أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فريدريك فون هايك















المزيد.....

النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فريدريك فون هايك


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فريدريك فون هايك


مقدمة المترجم : شكل كتاب الطريق إلى العبودية للكاتب الاقتصادي النمساوي الأصل فريدريك فون هايك ( 1899 - 1992 ) الذي صدر عام 1944 نقطة فارقة في الفكر الليبرتاري اليميني إلى جانب ميلتون فريدمان , و الذي ارتكز عليه هجوم النيو ليبرالية منذ صعود ريغان و تاتشر على دولة الرفاه الاجتماعي لما بعد الحرب العالمية الثانية و سياساتها الاقتصادية الكينزية .. في الكتاب يرى هايك أن سيطرة الحكومة على الاقتصاد من خلال التخطيط المركزي تؤدي بالضرورة إلى ظهور الاستبداد , و خلافا لما كان شائعا يومها من أن الفاشية كانت رد فعل رأسمالي على الاشتراكية , قال هايك أن للفاشية و الاشتراكية جذورا مشتركة , إذ يقومان على التخطيط المركزي للاقتصاد و على تعزيز قوة الدولة على حساب الفرد .. قال هايك أن "الاشتراكية تقود إلى المساواة" فقط من خلال "القمع و العبودية" .. التخطيط الاقتصادي نفسه عملية تقوم على القمع و الإكراه , و هو معاد للديمقراطية بطبيعته , لأنه يعني فرض إرادة أقلية على الجميع .. هكذا حيثما يوجد التخطيط المركزي سيمسخ الفرد إلى مجرد "وسيلة" , و هكذا نجد أن الاشتراكية برأي هايك تعتقد أنه يمكن تحقيق "أهداف الإنسانية" من خلال الأساليب الوحشية القمعية و التي تحتاج أيضا إلى جهاز دعاية , و تلاعب بالرأي العام , قوي ليدفع الناس للاعتقاد بأن أهداف الدولة هي ذاتها أهدافهم .. تلخص جواب هايك في السياسات التي ستشكل أساس هجوم الليبرالية الجديدة التاتشرية - الريغانية , في القضاء على دولة الرفاه و خصخصة الخدمات العامة و القطاع العام و الهجوم على النقابات و إضعافها ... يناقش هنا جورج أورويل , أحد أهم اليساريين التحرريين في منتصف القرن العشرين , أفكار كتاب هايك بعد صدوره بوقت قصير ...

جورج أورويل يستعرض كتابي الطريق إلى العبودية لهايك و مرآة الماضي لزيلياكوس

إذا أخذناهما معا فإن هذين الكتابين يعطيانا أسبابا كافية للشعور بالفزع . أولهما دفاع بليغ عن رأسمالية عدم التدخل في حرية الاقتصاد , و الآخر إدانة أكثر حدة لها . إنهما يغطيان نفس الموضوع تقريبا , و يقتبسان من نفس المصادر , حتى أنهما يبدآن بنفس المقدمة , حيث يفترض كلا منهما أن الحضارة الغربية الحالية تقوم على حرمة الفرد . مع ذلك فإن الكاتبين مقتنعين بأن سياسة الآخر تقود مباشرة إلى العبودية , و المثير للقلق هو أن كلاهما على حق . من بين الكتابين ربما يكون كتاب البروفيسور هايك الأكثر قيمة , لأن الأفكار التي يقدمها أقل شيوعا اليوم من أفكار زيلياكوس . باختصار تقول أطروحة البروفيسور هايك أن الاشتراكية تقود بالضرورة إلى الاستبداد و أن النازيون نجحوا في ألمانيا لأن الاشتراكيين هناك كانوا قد قاموا بمعظم العمل الذي كان على النازيين القيام به , خاصة العمل على الصعيد الثقافي لإضعاف الرغبة في الحرية . بوضعها كل مناحي الحياة تحت سيطرة الدولة , تضع الاشتراكية السلطة بيد حلقة ضيقة من البيروقراطيين الذين هم في معظم الأحوال أشخاص يستخدمون السلطة لمصلحتهم , أشخاص لن يوقفهم اي شيء كي يحتفظوا بها . و هو يقول أن بريطانيا تسير اليوم في نفس الطريق الذي سارت عليه ألمانيا , حيث تقوم الأنتلجنسيا اليسارية بنفس الشيء و من ورائها حزب التوري ( حزب المحافظين ) . الخلاص الوحيد هو في العودة إلى الاقتصاد غير المخطط , و المنافسة الحرة , و التشديد على الحرية بدلا من الأمن . في الجزء الخاص بالنفي من أطروحة البروفيسور هايك الكثير من الحقيقة . لم يقل أبدا بما يكفي - أقل بكثير مما يجب - أن الروح أو النزعة الجماعية ليست ديمقراطية بطبيعتها , بل إنها على العكس تمنح أقلية مستبدة سلطات هائلة لم تكن تحلم بها محاكم التفتيش الإسبانية . البروفيسور هايك ربما يكون محقا أيضا في قوله أن المثقفين في هذا البلد يحملون عقلية أكثر شمولية من الناس العاديين . لكنه لا يرى , أو لا يريد أن يعترف , أن العودة إلى "المنافسة الحرة" تعني بالنسبة للناس العاديين استبدادا ربما يكون أكثر سوءا , لأنه غير مسؤول بدرجة أكبر بكثير من الدولة . المشكلة في المنافسة هو أن شخصا ما "يفوز" بها في النهاية . البروفيسور هايك ينكر أن الرأسمالية "الحرة" تقود بالضرورة إلى الاحتكار , و أن هذا ما أدت إليه بالفعل في الممارسة , و بما أن الغالبية العظمى من الأفراد سيفضلون نظام الدولة الصارم على الحياة في الأكواخ الفقيرة و البطالة عن العمل , فإن الميل إلى الجماعية سيستمر طالما بقي هناك تأثير للرأي العام في هذا المجال . هجوم السيد زيلياكوس القوي و الموثق على الإمبريالية و سياسات القوة يقوم إلى حد كبير على استعادة الأحداث التي أدت إلى الحربين العالميتين . لسوء الحظ أن الحماسة التي يفضح بها حرب 1914 تدفع المرء للتساؤل عن الأرضية التي يؤيد فيها هذه الحرب اليوم . بعد أن يعيد سرد القصة المحزنة القذرة للمعاهدات السرية و المنافسات التجارية التي أدت إلى حرب 1914 , يستنتج أن أهداف إعلاننا الحرب يومها كانت مجرد أكاذيب , و "أننا أعلننا الحرب على ألمانيا لأنها لو كانت انتصرت في حربها على فرنسا و روسيا كانت ستصبح سيدة أوروبا , و قوية بما يكفي لتمد يدها إلى مستعمرات بريطانيا نفسها" . لماذا ذهبنا هذه المرة أيضا إلى الحرب إن لم يكن لنفس السبب ؟ يبدو أنه كان شريرا أن نقف في وجه ألمانيا في العقد الذي سبق 1914 و أن نحاول استرضائها في 1939 , و أنه كان علينا أن نقوم بصفقة سلام في عام 1917 , بينما من الخيانة أن نفعل نفس الشيء اليوم . و كان عملا شريرا أيضا أن نوافق على تقسيم ألمانيا في عام 1915 , و أن نعتبر أن بولندا ليست إلا "شأنا داخليا روسيا" : يتغير حكم نفس الأفعال بتغير الأوقات . الشيء الذي يتجاهله السيد زيلياكس هو أنه للحروب نتائجها بغض النظر عن دوافع من يشارك فيها . لا يمكن لأحد أن يشكك في قذارة السياسة العالمية منذ عام 1871 إلى يومنا : لكن هذا لا يعني أنه يجب السماح للجيش الألماني بحكم أوروبا . من الممكن أن بعض المساومات الدنيئة قد تتم بالفعل خلف الستار اليوم , و أن الدعاية الحالية "ضد النازية" ( أو ضد "العسكريتاريا البروسية" ) قد تبدو هزيلة بالفعل في عام 1970 , لكن أوروبا ستكون أفضل بكل تأكيد إذا تخلصت من هتلر و أتباعه . يلخص هذين الكتابين مأزقنا الحالي . الرأسمالية تقود إلى طوابير للحصول على الطعام , و التنافس على الأسواق , و إلى الحروب . النزعة الجماعية تقود إلى معسكرات الاعتقال الجماعية و عبادة السلطة , و إلى الحروب . لا يوجد مخرج من وضع كهذا ما لم يمكن دمج الاقتصاد المخطط بطريقة ما مع حرية التفكير , الأمر الممكن فقط إذا أمكننا استعادة مفهوم الصح و الخطأ إلى السياسة . كلا الكاتبين يدركان هذا بطريقة أو بأخرى , لكن بما أنهما لا يقدمان طريقة عملية لفعل ذلك يبقى التأثير المشترك لكتابيهما محبطا فقط .

جريدة الأوبزفر - 9 أبريل نيسان 1944
نقلا عن
https://thomasgwyndunbar.wordpress.com/2008/10/09/george-orwell-review/



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-
- فلسطين , سجننا المزدوج
- و الثورة السورية
- في ظاهرة المستبد أو الطاغية
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فريدريك فون هايك