أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسام تيمور - قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشامل















المزيد.....

قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشامل


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 23:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كثيرون من ينزعون لحشر قضيّة الصحراء "المحتلّة", في خانة الانفصال عن "دولة" هي بدورها صنيعة الاستعمار!! دولة لم تكن موجودة قبل الحماية الفرنسية-الاسبانية, حيث كان السائد آنذاك ما سُمّي بأرض "المخزن" و أرض "السّيبة", كما تقول الحقائق التاريخية. في زمن لم يكن يتورع السلطان العلويّ فيه عن بيع مدينة بأكملها مقابل "دراجة هوائية", و أخرى ك "مهر لفتاة", (مدينتا سبتة و مليلية). دولة صنعها المُستعمر مِعمارًا و هياكل و أجهزة و مُؤسسات, قبل أن يُسلّمها تحت ضغط المُقاومة الباسلة لمن سيحملون المشعل من بعده, مشعل النهب و السلب و الاستغلال و احتقار الناس و تفقيرهم و المتاجرة بأعراضهم و أحلامهم و مُستقبل أبنائهم, فيما يُسمى بالاستعمار الجديد, أو الاستقلال الممنوح!!
عمق الإشكال في قضيّة الصحراء ليس الانفصال عن "الدولة", لأنه لا وجود لتلك الدولة أصلا بالمفهوم الكوني الحديث, فالأصل في الدولة أن يكون النظام السياسي خاضعا لها و ليس العكس كما في الحالة المغربية الشاذة, حيث دأب الجميع, ومنذ قرون, على نسْب "الدولة" للقبيلة أو العائلة التي تسطوا على الحكم أو السّلطة (الدولة الإدريسية, الدولة الموحدية, الدولة المرينية, الدولة السعدية, و أخيرا الدولة العلويّة).
إن الإشكال هنا واضح, و هو قضية تحرر مشروعة, من قبضة نظام استعماري لاشعبي و لاوطني. نظام يفرض نفسه على "رعاياه" بقوّة البيعة و الولاء المُستمدة من الشرعية الدينية و الانتساب الخرافي للموتى !! و تكفير الخارج عن هذه المنظومة القروسطيّة المتخلفة. نظام يحتكر الاقتصاد و السياسة و الدين و الوطنية التي يوزع صكوكها على من ارتضى من العبيد الأذلّاء, طبعا مع قليل من فتات الافتراس الاقتصادي أو الريع السياسي !!
الغريب العجيب, في مستجدّات قضية الصحراء "المحتلّة", ليس هو مسيرة الرعاع و الغوغاء التي استنفر النظام المغربي من أجل إنجاحها كل طاقات و مقوّمات هذه "الدولة", ليس تحديّا لتصريحات بان كي مون الأخيرة, بل فقط من أجل وضع بصمات "الشعب" على السكين الذي يذبح به النظام نفس الشعب, بسياساته المزاجية الفاشلة و رهاناته الخاسرة. و لإعطاء أمير المؤمنين, الذي لم تخلُ المسيرة من صوره, سندات شعبية يُشركون بها هؤلاء الرعاع المشاركين في المسيرة, على أساس أنهم يُمثلون الشعب المغربي, في تحمل الضربة القاصمة التي يستشف النظام إرهاصاتها. الغريب العجيب في كل هذا اللغط, هو تصريحات بعض المنتسبين لليسار الملكي, و الحديث هنا عن نبيلة منيب و حزبها الذي شرع في تقديم فروض الطاعة و الولاء للنظام المخزني بكل وقاحة. حيث صرّحت الأستاذة منيب في معرض ردها على تصريحات بان كي مون الأخيرة بكلام عجيب غريب, يُحيل على الحالة التيه و الشيزوفرينيا التي يتخبط فيها الرفاق المارقون, حيث تناشد الجميع للتجند ضد "المخططات التي تروم تهديد الوحدة الترابية للمغرب وتفجير المنطقة بناء على حسابات قوى الاستعمار الجديد", و تدعوا "... للعمل على استثمار الحقائق التاريخية...في الدفاع عن مغربية الصحراء، لأن المنتظم الدولي ...لا يتوفر على المعطيات الكافية لاتخاذ موقف متنور ومنصف بخصوص قضية الصحراء" هكذا تكلّم بوق اليسار الملكي !!
إذا كانت المتياسرة تراهن على قضية الصحراء من أجل نيل منصب وزاري في الحكومة المُقبلة(وزارة الخارجية تحديدا), فهذا رهان عاهر و خاسر بكل ما للكلمتين من معنى. عاهر لأنه يخص مصير شعب يئن في انتظار حرّيّته!! و خاسر لأن العالم كله تقريبا مُجمع على أن منطقة الصحراء "مُتنازع عليها", و القضية مدرجة في خانة "تصفية الاستعمار". أما الحقائق التاريخية التي يتحدث عنها بوق الشوفينية و الانتهازية, فهي لا تتعدى عدة أوراق بالية تثبث "مبايعة" بعض شيوخ القبائل الصحراوية للسلطان العلوي في غابر الزمان !! فهل صارت الانتهازية و الوصولية تبرر القفز على كل قيم اليسار و الحداثة, و التشدّق بروابط "البيعة" للسلطان, كأساس لبناء "تكتل مغاربي ديمقراطي حداثي، متقدم اقتصاديا وعلميا ومزدهر اجتماعيا وثقافيا" على حد تعبير منيب؟؟ و ما هو الموقف المتنور المنصف الذي تريد أن يتخذه المنتظم الدولي من قضية الصحراء؟ ما هو محل كلمة "متنور" من الإعراب في قضية تحرّر؟ و الإنصاف هنا, هل هو لصالح الشعب المغربي الذي يئن بدوره تحت الاستبداد المخزني, و لم يصل بعد حتى إلى مُستوى "المواطنة" في ظل غياب كل حقوقها المشروعة من سكن لائق و علاج مجاني و تعليم في المستوى, و حيث يُخاطَب بكل غرور و وقاحة من طرف أعلى سُلطة في البلاد بوصف "الرعايا الأوفياء" ؟ أم إن الإنصاف هنا لصالح النظام الملكي الذي وصل الى مرحلة الإفلاس التي تفرض عليه تجديد العبيد و الخدم و الأبواق و تنويع مرجعياتها؟ أليس الشعب الصحراوي أولى بهذا الإنصاف الدولي, و هو الذي يئن منذ أزيد من 40 سنة تحت الاحتلال العسكري و عمليات تغيير فسيفساء هذا الشعب بإغراقه بجحافل المُستوطنين من عبيد المخزن و مرتزقته و مُخدّراته و دعارته, فيما يُحيل بشكل سريالي على ممارسات الصهيونية في فلسطين المُحتلة !! زيادة على الحرب المعلنة ضد الشعب الصحراوي و إشراكه في الريع الاقتصادي و السياسي بشراء الذمم و الولائات على أسس قبليّة و التشريد و القهر و الاضطهاد, و أخيرا و ليس آخرا نهب ثرواته و مقدراته لصالح الحكم المخزني المركزي ممثلا في القصر الحاكم بأمر الامبريالية, التي تريد منيب إقناعنا بأنها تتآمر على دولة من صُنعها و نظام من هندستها, الإمبريالية التي أعطت لهذا النظام على مر التاريخ كل أسباب و وسائل البقاء جاثما على صدور الشعب المغربي قاطبة!!!
إن قضية الصحراء "المحتلة" هي جزء من مشروع التحرر الوطني الشامل, بل تتعدى البعد الوطني لحد البعد الإقليمي, حيث لن ينتهي هذا المشروع بتحرّر الصحراء أو الريف من قبضة "الاستعمار الجديد" الممثل بالمقيم العام "العَلَوي", أو بتحرر منطقة "القبايل" من حكم العصابة العسكرية الجزائرية, بل بتحرر كل شعوب منطقة شمال افريقيا من وكلاء الاستعمار, في أفق بناء اتحاد مغاربي قوي حر مستقل بإرادة شعبية واعية بتاريخها و ماضيها و حاضرها و مستقبلها, و قادرة على قول "لا" كبيرة, لكل أشكال العمالة و الانبطاح للامبرياليّة و الصهيونيّة, و "القوادة" لصالح الرجعيّات البدويّة !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟
- وهم الاستقرار في المغرب
- تضامنا مع الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت
- في ورطة النظام المغربي
- المغرب و العهد الجديد, أكذوبة صدقها العبيد!!
- المغرب و الشر القادم من الشرق
- النظام المغربي و الاسلاميون
- لماذا يرفض المسلم العلمانية؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسام تيمور - قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشامل