محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 03:01
المحور:
الادب والفن
يا ذِكْرَايَ ذَكِّريني
لِمَ أحْيَا مَعَ فَقْدِي
حَرَارَةَ وَجْدِي.؟ً!
ذِكْرَياتي مُبَدَّدَةً تَكادُ تَزُولْ
مِنْ بِسَاطِ حَياتِي،
مُبَعْثَرَةً في أرْجَاءِ عُمْري
في عَتَمَاتِ النِّسْيانْ.
ألَمْلِمُهَا مِلْءَ رَاحَتَيَّ حُفُنَاتْ
ثُمَّ تَؤُولْ.
يَا ذِكْرَى عُمْرِي
إن تَفَتَّتَتْ صُوَرِي البَدِيعَةُ
الوَجِيعَةْ،
إنْهَدَّ بَقائِي
حَلَّ فَنَائِي.
يَا ذِكْرَى عُمْرِي ذَكِّرِينِي.
ذِكْرَيَاتِي
إنْ غَفَتْ أوقِظُهَا بِجُرْعَةٍ
مُوقَدَةٍ لِتَدْفَى
أشْرَبُ كَأساً مِنْ مُدَامِ غَرَامِي،
لِتُشْفَى
مِنْ شَجَاهَا
رُكَاماً فَوْقَ رُكَامْ.
يَا فُتَاتَ عُمْرِي
ذِكْرَياتي تَفْلِتُ مِنِّي في الزِّحَامْ
تَدُورُ
طَبَقَاتِ لَيَالٍ فَوْقَ أيَّامْ
تُهَفْهِفُ في زُرْقِ المَسَاءَاتْ،
تُرَاوغُنِي فَارَّةً حِيناً
وَتَنْحَسِرُ،
تَهْتَزُّ، تَرْتَجِفُ، تَنْهَمِرُ
عَلَى شِعَابِ خُزَامَى وَأرْجُوَانْ.
يَا ذِكْرَى عُمْرِي ذَكِّرينِي.
مَا لِنَفْسِي
بَعْدَ أفُولِ الشَّمْسِ تَسْتَعِرُ،
تَئِنُّ، تَخْتَمِرُ
في تِيَّارِ المِحَنْ
تَضْغِطُ وَطْأتُهُ علَى صَدْرِي.
ذَكِّرِينِي
مَا لَكِ تَرْتَادِينَ نَبْضِي
تَجْمَحِينَ كَلَمْعٍ شَارِدْ
تَجُرِّينَ شُكُوكِي لِشَمِّ الزُّهُورْ
لِصَدِّ نَوَائِبِي وَرَا ظَهْرِي.
ذَكَّريني،
مَا لِي أسَافِرُ فِيكِ
لِغِلاَبِ زَمَانِي
سَافِلٍ مَجْنُونْ
تَالِفٍ فِي الظُّنُونْ،
أسَافِرُ فِيكِ لِوَصْلِ حُبِيَّ الأوَّلْ
لِوَصْلِ صَبَابَتِي، لإخْلاَصِ وَعْدِي.
يا ذِكْرَايَ ذَكِّريني
لِمَ أحْيَا مَعَ فَقْدِي
حَرَارَةَ وَجْدِي.؟ً!
محمد الشوفاني
مراكش في 19 ـ 03 ـ 2016
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟