محمد عبعوب
الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 19:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قنبلتان موقوتتان وضعتا مبكرا في دواليب المنظومة الانتقالية للدولة الليبية وذلك بمشورة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا المرتهنة لدوائر التخريب الأمريكية والغربية، وذلك منذ مباشرة هذه البعثة لعملها في ليبيا بعد إطاحة النظام السابق أواخر عام 2011م.. أولى هذه القنابل، قنبلة الأقليات..
مصطلح (الأقليات) دخيل على وعي الليبيين الذين يجمعهم بمختلف انتماءاتهم العرقية والثقافية الانتماء لوطن اسمه ليبيا ، وفي أقصى الحالات انتماء جهوي (طرابلس ، فزان ، برقة) وهو الآخر شعور دخل منذ سبعينات القرن الماضي مرحلة الاضمحلال والتلاشي، ولم يتعامل الليبيون فيما بينهم يوما ما بمفهوم الانتماء العرقي على الإطلاق سواء في عهد القذافي أو في عهد إدريس السنوسي أو حتى في ظل الاحتلالين التركي أو الايطالي.
الانتماء العرقي الذي أعيد إنتاجه بعد فبراير 2011م بإيحاء من بعثة الأمم المتحدة وراعيتها أمريكا تحت مسمى أقليات، ظل حتى تفجير هذه القنبلة مجرد مرجع اجتماعي لا تأثير له على علاقات التعامل فيما بين الليبيين، ولا دور له في وضع السياسات العامة للدولة، وهو بالتالي لم يكن في أي يوم من الأيام حائلا بين المواطن و وصوله إلى أي منصب في الدولة كما لم يكن له أي دور في ضمان حقوق الأفراد التي تضمنها القوانين والانتماء للوطن..
القنبلة الثانية والتي وضعت لتكون قاضية على أي محاولة للخروج من ركام حريق قنبلة الأقليات، وضعت في التعديل الذي فرض على الإعلان الدستوري عام 2012م وأقر بموجبه مبدأ التوافق كشرط أساسي لتمرير أي قرار أو قانون يعرض على المؤتمر الوطني العام، وهو ما يعني في هذه الحالة استحالة تمرير أي قرار أو قانون يعترض عليه عضو واحد في المؤتمر بحكم امتلاك كل الأعضاء لحق النقد "الفيتو"، وهذه القنبلة بالإضافة إلى قنبلة الأقليات لا تزالا تفعلان مفعولهما المعرقل لخروج ليبيا من نفقها المظلم الذي دفعت له بموجب القرار 1973 المشئوم، ويمهدان الطريق لتفتيتها وتحويلها إلى كيانات قزميه متصارعة مرتهنة لقوى خارجية تقضي على أي أمل في خروج الليبيين من ظلام التخلف وبناء دولة المؤسسات والقانون..
#محمد_عبعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟