الدجل الطبقي - مقدمة

موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 00:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يعد النظر في أجزاء أو مكونات مادة أي علم شرطا للفهم ، و علم الإجتماع ليس إستثناء ؛ فالنظر في أجزاء المجتمع و مكوناته شرط لفهم مادة هذا العلم ــ و لهذا يُعنى في علم الإجتماع أو بعض المدارس في علم الإجتماع بالطبقة ؛ على الرغم من ذهاب بعض المدارس إلى إنكار الطبقية أو التخلي عن التحليل و الفهم الطبقي في دراساتهم الإجتماعية ، إلا أنهم يقعون في أرذل أشكال التصنيف الطبقي المُبتذلة ، كإعتبار الفقراء طبقة و الإغنياء طبقة و من يقع في الوسط بينهما طبقة ! .

لكن بسبب طبيعة علم الإجتماع ، فقد أمسى مرتعا تتنازعه و تتنازع فيه أطراف غريبة عن العلم ، و بوسائل و مناهج لا علمية ؛ لدرجة أن مُسِخَ فيها إلى عقيدة لا تقبل النقد ، بل عقائد متنوعة بين أحزاب تتبناها و أفراد أختزلت ذواتهم فيها ــ و كان نصيب التحليل و الفهم الطبقي هو الأكبر في هذا العلم ، مسخا و تلويثا ؛ و هذا من الأسباب التي تعللت بها بعض المدارس التي دعت إلى التخلي عن التحليل و الفهم الطبقي في دراساتهم الإجتماعية ، و كان الأولى لحل هذه المعضلة مواجهة الإشكال لا الهروب من المواجهة .

لا يُفهم من ذلك أن بالإمكان التخلي عن طبيعة علم الإجتماع أو تغييرها [ سواء في المواجهة أو في الهروب ] ؛ فمن يفهم ذلك يعاني إشكالات في فهمه لمادة علم الإجتماع ــ فلا مناص من أن يتعرض هذا العلم بشكل خاص [ و العلوم الإنسانية بشكل عام ] لتدخلات ماسخة و تنازعات مُلوِثة أياه ، تكون طبيعته السبب في ذلك ؛ هذا لا يعني أن العلوم الطبيعية لا تعاني ما تعانيه العلوم الإنسانية ، إلا أن طبيعة العلوم الطبيعية حدّت من التدخلات الماسخة و التنازعات الملوثة أياه جدا ، لكن تبقى رغم ذلك عرضة للمسخ و التلويث [ المعني بـ(طبيعة العلوم) يشمل قاعدة القوانين و المناهج و العاملين في العلم نفسه ، لا العلم بذاته فقط ] .


في هذه السلسلة ، فإن الخيار هو المواجهة ، و هي محاولة هدفها الإنتصار لعلم الإجتماع ، بالتركيز على الطبقة ــ حيث سيتم تناول :
* الطبقة بين التجريد و الواقع .
* عن المجتمع اللا طبقي .
* عن الصراع الطبقي .


# لكن لماذا ( الدجل الطبقي ) ؟ ، أهو تحيّز منذ البداية ؟ ، أضد البرجوازية مثلا ؟! .
لأن ( الدجل الطبقي ) هو التعبير المناسب عن تلك التدخلات الماسخة و التنازعات المُلوِثة ، مع غاياتها ، المُرتبطة بالطبقة . و نعم هو تحيّز منذ البداية ، لكنه تحيّز ضد كل الأطراف التي تمارس الدجل الطبقي على حساب الفهم العلمي ؛ سواء برجوازية أو بروليتاريا أو أي آخر غيرهما .

#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات