جلال حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 08:32
المحور:
الادب والفن
ألم بلا ضمير
جلال حسن
أعلى درجات الألم، حين يكون الموت أمنية للخلاص من الحياة
الجسد يخذل الجسد
………
لم تكن حربكَ، لكي تنتصر
كنت جندياً بلا أعداء
لكنهم خلقوا لك ألف عدو
وقالوا دافع عن نفسك، فالوطن مهدد
فأصابتكَ شظية مدفع هاون بالرأس
وعلى أثرها قعدتَ جريحا
منتصف حرب الثمانينيات.
أنا مثلكَ كنت جندياً
وكلانا ذهبَ إجبارياً للموت
أنتَ في الخط الأول
ولكن الشظايا عمياء، وبعيدة المدى
وأنتَ لا تعرف الموت، ولا الهروب
في “الكونية” اسمك “رحيم حنش” وأمك اسمها “أم كريم”
لكنها ماتتْ قبلكَ بعام من أثر الصدمة
وأنا حزين منذ مات “كريم” في الجبهة
هكذا قالتْ الأخبار
ولكن أخر أخبار قالتْ: أنهم دفنوك اليوم في مقبرة النجف
فتذكرت ما قلتَ ليّ قبل عام
حين كنت تتلوى من الألمِ
كنتَ تفضل الموت على تحمل الألم
هذا العذاب لا يحتمل لأنه بلا ضمير!
عذاب يخون الجسد
كل شيء يحتمل
حتى الألم ذاته
إلا دموع بناتكَ في وداعك الأخير
كانتْ صرخاتهنّ عويلاً يدثر تراب المقبرة
ويرثي وحشة الغرباء، والأبرياء المظلومين.
-------------------
جلال حسن
بغداد في 20/2/2016
#جلال_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟