أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قراءات سياسية لواقع غير سياسي














المزيد.....

قراءات سياسية لواقع غير سياسي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 15:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتلاحق الأحداث المثيرة في منطقتنا الشرق أوسطية وكأن هناك توقيتات مسبقة وعملية تريب يجري تنفيذها بكل دقة وبمنتهة الحرفنة والمهنية وهذا ما يتبين للمتابع الحريص على ربط خيوط ما يجري مع بعضها البعض ,لكن المستمع والمشاهد اللا مهني والبسيط يتعثر كثيرا في فهم ما يجري وما يدور من حوله وكأن يد القدر هي التي تحرك الأحداث , لذا يزداد إيمانه بأن السماء فيها لاعبين أحيانا يتمنطقون بالعبثية واللا أبالية تجاه ما يجري, الحقيقة التي نؤكد عليها دوما أننا نحن المغيبون عن الفعل والخاضعون بالكلية لمنهج معتمد ومقصود ومخطط له ويسير وفقا للنوايا المبيته لللاعبين الأساسيين , أما ما يدور فهو نتاج طبيعي لمقدمات غير طبيعية أخفيت في جزء منها والباقي معلن وواضح .
ليس كل ما يجري هو من صلب المؤامرة وليس كل ما لا يجري وفقا للوضع الطبيعي هو تدخل من أصحاب القرار السادة ، العملية الاستراتيجية في العالم اليوم ومنها ما يدور في منطقتنا تجري وفقا لمحددات أساسية في البدء وفي الصورة والنتيجة التي تعتمد حسابات الأسوء والأفضل والمتوقع والغير متوقع , هذا ما تعلمناه من التجربة السياسية التي مرت بمجتمعاتنا والتي تتلخص أن اللعبة الكبيرة دوما هي رسم الإطار الكلي من قبل الفاعلين الكبار أما التفاصيل والصغيرات من الأحداث تترك لللاعب المحلي الذي يظن أنه يلعب ضمن الدوائر المسموح بها والمرخصة أساسا ,أما في حالة المس بالحدود الحمراء سيكون العقاب أليم وذليل وقاسي , وهذا ما يعلمه الجميع لذا لا نستغرب أن نرى قرصات أذن للبعض بين الفينة والفينة لأن الكبار لا يحبون المزاح إلا بمزاجهم الخاص .
إشاعة ثقافة المؤامرة من قبل البعض لتبرير كل مسارات الأحداث وتفسيرها لا أؤمن بها كليا كما ولا أنكرها بالكلية , والسبب أننا أصلا نمارس ثقافة المؤامرة على أنفسننا وكأننا أعداء لها ,البعض حينما لا يؤمن بأن العالم اليوم ليس فوضويا ولا مزاجيا بالقدر الذي نريده أن يكون لننفذ مشيئتنا الخاصة ونرسم مشاريعنا دون أن نحيط علما وفهما وإدراكا بكل المؤثرات والمتغيرات الدولية بسبب أعتقادنا أننا أصحاب حق وعلى الأخرين أن يقدروا هذا الأمر ويلزموا به دون أن نملك ما يجبرهم أو يلجئهم لذلك , نكون في قمة الوهم والغباء لأننا لا نعرف كيف نتعامل مع شبكة مصالح وقضايا مترابطة منها ما هو مرسوم أصلا بحدود يمنع على الكل الخروج عنها أو تجاوزها.
البعض ينفي جملة وتفصيلا وجود مؤامرة ويصف من يتكلم بها أنه مجرد مخبول لكنه في الواقع يلاحظ وباطمئنان أن لا برئ الوضع من تدخل الأيادي الخفية ,وأن الكثير مما يصار له الآن عبارة عن تكتيكات مناورات تخضع لإرادات ومزايدات أطراف عديدة وخضوعا للمصالح الدولية وأستحقاقتها , لكنه في عين الوقت لا يحمل هذه المصالح والتقاطعات مسئولية فرض الواقع أو التأثير عليه وكأن الأمر مجرد صدفة أو براءة سياسية حين تتحكم بنا الظروف , هذا الموقف وإن كان ينحاز لقوة الفعل السياسي الذاتي ولا يربطه بعوامل خارجية إلا أن من السفاهة الوثوق به كاملا أو نكرانه كاملا أيضا.
الجنوح نحو الواقعية السياسية في معرفة الحراك الدولي وأسبابه وكيفية رسم الحركات والرؤى والمخططات العالمية يخض إلى نظرية القوة الخفية المتحكمة من حيث لا ترى وفعلها الواقعي هو المؤثر الأساسي في مجمل ما نشهده من علاقات ومصالح وتحولات وشبكة من الأفعال وردود الأفعال التي تصب جميعا في هدف واحد , هو حصر القرار العالمي بيد قوة عالمية موحدة وقادرة على فرض رؤيتها من خلال توزيع الأدوار على سلسلة من الفاعليات التي تتناسب مع أهمية ودور المناطق الجغرافية وقدرتها على التحكم بمصادر القوة المادية أولا , وثانيا على المناطق التي تعتبر من المناطق المتحركة التي تعتبر ساحات طبيعية للصراعات الدولية ومكمن من مكامن المواجهة حين تتبلور ضرورة حقيقية للمواجهة , وأخير المناطق التي تشكل قواعد خلفية لإدارة الصراعات والعمل كرأس جسر للمنطقتين الأولى والثانية وإدامة الحفاظ عليها أمينة ومؤمنة بالكامل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالات التغيير وطرائق الثورة
- حوار حول النص والعقل وقضايا القراءة وظاهرة التدين
- ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح2
- لحظة من فضلك
- ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح1
- إصلاحات ترقعيه أم تغيير في أساسيات اللعبة السياسية في البلد ...
- ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .
- النص القاتل أم العقل القتيل
- عبادة الدين صورة من الوهم
- مقدمة في مفهوم العقل الجمعي
- التحالف والوطني وخيارات المستقبل السياسي
- علم الأجتماع وظاهرة العنف والسلام
- القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت
- هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا


المزيد.....




- الشرع يستقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي.. وواشنطن تدعو لتجنب ...
- المبعوثة الأمريكية ترد على أمين عام حزب الله بكلمة واحدة.. م ...
- مصادر: خيار مهاجمة نووي إيران ما زال مطروحا في إسرائيل
- طائرات مسيرة روسية تدمر معدات وقوات مشاة للعدو
- الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة في كورسك
- بريطانيا.. الشرطة تحتجز الأكاديمي العربي مكرم خوري مخول وتحق ...
- تظاهرة في مصراته الليبية دعما لغزة
- لندن تسعى لحل أزمة الرسوم الجمركية
- جدل حول انتشار الجيش وسحب سلاح حزب الله
- أبرز مواصفات هاتف -Razr 60 Ultra- القابل للطي من موتورولا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - قراءات سياسية لواقع غير سياسي