أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - مسرحية بيرجنت بين الرمزية والتعبيرية














المزيد.....


مسرحية بيرجنت بين الرمزية والتعبيرية


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


AZمسرحية بيرجنت بين الرمزية والتعبيرية
حيدر الحيدر
من المؤكد وبلا ادنى شكٍ من ان الكاتب المسرحي النرويجي هنريك بوهان أبسن يُعد من ابرز الكتّاب العالميين في ظهور الاتجاه الواقعي ، وأبدع في كتاباته المسرحية التي بلغت 26 مسرحية ومن بينها مسرحية بيرجنت التي يبتعد فيها عن ذلك الإتجاه ، حيث يمزج فيها الوان من الخيال في مسيرة بطلها ، ذلك الفتى الريفي الفقيرالذي يملك خيالاً اسطوريا خارقاً ،متنقلاً من بلد ٍ الى آخر بمغامرات ٍ لا حدود لها بحثاً عن معرفة ذاته !ومن خلال متابعتي لما كتبه المختصون والنقّاد في دراساتهم الممتعة عن هذه المسرحية وجدت ان غالبيتهم قد اجمعوا على انها تنتمي الى المسرحيات الرمزية التي كتبها المؤلف
الا ان تعمقي في دراستها بصورة منفصلة عن تلك النتائج التي توصلوا اليها ، جعلني اجتهد قي القول بانها مزيج بين المسرحية التعبيرية والرمزية .
سيّما ان التعبيرية والرمزية قد نشأتا في زمن متقارب من أواخر القرن التاسع عشر ،
وأن مسرحية بيرجنت قد كتبها ابسن سنة 1867 وقدّمت في دور العرض المسرحي في مدينة أوسلو لأول مرة سنة 1876
من المعلوم ان الرمزية قد نشأت للرد على الواقعية والطبيعية ومن اهم سماتها الإيحاء والتلميح واستعمال الصور الرمزية التي تولد المعاني في ذهن المتلقي ، وكل هذه نجدها في مسرحية بيرجنت لذلك فهي من المسرحيات الرمزية ،الا اننا لو فرشنا سمات المذهب التعبيري لوجدنا ما يلي :
– اشتمال المسرحية على شخصية واحدة تعاني أزمة روحية او ذهنية او نفسية وشخصيات اخرى غير محددة المعالم وهي مساعدة للبطل لتركّز الأضواء عليه .
ونلاحظ هذه الشخصية الواحدة التي هي بيرجنت والتي تعاني من ازمة نفسية تظهر من خلال تصرفاته منذ اللحظة الأولى للمسرحية وتلازمه حتى الخاتمة .
– ان المسرحية التعبيرية عادة تتألف من عدد كبير متتابع من المشاهد والمناظر التي يحط فيها البطل رحاله أثناء تجواله .
وفي مسرحية بيرجنت محطات كثيرة ومتتابعة ومختلفة في طريق البطل ، فهو تارة في مملكة الأقزام يتزوج من ابنة الملك القبيحة ، وسرعان ما نراه في محطة أخرى حيث الغول يقطع عليه الطريق ، ثم بناء الكوخ في الغابة الكبيرة التي لا حدود لها ، ثم العودة الى بلاد الأقزام والانتقال الى بلدته ، وأمه على فراش الموت ، بعد ذلك بيع العبيد في أمريكا ، والانتقال الى الشرق لبيع الأصنام ونسخ الإنجيل في الصين ، ومحطة أخرى هي ادعاء النبوءة في أفريقيا ، ثم الرقص مع الغجرية عند أهرامات مصر ، ثم الإنتقال الى السواحل وملاقاة السبّاك الذي يحاول صهره في بودقته وأخيراً العودة الى الكوخ في الغابة .
أن هذه المحطات تأتي متتابعة وسريعة في مسرحية بيرجنت وفي كل محطة يعبّر فيها بيرجنت عن أزماته ، وإن فسّرها البعض بمحطات أحلام ، لكننا نجدها في المسرح التعبيري .
– في التعبيرية لا بأس ان يكون المشهد الأول من المشاهد الحياتية الواقعية ، وذلك لتسهل الدخول في الموضوع .
ومسرحيىة بيرجنت تبدأ بتوبيخ الام لولدها بيرجنت على تراخيه وكسله ، ثم يحجزها بيرجنت في سطح الدار قبل ان ينطلق الى مكان العرس ، وهذه واقعية تتطلبها المسرحية التعبيرية كما ذكرنا .
– ان الهدف في التعبيرية تجسم تجارب العقل الباطن ، فليس مهماً تصوير المظاهر الخارجية المحتملة الوقوع . وقد دخل أبسن في هذه المسرحية من هذا الباب ، مما جعلنا ان نعتقد انه مزج بين الرمزية والتعبيرية .
ــ في التعبيرية تكون اللغة مقتضبة وسريعة ، وليس فيها زخارف بلاغية ، ورغم ان مسرحية بيرجنت هي قصيدة من قصائد أبسن الا انها ذات لهجة حماسية تتطلبها المسرحية التعبيرية .
– ان يكون التمثيل في التعبيرية سريعاً شديد التحدّر خيالياً متنوع المناظر ، مصحوباً بالموسيقى . ونلاحظ ذلك جليّاً حين يراقص بيرجنت الغجرية رقصة طويلة بين يدي ابو الهول في مصر .
– تستخدم المسرحية التعبيرية احياناً الاقنعة والملابس الغريبة والإضاءة التي تثير الخيال والحركات الإيقاعية . ونلاحظ ان أبسن قد استخدم هذه المفردات بشكل او بآخر .
ـ ان الملاحظات التي ذكرناها ، وجدناها في مسرحية بيرجنت اضافة الى الرموز الكثيفة التي استخدمها أبسن في هذه المسرحية ، مما يدفعنا الى الإعتقاد او الجزم ان مسرحية بيرجنت هي مزيج بين الرمزيةوالتعبيرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر 27/2/2002





#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة بدخان ساخن
- حضرة صاحب المعالي
- انا تعبان
- اليك عنّي وكفى
- تفسير وتأويل النص الدرامي
- 3 قصص قصيرة جداً ( من كوميديا الأحداث )
- حكاية الزهر وأحجار النرد ( قصة قصيرة جداً )
- فقرات من السيرة الذاتية لخليل شوقي
- بغداد الوفا
- الشاعر الغنائي المنسي ابراهيم احمد
- ممحاة الزرباطي طه
- نادي الفيلية الرياضي نادي كل الطيبين من العراقيين
- مراحل تطور الدراما الإغريقية : 33
- مراحل تطور الدراما الإغريقية : 23
- مراحل تطور الدراما الإغريقية : )13
- المقبرة
- الطيف الزائر
- مفردات من لوحة الأحداث
- الذبابة ( قصة قصيرة )
- النهر


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - مسرحية بيرجنت بين الرمزية والتعبيرية