أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟














المزيد.....

جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



السيدة حنان الحروب لمن لا يعرف ، معلمة فلسطينية تعيش تحت الإحتلال الإسرائيلي في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين ، ومعروف على أرض الواقع أن هذا الإحتلال ، التي ربما تكون المعلمة الحروب قد ولدت في ظل وجوده ، هو الأسوأ والأكثر إرهابا وعنفا ، لأنه ضد كل أشكال الحياة ، ويستهدف الشجر والحجر والتراب والبشر في نفس الوقت .
هذا الإحتلال الذي تعيش في ظله المعلمة الحروب ، وحتى لو كان مخيم الدهيشة يقع ضمن خارطة السلطة الفلسطينية ، يحرق الشجر بعامة ، ويقتلع شجر الزيتون الرومي ويسرقه ليزرعه في الساحل المحتل من فلسطيني عام 1948 ، وفي مستدمراته ، ليقول للسواح أنه مقيم ومتجذر في أرضنا شانه شأن أشجار الزيتون الرومي .
كما أنه يهدم البيوت القديمة ويسرقها ليضعها في مباني المستدمرين ليدلل على تجذره بفلسطين ، ناهيك عن طرق القتل التي لا حصر لها ، والتي يقترفها بحق الشعب الفلسطيني من أطفال رضع إلى شباب يانع إلى شيوخ مسنين ، ونساء أيضا .
ولا يغيبن عن البال أن هذا الإحتلال الأعنف في التاريخ ، يمارس كل أشكال الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني ، من خلال إعتقال الشباب الفلسطيني وزجهم في معتقلاته النازية في صحراء فلسطين ، ويمارس عليهم الإرهاب بكل أشكاله ، وفي المقدمة الحرمان من النوم والزيارات والطعام بشكل صحيح ، كما أنه يمارس عليهم أبشع انواع التعذيب ، متبعا أشد نظريات علم النفس إيلاما ، مثل طرق التحقيق واوقاته الحرجة ، وإجبار المعتقلين على بلع الشعر الذي لا تهضمه المعدة ، ناهيك عن إستخدامهم فئران تجارب لإكتشاف نظريات علم النفس الجديدة في التعذيب وإستخدام الأدوية الجديدة وحتى السموم البطيئة ، إضافة إلى نزع الأعضاء الداخلية من اجساد الشهداء ، وقد كشف ذلك الصحفي الهولندي دونالد بوستروم.
نعود إلى جائزة المعلمة الفلسطينية من مخيم الدهيشة حنان الحروب ، وهي أفضل معلمة في العالم ، التي تمنحها مؤسسة فاركي البريطانية الخيرية ، وتمنح عادة لأفضل معلم متميز قدم مساهمة بارزة لمهنة التعليم ، وخاضت صراع المنافسة بطبيعة الحال مع مئات المدرسين من كافة انحاء العالم ، وتم إختيار عشرة مدرسين من دول عديدة مثل الهند والباكستان وكينيا وفنلندا وأمريكا واليابان وبريطانيا إضافة إليها من فلسطين بطبيعة الحال.
وشهد الحفل النهائي لهذه الجائزة في آخر محطة لها بدبي ، شخصيات عالمية بارزة مثل قداسة البابا فيندكتوس ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وآخرين ، وألقى بابا الفاتيكان كلمة خاطب فيها العشرة مدرسين الذين كانت المعلمة حنان الحروب من ضمنهم ، وتم إختيارها لتكون صاحبة الحظ السعيد هذا العام.
قطعا لم تفز الحروب بهذه الجائزة ، لأنها إبتدعت نظريات علمية جديدة تضايق الإحتلال ،أو لأنها علمت الطلاب أغنية النسوة الفرنسيات اللواتي كن يهدهدن أطفالهن قبل النوم على أغنية "الإلزاس واللورين لنا "، أو لأنها إبتكرت طريقة مقاومة جديدة تجبر الإحتلال على الرحيل ، بعد أن لم ينفعه التنسيق الأمني مع سلطة عباس.
جاء فوز الحروب بهذه الجائزة ، لإعتمادها منهجية لتغيير سلوك الطلاب والحد من العنف ، بعنوان"نلعب ونتعلم"، وقالت لوسائل الإعلام بعد عودتها إلى الوطن الذي يئن من عنف الإحتلال البغيض ، أنها تهدي الفوز إلى الرئيس محمود عباس "أبو المعلمين الفلسطينيين" ، ولا أدري منذ متى كان محمود عباس أبا لأحد من الفلسطينيين ، ولا أريد تذكير الحروب ان زملاءها المعلمين كانوا في تلك اللحظات مضربين في الشوارع إحتجاجا على سوء
أوضاعهم وإهمال سلطة عباس لهم.
ترى لو أن المعلمة الحروب جاءت بإبتكار لايرضى عنه الإحتلال ، هل كانت ستحصل على الجائزة وقيمتها مليون دولار ؟ أو هل سيمكنها الإحتلال من السفر ؟ وحتى لو أنه غض الطرف عن ذلك ، هل سيسمح لها بالدخول بعد الضجة التي أحدثتها الجائزة التي وحسب ما قالت الحروب أنها عمقت الإعتراف العالمي بفلسطين؟
عموما هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها أن أحدا يعترف بأحد لأنه مسالم ، ولا يمكن المقارنة بالحراك الهندي الذي قاده غاندي ضد الإحتلال البريطاني.
أختم أن على المعلمة الحروب أن تتبرأ من هذه الجائزة ، والنظر إليها كتهمة هي ليست بحاجة لها ، فنحن امام محتل تلمودي توراتي متغطرس ما يزال يتخيل أن الله سبحانه وتعالى أمره بقتلنا كأغيار .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهر عمرو ..رئيس حزب مميز
- قيادة جديدة لحزب الحياة
- مظاهر الإرهاب في الغرب ..حرف للأنظار عن الإرهاب الصهيوني في ...
- إسرائيل إذ تفرض شروطها على تركيا
- حزب الله ..الصيد السهل
- الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
- إقترب الحسم في سوريا
- الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
- حارث الضاري
- خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
- إقترب الترانسفير الفلسطيني
- سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا ...
- تركيا إلى أين؟
- خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
- تجليات في سرادق الشهيد الزيود
- سوريا على مذبح التقسم
- الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
- الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
- سيناريوهات التدخل البري في سوريا
- وثيقة كيفونيم الإسرائيلية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟