حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 13:18
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
الفأر المسكين
أعترف أنّ لي قلبا رقيقا، يمنعني من قتل بعوضة تمصّ دمائي وتسبب لي حساسيّة جلديّة يصعب علاجها.
ففي يومي هذا دخلت مخزنا لنا تحت بيتي، ووجدت فأرا في الفخّ الذي ينصبه زوجي لاصطياد الفئران، ويبدو أنّه "درص"أي "صغير الفأر" وكان يصدر "صريرا" طفوليّا يرقّ له القلب، فقلت في نفسي لولا أنّه غرّ صغير لما وقع في الفخ، وأشفقت عليه، وقرّرت اطلاق سراحه بعيدا عن البيت، حتى لا يعود إلى مخزننا ويقع في الفخّ مرّة أخرى، واعتبرت ذلك الفأر محظوظا، لأنّه لو أمسك به زوجي أو أحد أبنائي لحطّم عظامه تحت حذائه،
فحملت هذا الفأر البائس، وأطلقت سراحه في منطقة خالية تبعد عن بيتي وبيوت غيري بما لا يقلّ عن مئة متر، وقلت له:
اذهب فأنت حرّ وخالقك أولى بك.
التفى المسكين حوله، ومشى باتّجاه كومة من الأعشاب الكثيفة، وقبل أن يصلها هوى عليه غراب والتقطه بمنقاره وطار به! فحوقلت وقلت في نفسي" تعدّدت الأسباب والموت واحد". وأصدقكم القول بأنّني حزنت على ذلك الفأر البائس الذي نجا من الفخّ ليستقرّ في حوصلة غراب.
12-3-2016
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟