عادل رضا
الحوار المتمدن-العدد: 1384 - 2005 / 11 / 20 - 07:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
غالبا ما يضع الافراد , أمامهم مثالاً , و قدوة و رمزاً, يتبعونه و يجعلونه لهم المثل الاعلي , و نستطيع القول أنهم يعطونه صورة البَطل.
و يختلف هذا البَطل و يتنوع , بأختلاف و تنوع أشكال الثقافة و المعرفة , الصانعة و المُشكِلة لشخصية الفرد , و أيضا تلعب الاهتمامات الشخصية للفرد و النواقص الذاتية الموجودة لديه , في بروز زيادة حاجته و رغبته في بَطل , يختفي عنده النقص الموجود لديه في ذلك البَطل الذي أختاره.
و تلعب أيضا الجاذبية الشخصية للبَطل , دورا مهما في عملية أستقطاب الافراد المنقادين أليه , و هذا الانقياد يضع صفة أخري ملازمة للبَطل , و هي صفة القيادة.
فمن هو بطل تتلازم معه القيادة , التي ترغمه علي عمل حالة من التواصل المطلوب منه , نحو من أختاره و تبعه كقائد و رمز , و هذا التواصل أيضا , يفرض حالة أخري لدي البطل القائد , و هي معرفته و ألمامه بنوعية و أسلوب الخطاب , الذي يوجهه و يلقيه ألي أتباعه و مؤيديه.
و يوجد لدي القائد البَطل , نوع من الضغط الذهني و الفكري الواقع عليه و المنصب نحوه و في أتجاهه , حيث يجب عليه أن يفكر للأخرين, و لنفسه و لذاته في الوقت نفسه , و أي خلل و خطأ في عملية أستنباط الفكرة , تؤدي الي زعزعة نظرة الاخرين له كقائد , و تَزيد من رغبة التغيير و التبديل ألي قائد مختلف و الي بَطل أخر.
هذه كانت بعض من الصفات التي توجد لدي البَطل , و لكن ماذا عن أختيارنا نحن لهذا البَطل؟
و هل هذا الاختيار صحيح أم خاطيء؟
لقد ذكرنا أنفا: أن الثقافة الموجودة لدي الانسان تلعب دورا في تنوع و أختلاف صور و شكل البطل , و نحن نزيد هذا الكلام بالقول:
أن نوعية الثقافة , تلعب أيضا الدور الاكبر في عملية الاختيارالصحيح.
فصحة و حقيقة الثقافة , تضمن صحة الاختيار للقائد الَبطل , و هذا الاختيار أن تم بصورة صحيحة ,فأنه سيؤدي ألي خلق فرد , يتوجه و يسير في الاتجاه السليم و الطريق المناسب , حيث هو ينقاد و يتبع قائداً , تتوافر فيه صفات و شروط البَطل الحقيقي .
أن الافراد قد يضعون لأنفسهم قدوة و مثلا فاسدا و مخربا , يسير بهم الي الدمار و الانحلال الاخلاقي , لذلك فأن البحث عن ثقافة سليمة أمر حيوي و لازم , لمنع حدوث أي ضياع و دمار في حياة الفرد من الناحية الاجتماعية و الاخلاقية والسياسية.
#عادل_رضا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟