حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 22:59
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الى امي ، قاموس روحي ، جنة الله في بيت ابي ، بوصلة قلبي وحاجة روحي ، كعبة المحبة للعالمين .. نبض الطمأنينة ، مركز سكوني في فلك الحدث السريع والاحداث الاروع .
الى امي من طفلك الكبير المقاتل ،اتذكرك في دقائق تسبق العاصفة بل انت حاضرة طيلة الوقت معي ، اتذكرك واسال نفسي لماذا اكون صبيا كلما ذكرتك ؟؟ لماذا تحتلين كلي ولا تتركين لي حرية التعبير عن انتِ ... عن ادماني بك ؟؟ فتتغير ملامح الباس في سبيل الله الى ايماءة طفل صغير ، يرجوك جوابا لسؤال كرره مرات ومرات منذ ردح بعيد ،"انت تحبيني لولا يمه" ؟ .
فارجع الى يقضتي ، انبهتني طلقات الحرب ، انغمس مع الاخرين منهم من يرمي النار ومنهم من يتابع تحرك العدو ، منهم من ينقل لنا العتاد والارزاق ومنهم من يضمد الجرحى ويسعف القلوب . ومنهم من هو شهيد سعيد يشهد على نفسه ويدفن جسده بيننا حتى لايشعر بالغربة .
كبرت جدا يا انا، انت وانت قلبي .. وليس حليبك الوحيد الذي فارقني بعد عامين من ولادتي انما اشياء كثر ، اوجعها عندما ارتدي خوذتي في المعركة متذكرا رحمة يدك فوق راسي ، كانت كرحمة الله ، كلما مرت من جبيني يهمس حاجبي سبحان الله .
تذكرت مدرستي ، منهاجها الصوري ، تذكرت ان العلم عراق والعراق نور والجهل والتكفير ظلام ، تذكرتها وسماء المعركة ليلها نهار .
علمتني الحروب يا حبيبتي الاولى ، ان اوظف الارهاق ، الرغبة، الانفعال .. للنصر فقط . تعلمت ان يكون غضبي صبرا ذكيا للوطن ، وهدوئي تامل بعيد الهدى ، ولان النهاية قادمة لا محالة تعلمت ان عبور النار لا يقتصر على النوايا والدعاء بل بالفعل .. فذلك وحده يرضي ذاتي ويعود بالهدوء الروحي .
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟