عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 09:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتب الصديق المغربي الشاب الشاعر واستاذ الفلسفة وديع أزمانو ،الذي نعتبره أحد الأصوات الموهوبة والمميزة لمنتجي خطاب الربيع العربي الشاب، الذي عبرعن العولمة الثقافية لحقوق الانسان والديموقراطية كخطاب معرفي معادل للثورة المعلوماتية، قبل أن تقفز عليها (السلفيات السياسية: للاسلام السياسي ، وسلفية اليسار القومي، والعسكر) ،أي الخطاب المعرفي ما بعد التقليدي (السلفي الأصولي إسلامويا وعلمانويا ) ، ومن ثم قبل أن يخونها الغرب الأمريكي والأوربي وهو يستخدمها ديماغوجيا... كتب العزيز وديع نصا مغنيا حول مقالنا السابق الذي نتناول فيه البي كيكي نقدا وكشفا وفضحا، قائلا :
كما هو معلوم أستاذي الكريم فالتشكيلات القائمة على عصبية اثنية لا تختلف عن مثيلتها المستندة على الوازع الديني ،بل إنها تكون أكثر تطرفا و شمولية حين تختصر الوطن في مكونها العرقي ... الأكراد تعرضوا فعلا لظلم تاريخي و لكن هذا لا يعني أن الشعب السوري كان يعيش في رغد و رفاهية و ما تعرض له الشعب السوري على مدى خمس سنوات من التطهير العرقي و المذهبي لم يتعرض له أي مكون على سطح الأرض بما فيه الشعب الفلسطيني .... من هنا فالبيكيكي كعصابة شمولية من شذاذ الأفاق و قطاع الطرق هم الوجه الآخر لداعش و حالش بحيث يستندون على نفس الخلفية الشمولية الارهابية والانتهازية ...وكأننا في هذا الشرق قدر لنا أن ترتهن بين مطرقة الطغيان و سندان الجماعات الأصولية بكامل تلاوينها .... محبتي
نعم صدقت عزيزي وديع ...كنا نراهن على تنظيرات مؤسس تنظيمهم (عبد الله أوجلان ) خاصة بعد تسليم الأسد الأب له وغدره به ، وانتقاله إلى مواقع النضال السلمي الديموقراطي ، تحت ضغط تغيير قناعاته الفكرية،أو ضغط السجن ربما، حيث دعا إلى الحوار بين شعوب الشرق الأوسط والنضال السلمي الديموقراطي لدمقرطة الشرق الأوسط، مراهنا على اتساع قاعدة التسييس وسط الشعب الكردي، مما يمكنه من أن يكون نواة لمشروع انتقال ديموقراطي على مستوى الشرق الأوسط ...وقد كتبت شخصيا دراسات كانت ترحب بهذه الانعطافة النوعية الديموقراطية لدى أوجلان ، مما أسس لعلاقة صداقة بيني وبين حزبه وأصبحت ضيفا فكريا وسياسيا دائما على قناتهم (روج ) ....
لكن الخيبة أن نكتشف أن قيادة البيكيكي كانت تكذب علينا مناورة وشطارة في تأييد الثورة قبل أن يعلنوا بشكل سافر تأييدهم للأسدية المافيوية الفاشية ،أي أنهم خذلوا وخانوا قائدهم (أو جلان) الذي سلمه الأسد الأب واستعادوا علاقتهم العميلة سياسيا وطائفية مع النظام الأسدي، وذلك وفق توجيه قياداتهم الخارجية الدولية الممولة والمسلحة لهم ...ليتحولوا إلى أعداء للشعب السوري والثورة السورية ....وعملاء للفاشية البعثية الأسدية التي تشبههم قمعا لشعبها الكردي قبل العربي، وأضحوا أداة تقسيمية لسوريا وفق المشاريع الدولية التي تستأجر بندقيتهم وتستخدمهم سياسيا وقتاليا ميليشيا في خدمة تمزيق سوريا ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟