أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - منابع العنف السياسي ومشتقاته














المزيد.....


منابع العنف السياسي ومشتقاته


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منابع العنف السياسي ومشتقاته
جعفر المظفر
على صعيد التمييز بين عنف وآخر من الضروري أن نقترب من الأمر بتمعن وحرفية, ذلك إذا كان الهدف من النقد هو أن لا يتكرر الخطأ وليس الإنتقام من صاحبه. الإنتقام نفسه هو مصدر أساسي من مصادر العنف, كذلك رد الفعل المنفلت الذي لا يخلو من عقد الثأر وخاصية السلوك البدائي.
في رأي أن مسألة العنف ومستوياته يجب أن لا يُنَظَّر لها وكأنها خاصة بهذا الفصيل دون ذاك, فهي في الحقيقة ذات مناشئ فكرية عامة وكذلك موضوعية محلية خاصة بطبيعة الشعوب. فكريا كل أحزاب الحتميات التاريخية والعقائد التي تُصَرِّف ذاتها تنظيميا من خلال نظرية المركزية الديمقراطية هي أحزاب مفرخة للعنف وحاضنة له: البعثيون والشيوعيون من هذه الناحية هم أبناء رحم واحد لأنهم كانوا يؤمنون بأنهم وحدهم, وكل على حدة, اصحاب التاريخ لا غيرهم, وهم إذا ما كانوا خارج السلطة نراهم يتحدثون عن الديمقراطية أما إذا تسيدوا فالويل للخصوم.
البعثيون إستلموا الحكم في جمهوريتين فترة تجاوزت الخمسة وثلاثين عاما لذلك كان عنفهم اشد وأوضح من عنف غيرهم. لكن ذلك لا ينسينا حقيقة أن الشيوعيين العراقيين كانوا سبقوهم عنفا حينما أمعنوا في قتل خصومهم البعثيين والقوميين سحلا بالحبال وتعليقا على أعمدة الكهرباء.
حينما نتحدث اليوم عن مكافحة الإرهاب الإسلامي نهتم كثيرا بمحاربة مناشئه الفكرية والفقهية, وحتى أننا نتابع هذه المناشئ في القرآن والسنة وندعوا إلى ضرورة إجتثاثها أو معالجتها بسبل متعددة ومختلفة في حين نهمل متابعة منابع العنف (الثوري لأحزابنا الماركسية والقومية) المتشابهة التأثير كون نظرياتها الفكرية هي حاضنات ومفرخات للعنف أيضا. وهل سأكون مخطئا لو قلت أن أحزابنا (الثورية) هي أحزاب تكفيرية أيضا لأنها لا تؤمن بحق غيرها في العمل السياسي وحرية التعبير ولأنها خلقت أيضا مقدساتها الأرضية في مقابل المقدسات السمائية لأحزاب الدين السياسي .
الموضوعي والمحلي الخاص الذي يقف وراء العنف يأخذنا بطبيعة الحال إلى التمييز بين عنف عراقي وآخر مصري وآخر سوري وآخر جزائري. التجارب تقول أن وجود المشتركات الفكرية (العقيدة الإسلامية التكفيرية مثلا) يستدعي إرهابا متماثلا مهما كانت ساحته, سواء كانت جزائرية أو مصرية أو سورية أو عراقية. لكن بغياب تلك المشتركات يتقدم تأثير العامل المحلي ليترك بصمته الخاصة على العام الفكري.
العسكر المصريون أطلقوا إحدى وعشرين إطلاقة في وداع ملكهم فاروق, أما العسكر العراقيون فقتلوا ملكهم الجميل وعائلته شر قتلة, وقبلهم كان الوصي نوري السعيد والإنكليز قد علقوا العقداء الأربعة على وزارة الدفاع لثلاثة أيام وذلك بعد فشل إنقلابهم في مايس من عام 1941, وما كان هؤلاء شيوعيين أو بعثيين..
عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف لم يكونا بعثييْن حينما ساهما بتلك الجريمة الشنيعة او حينما سكتوا عن مرتكبيها, ثم كان لعبدالكريم قاسم إثم السكوت أو الإنتفاع عن جرائم السحل التي إرتكبها الشيوعيون في البصرة والموصل وكركوك. أما البعثيون فليس بإمكان أحد أن يهون من الجرائم التي إرتكبوها بحق خصومهم الشيوعيين بعد إنقلاب شباط من عام 1963.
ترى ألا يبوب ذلك السلوك في خانة العوامل المحلية الحاضنة للعنف والتي لا شك لها تأثيرها المباشر على رفح حدة العنف المتأسس على قمعية النظرية نفسها أو تخفيفه. فالشيوعيون السوريون لم يسحلوا خصومهم القوميين بالحبال ولذلك لم يؤسسوا لمعارك ثأرية قادمة وجاء القمع البعثي السوري أخف من أخيه القمع البعثي العراقي, رغم ان قصف حما بالمدفعية والصواريخ الذي أمر به حافظ الأسد للقضاء على حركة الأخوان المسلمين ضد نظامه كان من الشدة بحيث يعيدنا إلى أهمية حساب العامل الأيديولوجي على تفعيل العنف وتصعيده.
ما أريد أن أقوله أننا يجب ان نبحث في العنف هنا بمنأى عن الوقوع تحت ضغط الخصومة السياسية, منحازين لهذا على حساب ذاك, ونضيف على عامل النظرية الفكرية والتنظيمية (الحتميات التاريخية + قواعد المركزية الديمقراطية) والعامل الموضوعي العام عاملا ثالثا وهي الصفات السايكولوجية للحاكم الدكتاتور. عبدالناصر كان دكتاتورا وطنيا وكذلك عبدالكريم قاسم وكذلك صدام حسين, لكن الفرق بينهما وبين صدام أن سايكولوجية هذا الأخير كانت تكونت تحت ضغط البيئة البدوية التي عاشها في طفولته, إضافة إلى تأثير القمع الذي عاناه أثناءها مما جعله ذا شخصية أقوى من شخصية الحزب نفسها, فاضاف إلى الحزب من شخصيته المعقدة ما كان قد تأسس على العاملين الفكري والمحلي الموضوعي, بحيث بدى ناصر وقاسم إلى جانبه من جنس الملائكة, يكفينا أن نتذكر أن قاسم كان يحكم على من يشتمه بالحبس ستة اشهر أما صدام فكان يرسله إلى المشنقة, وأما الشتيمة بحق نوري السعيد فقد كانت مجانية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية
- الناسخ والمنسوخ بين التراتبية الأخلاقية والتراتبية الزمنية


المزيد.....




- جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانف ...
- الدفعة الرابعة في -طوفان الأحرار-.. 183 فلسطينيا مقابل 3 إسر ...
- -كتائب القسام- تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأ ...
- بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المد ...
- توأم الباندا في حديقة حيوان برلين: التفاعل بين الأم وصغيريهْ ...
- دراسة تكشف حقيقة الفرق في الثرثرة بين الرجال والنساء
- هل صورك الخاصة في أمان؟.. ثغرة في -واتس آب- تثير قلق المستخد ...
- تاكر كارلسون يصف أوكرانيا بـ -مصدر الجنون-
- لا يوم ولا مئة يوم: ليس لدى ترامب خطة سلام لأوكرانيا
- الصداقة مع موسكو هي المعيار: انتخابات رئيس أبخازيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - منابع العنف السياسي ومشتقاته