سامان نوح
الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 17:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- غابت الفعاليات والاحتفالات عن مدن كردستان اليوم في ذكرى انتفاضة آذار ضد نظام حزب البعث، وبدا الاحتفال الرسمي خجولا وقلقا في رانية مهد الانتفاضة الكردية، التي منعت فيها اقامة فعاليات ونشاطات خاصة بالمناسبة، كما منع النقل التلفزيوني المباشر من شوارع وازقة المدينة، وحتى البرامج الحوارية منع بثها من المدينة، واستقدمت تعزيرات امنية غير مسبوقة لحماية عدد قليل من المسؤولين الذين قرروا الاحتفال واطلاق الشعارات (كل شيء تمام.. سنمضي الى الأمام).
- الاستعدادات الأمنية للحزبين الكرديين الحاكمين بالشراكة منذ 25 عاما (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني)، والتصريحات الحزبية المتوجسة والمحذرة من وجود "مخططات" لاستهداف الاقليم داخليا عبر تعاون بين حزب كردي بالاقليم وحزب العمال الكردستاني، تؤكد ان الحزبين خائفان من مواطني الاقليم عموما وحتى من الجمهور الذي تعود ان يصفق ويرقص لهما.
- سياسيون ونواب يتحدثون عن غضب مكبوت في الشارع الكردي، ضد الفساد وتسلط الأحزاب، وتحكمها بكل مفاصل الحياة، واحتكارها للاقتصاد والتجارة والسياحة، وحتى لنشاط المجتمع المدني والديني، وابتلاعها للمناصب الصغيرة كما الكبيرة، واستغلالها لكل منصات القرار لسلب مزيد من الامتيازات، وخلقها لدولة الحزب والمكاتب السياسية... منبهين الى ان الغضب قابل للتفجر من حيث لا يتوقع احد، ما ينبئ بمزيد من الفوضى والخسارات السياسية والقومية لكل الكرد والاقليم.
- كتاب ومحللون يتحدثون، عن تصاعد كبير في الفوارق الاجتماعية، وعن تحول المجتمع الكردي الى طبقتين لا يجمعها جامع تعيش كل واحدة في عالم مختلف، وعن فساد اداري مجتمعي قيمي، لا يقارن بأي فساد عرفه المجتمع الكردي في تاريخه الحديث (فالسارق يسرق دون خجل ودون خوف من حساب)، وعن الفشل في تحقيق الديمقراطية والتبادل السلمي للسطلة وبناء المؤسسات المدنية وضمان الحريات الأساسية وتحقيق العدالة الاجتماعية ووقف التمييز والاحتكارات، وهي الجزء الأساس من أهداف انتفاضة آذار الكردية.
- كتاب وباحثون يتحدثون، عن خلل اجتماعي خطير، يفرغ كردستان من مكوناته، ويجعل الكردي الفيلي يشعر بالتهميش، ويدفع الكردي الايزيدي الى حساب نفسه مواطنا من الدرجة الثانية يتسلل للهروب مع اي فرصة بحثا عن اي وطن بديل، ويحمل المسيحي المسالم المكافح الى الرحيل الأبدي.
- كتاب يتحدثون، عن فشل في اقامة اقتصاد قوي وحيوي، وعن فشل خلق سياسات كردية موحدة، وعن فشل توحيد الاقليم المقسم امنيا وعسكريا وحتى اداريا الى اقليمين، وعن غياب خطاب كردي موحد، واستراتيجية عمل جامعة، وعن الفشل حتى في ابقاء جذوة الروح القومية كما كانت قبل عقدين ونصف.
- حتى الشعارات القومية الكبيرة، والخطب الحماسية، والوعود الثورية، تراجعت من على المنابر التلفزيونية وعلى منصات الخطابة الحزبية، لتأخذ محلها خطاب التساؤلات والشكوك والاتهامات وحسبة الانكسارات المحتملة.
#سامان_نوح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟