جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 5099 - 2016 / 3 / 10 - 00:17
المحور:
الادب والفن
أمَلٌ كذوب
يُـــســــاورنـــي شـــــكٌّ يـــهــــزّ ســــريـــرتــــي
بــانّ عِـــراقــــاً نــاهــضـــا قـــد غـــدا حُــلْــمـــا
أســـائــل نــفـــســـي حــائــــرا مُـــتــوجّــــســـا !
أنــرضــى بــأرض الــمــاء أولادنــا تَــظـــمــا ؟
إذا بــلــد الــنـــهــريــن عــطـــشــى هـــزيــلـــةٌ
فــمـعــيــارُ هــــذا الكـــون مــنــكســرٌ أعــمـــى
تَــصــحّـــرتِ الآمــــال يـــأســـــا مُـــعَــــذِّبـــــا
تُــصـاحــبُــــهُ الـخــيــبــاتُ والــذلّ والــحــمّـــى
صــبــرْنـا عــلـى أمـــرٍ مــريـــرٍ ووحــــشــــةٍ
نــعــيــش كــمـا الــمسجـون في سجــنِـه رغمـا
تَــســرّب فــيــنــا الــخــوف يُــــفــزع أهــلَــنــا
وولْــدانُـــنـــا رجـــفٌ وأرعــشــهــمْ جــســـمــا
نُـــقــاد كــمـا الأنــعــام يــسـلـخُــنــا الــعِــدى
فــهــيكـلُــنــا عــظــمٌ وقــد أكــلــوا الــلـحــمــا
ضــعــافٌ بـــلا مــرعــى ، بــكــاءٌ مُــكــابـــرٌ
هـــزالٌ بـــلا حــدٍّ ، أذابــوا لــنــا الشــحـــمــا
أذوق طــعــامـــي غُـــصَّــةً بــعــد غـــصّـــةٍ
أُمـنِّــي رحـيــل الروح لـو صـارَ لــي سُــمّــا
يـتــامى صـغــاري ، أخْــوتــي فــي تــرمّــلٍ
وهـل تسكت الأطـفال اذ تـشــتـهـي الأمّـا ؟ !
فـلــم أرَ أوغـــادا لــصــوصـا بــحـكــمِــهــمْ
أضــاعـوا طريـق النبْــل والخـيـر والـحزْمـا
بُـلـيـنا بـقــومٍ أدمــنــوا الســحــت مــنــهــجا
كبـيـرُهــمــو قــد ضـيّـع العــزمَ والــفـهــمــا
أنـاسٌ صـغـارٌ ، عـقـلُهـم فــي جــيـــوبِــهــم
وحـتى بــذئ الـقـوم مــن خـــيــرهـم أسـمـى
أضاعـوا طـريــق العــدل تــيـهــاً وغـــفــلةً
أشـاعوا بنـا الإجــحــاف والقهــر والظـلمــا
وأهــليَ فــي الأشــتـات نــزحــاً وهــجـــرةً
وهل يــلتـقي الأحبــاب لو مـرنـوا الصّـرما
إذا كـان ســوط الـجــزم رخْــوا بـطـبــعــهِ
يكون سلاح اليــأسِ "لو" عَجَـزتْ " لوما "
حروف امـتـناعٍ ، ضــعـفُـها فـي هوانــهــا
فـلم نـمـتـلـك عـزما ولــم نــتّـخذ عــلـمـــا
شــعــوبٌ تــباري الريــح فـي جـرَيانـهــا
ونحـن شعـوب الــمـوتِ طلــعتُــنا كَـلـمى
لأنّــا أســارى الـفــوضــويـة مــنـهــجــا
وهــم قــوّمـوا المـيـزان أعـدلـهُ حــكـمـا
أحـبّ بــلادي ، مُــنـيـتـي فـي رقــيِّــهــا
وابــكـي إذا الطـــاغــوت يـمـلأها ذمَّـــا
أعـانــقُــهـا وهـي الـحــبــيــبــة دائِــمــا
وأشـبـعـها لــثْــمـا وأعصــرها ضــمّــا
أريد لهــا فـي حــضـرة الكــون مـنـزلا
ورتبتُـها في الأرض سـبّــاقةٌ عـظمــى
مـتى يستـوي المــيزان قـسطاً بِـعـدْلِــهِ
نـرى ثمراتِ الخيــرِ والأمنَ والسّـلْـمـا
جواد غلوم
[email protected]
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟