أمير الحلاج
الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:19
المحور:
الادب والفن
تجاعيد
بقرب اتقادِ شمعة الأربعين من العمر
التجاعيد تستعمرُ نضرةَ وجهي
يا لولادة الكهولة
لم يدركْها التعسرُ
والأقاويل تعاليلاً تتزايدُ
منهم من قال:
السهر اليوميُّ سيفٌ يبترُ ساعاتِ الأيام -
أو كالممحاة تمارس اختزالَ الكتابة
الحب المفرط والبغض في موقف حافلة الرؤيا -
-تحفيز المخيلة باستدراج الأوجاع
أملاً في اقتناص الصور الهاربة
- تكذيبك المدح قبالة وجهك
: والطبيب يقول
ربما مرض عضوي التسبب او نفسي -
والصحيفة نشرت خبراً :
الاكتشاف الجديد عن النيكوتين أقوى الأسباب
أي التعاليل أصدق لو استثنيت السجائر ؟
فالتدخين عضو ينتمي لجهاز التنفس ،
لي أنا الذي ستهرب مني الثلاثون بأجزائها من العمر ،
تهرب المرآة حين أواجهها
مابالها في الهروب ؟
ربما هذه وسيلتها في الرثاء
أو الخشية على سطحها المصقول
أن يخدش من ذكرياتها الطفولة
كيف كانت توزع الصور المنتقاة ،
فالكلُّ يفصح عن رأيه
ويصرِّحُ
مثل مصاب بقصر الرؤية
أو أعمى يتحسس السطحَ الأملس ويوصفُ الانبعاجاتِ
وانا خلف هذه التعاليل
في داخلي
أتفتح ياسمين الفضيلة
بلا سأمٍ ،في مكفهرِّ الليل ، أغرز عطرَ الصباح
وأعزف في واحة الصخر بسمةَ الناي
لترتدَّ في المحجرينِ دموعَ كلِّ البكاةِ ،
هذه هي الثلاثون من العمر بخاتمتها
تهرب الى مفتاحِ بابِ الأربعين
والتجاعيد تخضوضر حتى في البوْرِ من أرضية الجلد
وعلى الأجساد الفتية
تحتلُّ أولى ركائز الغرز
#أمير_الحلاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟