك ياقمر مني الزعل توعد وتخلف ويزداد العنى أنا اتمنى أعانق شلحتك والباب مقفول جوا غرفتك انادمك ثم اشرب قهوتك واقول عش يا سرير ضمنا
كما أسلفت يمكن القول من الناحية النقدية إن ما تفيده كل تلك المقاطع الشعرية المستعارة والاغاني ، أنها معادل موضوعي للواقع النفسي لشمسة ،حتى وان تغنت بها خموس، او رددها محراك ، أو دارت بخيال ريحانة وهذه المقاطع مختارة بعناية لتعكس مشاعر الاحباط واللوعة على الحب الضائع ، الذي أستعيض عنه بولد العم بغترته وارداه
#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحلقة الحادية عشر /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة العاشرة /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة التاسعة /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة الثامنة /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة السابعة /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة السادسة /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الخامسة /أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة الرابعة /اسئلة الرواية الامارتية
-
الحلقة الثالثة ....أسئلة الرواية الاماراتية
-
الحلقة الثانية //أسئلة الرواية الاماراتية
-
أسئلة الرواية الاماراتية
-
دراسة اولية لرواية (كاباريهت ) لحازم كمال الدين
-
واقع العلاقات العربية الهولندية
-
نقد فلسفي
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|