دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 03:46
المحور:
الادب والفن
في غابة صغيرة، وفي أوج هاجرة الصيف، اجتمعَ ثلاثة لصوص.
كانوا قد فرغوا تواً من تقاسم المال، عندما عَرَضَ أحدهم فكرة التسلية بالمقامرة. هكذا تحلّق ثلاثتهم حول ورق اللعب، وكلّ منهم قد جعلَ ماله في حضنه. أحدهم، عليه كان أن يَدَعَ اللعبَ أولاً على أثر خسارته لماله جميعاً. إلا أنّ هذا لم يتزحزح من مكانه، فبدا كأنه لم يكن مستعداً للتسليم بسهولة: " أريد منك أن تسلفني مبلغاً صغيراً، حتى أواصل اللعب "، قال الخاسرُ للرفيق الأكثر ربحاً. هذا الأخير، مدّ يده على مضض ببعض المال. وإذا بالخاسر يقبضُ على تلك اليد بقوّة، فيما كان يستلّ خنجراً.
بعدما تقاسما مالَ القتيل، واصل الرفيقان المقامرة بشهيّة أكبر. أخيراً، ربحَ جولة المقامرة ذاكَ الخاسرُ الأول، طالما أنه بقيَ على قيد الحياة. قام بسحب الجثتين إلى فجوة من الأرض تقع بين الصخور، واضعاً أمله عند الضباع. الرجل، لم يكن على عجلة من أمره: " لستُ من الحماقة، لكي أمشي في البريّة وحيداً مع مبلغ كبير من المال "، قالها وهوَ يتأمّل ما حوله بهدوء ورويّة. الخنجرُ القاتل، كان خيرَ معينٍ لما قرر صاحبُهُ دفنَ المال في أصل إحدى الأشجار. ثمّ استُخدِمَت آلة القتل أيضاً بتعليم تلك الشجرة. زيادة في الإطمئنان، غرسَ الرجلُ الخنجرَ بأرض الكنز حتى مقبضه النحاسيّ ثمّ موّهه بأوراق الأشجار الجافة.
حرارةُ الشمس، كانت من الشدّة في أحد الأيام أنها ألهبتْ مقبضَ الخنجر. فما لبثت الأوراق الجافة، المحترقة، أن أشعلتْ الأشجار جميعاً. صاحبُ المال، رجع يوماً إلى الغابة فوجدها وقد ذراها الحريقُ. بقيَ يبحثُ كلّ النهار عن أثرٍ لكنزه، ولكن عبثاً. في الأثناء، لاحظ صاحبنا أن ثمّة شخصين يراقبانه عن بعد. من مظهرهما البائس، قدّرَ هوَ أنهما متشردان. وكان قد قررَ مغادرة المكان، على أن يعودَ لاحقاً، حينما تقدّم منه أحدهما: " ماذا تفعل هنا، يا سيّد؟ "، سأله بنبرة من يودّ المساعدة. أجابَ الرجلُ، بأنه يبحثُ عن خنجرٍ نحاسيّ.
" أهوَ هذا..؟ "، قال الآخرُ فيما كان يُسدّدُ خنجرَه بطعنةٍ نجلاء.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟