أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض محمد سعيد - العرب والشرق الاوسط















المزيد.....

العرب والشرق الاوسط


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العرب والشرق الاوسط
يستطيع المراقبون ان يلاحظوا ان ملامح تغييرات سياسية دولية ستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط بدأت بالظهور لمرحلة جديدة من مراحل التاريخ الحديث ... مع علمنا جميعا ان منطقة الشرق الاوسط تكاد تكون هي المنطقة الساخنة الوحيدة اذا لم تكن الاكثر سخونة في االعالم .. اننا نجد دوما وعلى مر الازمان في التاريخ الحديث بعد الحرب العالمية الاولى ثم الثانية اصبحت منطقة الشرق الاوسط منطقة الصراعات الدولية من خلال حروب الأنابة وحروب وكلاء دوائر المخابرات العالمية التي وظفت امكاناتها ومواردها وخبراتها في تطويع مناطق نفوذها اينما كان ذلك ممكنا وبالتنسيق او بدون تنسيق احيانا فيما بين الدول العظمى .. فأضافة الى الافضلية التي تتمتع بها شعوب المنطقة من نسب عالية من الضعف في مختلف مجالات الحضارة المدنية فان منطقة الشرق الاوساط لا زالت تتمتع بأكبر مخزون للثروات الطبيعية في العالم والتي لا يمكن الاستغناء عنها .. هذين العنصرين هما الاساس الذي وفقهما اتفق الاعداء وهم اللاعبون الكبار من القوى العظمى في العالم حتى وإن لم يتصارحوا بشكل واضح على ان هذه المنطقة يجب ان تبقى سائبة قلقة غير مستقرة وتزرع بها كل انواع الفتن ومصدر لتوليد الازمات والاضطرابات بشكل دائم يرافقها سعي الكبار لمحاربة الوعي ومنع او عرقلة التعليم والتنمية والثقافة للشعوب وزرع وتأسيس ثقافات بديلة قائمة على اسس التمجيد والتجميد الفكري وحضر او حصر التطور في قوالب ثابته قائمة على اسس مبررة ومقنعة اجتماعيا ومقبولة ضمن قياسات الموروث التاريخي الاجتماعي والديني للشعوب وثقافاتها العريقة عبر التاريخ وكان افضل ما يلبي هذه الحاجة ويحقق هذه الغاية للوصول الى الاهداف المتمثلة في ان تكون الشعوب مادة خصبة لأثارة الفتن والاضطرابات هو المتناقضات والاختلافات الدينية بين الاديان ومع بعضها وذلك من خلال اثارة الصراعات بين الاديان ومن ثم اثارتها داخل الاديان نفسها في صراعات طائفية واحيانا اخرى في تنمية الصراعات العرقية والاثنية واستثمار اي مكمن من مكامن الصراعات المتاحة داخل مجتمعات وشعوب المنطقة .
مع الاسف انساقت الشعوب خلف ما خطط لها من ان تنجرف مع تيارات الخلافات الداخلية العقائدية الدينية والمذهبية واصبحت الخلافات نقطة الضعف الكبيرة لدى شعوب المنطقة وهذا يعتبر نجاح كبير لمخططات الدول العظمى واصبح من السهل التلاعب واثارة الفتن ، وكما ذكرنا في ان هناك عنصرين اساسيين استغلتهما الدول الكبرى .. ولنتناولهما بشكل مركز من خلال ما يلي :
1- خصوبة شعوب المنطقة في الضعف تجاه العقائد الدينية وتأثرها الكبير والسريع بالفتن الطائفية والعرقية واضطهاد الاقليات القومية والدينية. وهذا راجع الى الفشل التاريخي للحضارة الاسلامية وتراجعها وضعفها وانهيار امبراطوريتها العطمى وتنامي حب التفاخر بالماضي المنصرم واحلام السلطة الضائعة امام قوى النظام العالمي الجديد الذي تمكن من ترسيخ روح الضعف واليأس والانجرار الى الفتن الطائفية داخل مجتمعات متلهفة للتنفيس والتعويض عن الضعف والانهيار والخسارة امام مواجهة سرعة تنامي الغرب وتطوره وتفوقه العلمي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري والسياسي وفي مختلف حقول الحضارة المدنية.
2- على الرغم من علم شعوب الشرق الاوسط ان منطقتها غنية بالثروات الطبيعية بمختلف مصادرها وعلى رأسها النفط ثم المعادن وتليها المياه ثم الارض والزراعة والثروات الحيوانية واخرها الطبيعة المتعلقة بالشمس والاجواء .. الا ان هذه الهبة الالهية ورغم معرفتهم وقناعتهم بقيمتها لم تكن كافية لأنارة عقول وافكار الناس في استثمارها ، وان تتولي مهام قيادة مسيرة الشعوب في المنطقة نحو على الاقل الحفاظ على الموروث الحضاري السابق، وعلى العكس استفحلت نقاط الضعف الوارد ذكرها في (1) اعلاه واسقطت واغتيلت كل المحاولات عبر المسار التاريخي لحركات النهضة العربية من الحركات السياسية والثقافية وشوهت واحيانا افسدت بشراء ذممها لتنحرف عن مسارها الثوري والثقافي وتتخلى عن اهدافها في تنمية مجتمعها مقابل المصالح الشخصية. وطبعا كان للدوائر الغربية الاستخبارية دور كبير لشراء الذمم بالمال مقابل ضياع القيم والاخلاق والمباديء. التي ادت بالنتيجة الى استمرار الضعف الاجتماعي لا بل زيادة امراضه الاجتماعية المتجددة.
3- العنصرين السابقين كان لهما تأثير كبير على المجتمع ومستقبل الشعوب رافقهما عنصر مساعد كان له الاثر الكبير في تنشيط تأثير الفساد والتطرف والشوفينية نحو امجاد الماضي السحيق وترك الشعوب تحيا في مخيلات امجاد الماضي احيانا او محاربته احيانا اخرى .. ذلك هو الدين السياسي حين تولى اشخاص فاسدين مهيئين بشكل او بأخر لتولي القيادات الدينية لحرف وتحريف وتغيير اهتمامات الناس بالتثقيف والفتاوي والتحريض الى ما يزيد فرقة الشعوب ويزيدها ضعفا وتناقضا وتشجيع ونشر الفساد وقد نجحوا بنسب كبيرة في تحقيق اهدافهم. وقد استطاع كثير ممن يدعون انهم رجال دين معممين من تولي مناصب سياسية كبيرة والاستمرار في تسيدهم للمجتمعات عن طريق الدين.
مما سبق وذكره فان مصير الشعوب في منطقة الشرق الاوسط بات بيد اللاعبين الكبار فنلاحط التغيرات السياسية وتناقضاتها خلال سنوات قليلة فاليوم حزب الله اللبناني ارهابي بينما كان قبل شهور منبرا للنضال في محاربة الفساد والعنصرية وردع العدوان لكنه اليوم معزول وقطعت عنه شرايين الحياة الاقتصادية والعسكرية واصبح متجه الى الضعف والانهيار ومؤكد سيقوده ذلك الى التصرف بشكل يكون فيه مثيرا للاضطرابات. كذلك تجد الانظمة العربية تتهاوى وتتساقط ويسقط معها انظمتها الادارية وتنقاد الدولة بهمجية نحو الافلاس الخلقي في كل مرافق الحياة المدنية والعسكرية والاقتصادية والامنية .والشعب يختف الى الربيع العربي المزعوم . وكل ذلك يشجع ويزيد نقاط الضعف في المجتمع لتقبل وتسعى بنفسها لتنفيذ مخططات الكبار والسعي اليهم بالهجرة او التبعية او الرغبة وبكل الحب والاحترام بدعوتهم الى استعمار المنطقة اقتصاديا باستثمار الموارد والثروات الطبيعية.
ونجد في جانب اخر تغير رعاية المصالح السياسية للدول الكبيرة فاليوم ايران حليف لأميركا بينما تركيا والسعودية في طور التراجع وهو عكس ما كان الوضع قبل فترة فايران كانت تمثل خطرا استراتيجيا في المنطقة والعالم بينما كانت تركيا محور ومفتاح الامان الا ان ايران اليوم حليف مهم فقد سلمت اميركا ايران ثرواتها المالية المحتجزة في اميركا لسنوات وتوصلت معها الى اتفاق نووي وسمحت لها التغلغل في دول المنطقة فاضافة الى العراق وسوريا اصبحت الان اليمن .. ودون ان نسرف في التحليل فان ما ذكر اعلاه هو ان كل ما يحصل هو ضمان لأضعاف المنطقة برمتها واستهلاك قواها ومواردها الطبيعية وضمان جعلها في ضعف وانهيار دائم وفساد وصراعات دموية تستهلك فوق ثرواتها الطبيعية طاقاتها البشرية والفكرية . وهذا ما نجح الكبار فيه وما فشل العرب فيه وفي فهم هذه المأساة . واليوم تجد ان منظقة الشرق الاوسط اصبح حلبة الصراعات التي يراهن عليها الكبار . ولا نملك كعرب ، وكالعادة ، الا ان نقول الحمد لله وان ندعو الله تعالى ان ينزل معجزة او كارثة طبيعية يعجز عن مواجهتها اللاعبون الكبار ليتغير مسار اللعبة ومخططات النظام العالمي الجديد ليأخذ العرب دورهم من جديد .



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات ملوعة
- جاري وصديقي الهارب
- بعد ان نام مبكرا
- الا يتعظ العرب من عضة الكلاب
- على العراقيين ان يعترفو بأخطائهم
- رسالة من العراق
- شمسي ومأساتي
- تقية سياسية ام زهايمر
- نفس العضة ... نفس الدكتور
- الشعب و ديمومة الفاسدين
- فاشلون وسلاح
- حجاب المرأة ... عادة ام فريضة
- لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟
- ماذا بعد 12 عام
- هل هناك فضائح عراقية مطمورة
- لماذا نكتب (كما وصلني)
- العراق والزومبي
- ثورة التغيير وعملاق الفساد
- غاب القط ...
- المجتمعات بين الماضي والحاضر والمستقبل


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض محمد سعيد - العرب والشرق الاوسط