|
هذيان
أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 22:54
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
البحرُ خرافةٌ قديمة لا تؤمنُ بها سوى السُّفُن والنساء. *
للبحرِ لحيةٌ بيضاء تظهرُ عندَ الفجرِ للمجانين وتظهرُ عندَ الغروبِ للمنفيين. *
ألبسني الحرفُ قُبّعةً بأكثر من عشرين ريشة وريشة. لكنْ لم يشهدْ هذا التكريم الملوكيّ أحد سوى النقطة. *
الطفلُ الأعمى يغنّي في الشارعِ بصوتٍ مُبصِر. كانَ الناسُ مُندهشين، مَذهولين بالصوتِ العذبِ الآتي من أعماقِ الطفل. أمّا أنا فقد كنتُ أغنّي مع الطفل بقلبٍ أعمى وأذنين مُبصِرتين. *
ضاعتْ آنيةُ الوردِ الفضّيّة بعدَ أنْ قدّمتُ لكِ فيها بيدين مُرتبكتين قلبي مَقطوعاً، كالزهرةِ مَقطوعاً. وكيفَ لكٍ أنْ تفهمي قلباً من هذا النوع يا صاحبةَ القلبِ الحجريّ؟ *
مرَّ ألفُ شتاء. سيأتي في العامِ القادم شتاءٌ لا يذهبُ أبداً. سيجلسُ في الشرفة ويمطرني ليلَ نهار بألف قصيدة حُبٍّ كُتِبَتْ بلُغاتٍ لا تُقْرَأ، كُتِبَتْ بحروفٍ لا تفهمها حتّى النار. *
حين قُتِلَ الملكُ الشاب هجمَ الناسُ على بيته ونهبوا سيّارته وملابسه وحصانه، ونهبوا صورته الشخصيّة. يا ليتهم ما فعلوا ذلك إذ جاءَ من بعده طاغيةٌ هجمَ على بيوتِهم بيتاً بيتاً ونهبَ أعمارهم عمراً عمراً. *
في القاعةِ كنتُ لوحدي أقرأُ شِعْري، إذ حضرَ رجلٌ يشبهني وجلسَ في الصفِّ الأوّل وأخذَ يُبدي حركاتِ الإعجابِ بشِعْري. قلتُ له: مَن أنت؟ قال: أنا ظِلّك! قلتُ له : لا ظِلّ لي فأنا شبحٌ! بل أنا شبحٌ ميّت! هل سمعتَ بظِلٍّ لشبحٍ ميّت؟ *
طلبَ المخرجُ منّي الطيران! قلتُ له : كيفَ أطير؟ قال: الأمرُ سهلٌ جدّاً! فضحكتُ بل قهقهتُ في المشهدِ الأوّل، وبكيتُ في المشهدِ الثاني، وفي المشهدِ الثالثِ صمتُّ مائة عام. *
لماذا طلبَ المخرجُ منّي الطيران؟ سؤال أسألهُ بهدوء أسْوَد. لكنْ ما مِن أحدٍ يردُّ عليَّ، أو يؤمنُ، مثلي، بعذابِ الهذيان. ************************* مقاطع من قصيدة طويلة www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدتي تسبح وتضحك
-
ذكرى
-
ماركيز يضحك
-
شَظيّة مرآة
-
تلك هي قصيدة الفجر
-
كتابي
-
ذات اليمين وذات الشمال
-
حرف بأربعة أجنحة
-
قصائد وحروف
-
شظايا
-
فقط
-
لم تكن
-
سِوى
-
دور السكران
-
في مقبرة القصائد
-
حفلة الأقنعة
-
قصيدة عن الحديقة
-
مقارنة كلكامشيّة
-
احتجاج
-
المُمثّل الكبير
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|