قريبا الاردن دولة أوروبية

عيسى محارب العجارمة / كاتب اردني

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

- يبدو ان اوروبا قد ضاقت ذرعا بهمجية وتخلف الزعامات العربية الحالية ومن ضمنها بطبيعة الحال امارة داعش وامارة الاخوان المسلمين وامارة النصرة اضافة للقادة العرب وحليفهم اردوغان الذين انضووا تحت لوائها منفردة او مجتمعة زد عليهم ضلالات القيادة الايرانية وحلفائها ببغداد ودمشق وبيروت عاديك عن التعنت الاسرائيلي المزمن الذي يضيف تخلفا تلموديا موازيا لجهالاتنا القومية والقبلية العربية والاسلامية .

وحده ملك الاردن عبدالله الثاني عاهل الاردن يغرد خارج السرب القبلي الهمجي المتوحش لزعامات فقدت احساسها بالواقع وعادت لتنفث سموم داحس والغبراء وحروب علي ومعاوية في كل خلية من ادمغتنا العربية الغبية جينيا ووراثيا فجاءت زيارته امس لبروكسل شمعة في ظلم وظلام وطننا العربي الكبير وجيرانه الاعزاء تركيا وايران اسرائيل الوطن العربي الشرقية .

عاهل الاردن عقد لقاء قمة جمعه مع قيادات الاتحاد الاوروبي تعبيرا عن دعم اوروبا لهذا القائد الفذ الملهم ملك ملوك الشرق وحكيم الامة العربية الذي خاض قبل برهة معركة شارع حكما في اربد ضد خلية ارهابية داعشية خاضها اسود قوات النخبة في الجيش العربي من رجال وابطال العمليات الخاصة الملكية الاردنية ووسد التراب ابنه الشهيد الرائد البطل راشد الزيود في اصرار ملكي واضح على قطع دابر هذا التنظيم المتطرف .

اروربا كانت تراقب المشهد عن كثب فالفوضى الخلاقة كانت ولا زالت تضرب اطنابها كل نسيج الشرق الاوسط الهش خلا انتفاضة الاقصى المباركة وما عداها انما هو من صنع الموساد واسياده الكبار بتنفيذ النصرة وداعش والترويج الفكري لهم من خلال منظمة الاخوان المسلمين ورعاية وتمويل تركيا ودولتين عربيتين .

ارسلت الخلية الارهابية لاربد وكان المخطط غاية في التعقيد والدهقنة لمعاقبة ملك الاردن وجيشه وشعبه عن موقفه في عدم الانجرار للحرب الاهلية السورية ليتفاجؤا بقوة الاردن الهاشمي ملكا وجيشا واجهزة امنية غاية في اليقظة والحذر وشعبا وفيا لرسالة الثورة العربية الكبرى والقيادة الهاشمية ورسالتها التاريخية .

بعد معركة اربد جاء نائب الرئيس الامريكي بايدن للاردن في زيارة مجاملة عسكرية بعد التوتر السري الذي اعقب فجيعة مدرسة الشرطة بالموقر وحضر تمرين عسكري للجيش الاردني بالصحراء الاردنية ليطير على اثرها الجنرال الزبن لامريكا لاعادة تفعيل العلاقات العسكرية بين البلدين لسابق عهدها .

بدوره غادر جلالة الملك لحفر الباطن وما ادراك ما حفر الباطن الاسم الذي يثير القشعريرة في ارجاء بدني كلما تذكرت حرب الخليج الثانية- وللقصة بقية -، فقد شارك جلالة الملك بمتابعة تمرين عسكري عربي اسلامي دولي بعنوان رعد الشمال وقوبل بحفاوة من قبل الملك سلمان في تأكيد لفهم السعودية لدور الاردن الهاشمي الجديد في العالم والمنطقة ولا بديل عن التعاون بين البلدين .

تركيا بدورها اوعزت بارسال رئيس وزرائها داوود اوغللو في زيارة لعمان في تقدير موقف جديد لقوة الاردن الهاشمي لم تتم بسبب تفجيرات انقرة الارهابية والتي لربما كانت تحمل بصمات حزب العمال الكردستاني المحظور .

وحده التنظيم العالمي للاخوان المسلمون ووكلائهم المحليون على الساحة الاردنية لم يزالوا لليوم يكابروا ضد التيار الاردني الجارف - بفهمه الهاشمي الاصيل وانزاله على الواقع سياسيا على الطريقة الاروربية الراقية ديمقراطيا وتشريعيا وعسكريا وعلى كافة الصعد - ولربما معهم دولة قطر راعيهم الرسمي بعد تركيا التي اذعنت لنضجها السياسي وهو امر لم يتوفر للاخوان ودويلتهم الراعية للاسف .

اذا نحن بصدد موقف سعودي امريكي تركي جديد ازاء الاردن وقضيته الهاشمية التي تستلهم تجربة محمد علي الكبير في تحديث الاردن سياسيا واقتصاديا وفكريا ليكون دولة اروربية بهذه الصحراء الموحشة وزيارة جلالة الملك لبروكسل تدعونا لمطالبة القارة العجوز بضم الاردن لدول الاتحاد الاوروبي عوضا عن تركيا العثمانية كونه الوحيد الذي يغرد خارج السرب المتخلف بعد ان لفظنا مجلس التعاون الخليجي لحداثة تفكيرنا الاوروبي المتطور وهو ما يحتاج العرب لقرن من الزمن للحاق بالاردن الهاشمي الاروبي الحداثي المتطور وكفانا قبلية وداعشية وتخلف .

#عيسى_محارب_العجارمة_/_كاتب_اردني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات