بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 09:32
المحور:
الادب والفن
94 ــــ أمّا قصّة المقنّع في كتاب المقنّع فهو" نبيل " المتّهم (( بالفساد والرشاوى وتورّطه في صفقات باتت معروفة لرجل الشارع العادي )) لذلك وجد ذاته أمام ثلاثة خيارات : 1 ــــــ إمّا اعتماد القناع الوطني (( لكن ارتداء قناع الوطن سيثير سخرية الآخرين وسيصبح بسببه اضحوكة يتداولها الجميع )) 2 ــــــ وإمّا قناع البلاهة (( وقدّر أنّه سيكون ذا فائدة كبيرة في الورطة التي وجد نفسه فيها ولكن هل يليق به ان يستبدل بالقناع العلماني والوطني قناع البلاهة ؟ )) 3 ـــــــ وإمّا ارتداء قناع البراءة (( والذي قدّر أن يكون مخلّصه الوحيد )) من التهمة والورطة . (( أمسك نبيل المرآة وضعها امام وجهه وفتح عينيه فوجد غشاوة تكاد تُغطّي البؤبؤيين كما أنّ وجهه اكتسب ملامح بلا ... هويّة وعلى الرُغم من قناعته، استحالة تلبّس قناع البراءة ، لانّ زمن البراءة ولّى إلى غير رجعة فقد رفع سمّاعة الهاتف ليستشير محامياً كان صديقاً له ثُمّ تراجع في اللحظات الأخيرة عن فكرته نظر نبيل إلى جدران مكتبته المغطّاة بالثنائيات وشهادات التقدير وبطولات الانتاج وبراءات الاختراع التي أمطرته بها جهات رسميّة وأهليّة تُرى هل تصلح هذه الشهادات لتبرئته ؟ واستبعد هذه الفكرة حين تذكّر أنّ الذبيحة عندما تقع يتسابق الجميع لتقطيع لحمها بالسكاكين المسنونة .
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟