حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 09:52
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لا أعلم إن بقي في قلبي متّسع للحزن أم لا، فأمّهات الشّهداء المحتجزة جثامينهم في ثلّاجات الاحتلال يكابدن آلاما لا يعلمها إلا الله ومن عاشوا حالة الفَقْدِ، فكان الله في عون الأمّهات والآباء الثّواكل، واللعنة على الاحتلال وعلى من يساعدوه، ولا نتمنّى الاحتلال لأيّ شعب كان، كي لا يعاني أحد مثلما نعاني.
وفي مقابل الأمّهات والآباء الثّواكل تكتمل دائرة أحزاننا بأطفال تيتّموا من والديهم بسبب بطش الاحتلال وسوائب مستوطنيه، كالطّفل البريء علي دوابشه الذي يزور اسبانيا حاليّا بدعوة من نجم الكرة روماندو، هذا الطفل الذي يعاني حروقا بالغة في ثلثي جسمه، عندما أحرق المستوطنون الغزاة بيته، وقضوا على والديه وشقيقه الرّضيع قبل عام تقريبا، هذا الطفل ابن الرّابعة ابتسامته البريئة العذبة، لا تتجاهل الجريمة التي ارتكبت بحقّه، وتركته يصارع الحياة وحيدا محروما من حنان والديه. وإنّما تستحثّ العالم جميعه لانهاء هذا الاحتلال الذي أهلك البشر والشجر والحجر.
وتزداد دائرة الحزن عندما نرى طفلة من مدينة رفح في الثامنة من عمرها، تحتضن قبر والدتها التي قضت نحبها هي وأبناؤها التّسعة في الحرب الهمجيّة التي شنّها المحتلّون عام 2014 على قطاع غزّة. تحتضن القبر في يوم الأمّ العالميّ، تتوسّد حجارته، وتذرف دموعها السّخيّة حزنا على فراق الأحبّة. وكأنّي بها تتساءل قائلة: أوّ ليس لهذا الليل من آخر؟ وبالتّأكيد فإنّ أحدا من قادة العربان لن يسمع صراخها، لأنّهم مشغولون بقتل شعوبهم وتدمير بلدانهم.
22-3-2015
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟