مصطفى حمدان
كاتب وشاعر
(Mustafa Hamdan)
الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 18:07
المحور:
الادب والفن
خبز الفقراء
للشجر صانِعْ
وللمطر صانِعْ
والأرض لها عبيدها
سادتها
وألف شاريٍ وبائع
فكيف في حقول القمح
في بلادنا
يوْلَدُ كل يوم
مئة ألف جائع
الفواكه للتصدير
والخضار للتصدير
وما تبقى للبشر
في الحقول
لا يروق وجبة للحمير
فكيف يطلبون مِن جائع
ان يكون جندياً
حامياً للديار
محارباً وقت النذير
للقصور موائدها
وللسجون موائدها
وللاجئين والمُشَردين
تُمنَحْ الوجَبات
فكيف وزعوا الزرع
بين البشر
منهم مَن يأخذ الحصص
ومنهم من يعيش على الفتات
الأرزاق توَزَعْ
والأقدار توَدَعْ
وعلى مرمى حجر
مِن قصر السلطان
مُدن الصفيح تَكْبُرْ
طوابير الفقراء تكثُرْ
تناجي الله الرِزق
وتطلُب مِن السماء مطر
مساجِد مُزخرفة بالروانق
كنائس مُذهَبة بالسبائك
ومليون بيتٍ عشوائي حولَها
مصنوعٌ مِن الخشب والصفائح
وأجمل الفنادق وزِعَتْ غرفها
بين أميرٍ .. غنيٍ .. وسائح
فكيف بالله عليكم
قسمتوا الناس والعِباد
إلى مجموعة شرائِح
فيا فقراء الأرض
لسنا نحيا على الخبز أحياناً
والرغيف ما طال بأعمارنا
كل ما هناك
ان للحقول سماسرتها
للبذور .. وللمحاصيل .. تُجارها
فان لم تجِدْ شيءً
على مائدة أطفالك
إبحث حوْلَ القصر
عن كيس القمامة
إبحث في صومعة قديسٍ
أو حضرة علامة
ستَجِدْ أن للفقراء للجائعين
قومٌ وسلالة
فإن لَمْ تنزع الرغيف
مِن فمِ الأسد
ستبقى طول الدهر
جائع
إلى يوم القيامة
مصطفى حمدان
#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)
Mustafa_Hamdan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟