عبد الحكيم الشندودي
كاتب وباحث
(Chendoudi Abdelhakim)
الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 11:03
المحور:
الادب والفن
كنت مارا في الشارع العام عندما صادفته متأبطا أوراقا ، بعد التحية أخبرني بكثرة انشغالاته فقد صار يكتب القصة القصيرة ، قلت : « إذن ، أنت روائي» قال : «بل محترفا فيها» ، حييته على اجتهاده وطلبت منه أن يطلعنا على بعضها لنستمتع بقراءتها ، وعدني بأنه سيفعل في القريب العاجل وانصرف بهمة .
ذات مساء شتوي وجدته في زاوية المقهى يقلب أوراقا على أخرى، قلت هذه مناسبة نتعرف على المدى الذي وصل إليه، لكنه فاجأني بأنه لم يعد يكتب القصة القصيرة لأنها تتعرض لأعراض الناس « أنا الآن أكتب شعرا » قلت له: هذا كذلك جيد قال : لقد تعرفت على امرأة وألهمتني ، قلت : إذا أنت على خطى نزار قباني. قال بسرعة : لا. لأنه سطحي وبسيط. وأضاف : أحلم بأن أحول هذه المقهى إلى مقهى للشعر ، ولكن صاحبها لا يريد، الناس يا أخي لا تفهم ، ولا تساعد ، إنهم يريدون فقط الحشاشين .
في مقتبل فصل صيف كنت بالسوق فلمحته قرب مائدة للخضروات اقتربت منه ، حييته : «أهلا شاعرنا » أجاب :« أهلا، لم أعد أكتب الشعر » قلت هل طلقت ؟ قال : لا يا أخي الناس لا تهتم ، ألا ترى ألوان الخضر الجميلة على المائدة الجزر والفلفل الأخضر والطماطم والبرتقال والبطاطس هذه هي القصيدة الحقيقية » قلت : ربما معك حق ، أضاف : «مر زمن القصة وزمن الشعر الآن مرحلة البطاطا »، قلت في نفسي فعلا نحن في «زمن البطاطا» . لقد قدمت لي تحقيبا لتطور الكتابة ينتهي حتما «بالبطاطا».
#عبد_الحكيم_الشندودي (هاشتاغ)
Chendoudi_Abdelhakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟