غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نـــدوة.. نـــدوات... جـمــعـيـة.. جــمــعــيــات!!!...
بدأت بعض التجمعات الصالونية (السورية) تظهر بمدينة ليون LYON الفرنسية, وهي مدينة جامعية كبيرة, وتعتبر ثانية المدن الفرنسية.. هذه التجمعات السورية.. الرجال على حدة, والنساء على حدة. ليس في البيوت والصالونات فقط. إنما بتواريخ وأيام اجتماعاتها... مثل اجتماعات ــ أيام زمان ــ لدى العائلات البورجوازية المعروفة, والتي اندثرت عراقتها خلال السنوات البعثية.. وخاصة خلال سنين الحرب الخمس الأخيرة.. ما عدا من انتفخ منهم مجددا ثراءه, بالتزامه الغير مشروط كليا مع الحلقات البعثية المشاركة بهيكل قاعدة السلطة... النساء تتحدث عن الذكريات الدمشقية والحلبية, والخدم والحشم, وعن الطبخات السورية المعروفة... والرجال طبعا.. عن آخر حلول للأزمة السورية, والفترة الانتقالية, ومشاريعهم الآن وفيما بعد.. عندما تهدأ الأمور.. والمصالحات و"تبويس الشوارب" المعتاد بين مختلفي الأمس, ومتفقي اليوم على تقاسم مرابح تجارات أوهام المستقبل.. وأسعار الدولار والأورو بالنسبة لليرة السورية, والتي قيمة طبعها وورقها اليوم, يفوق قيمتها الشرائية, بأي سـوق خضرة مهدم.. بأية مدينة محتلة من داعش وحلفائها.. أو بأية مدينة غير محتلة, كاللاذقية وطرطوس وبعض المدن القليلة الأخرى...بالطبع يجري التقييم كل صباح, على تلفوناتهم المحمولة أغلى موضة وآخر موضة, مع القهوة السورية ــ طبعا ــ لحساب ما تبقى من ممتلكاتهم الباقية هناك.. أما لمتابعة تجاراتهم المختلفة.. أو لتصريفها وبيعها, للتجار الباقين هناك المتخصصين بابتلاع كل ما يمكن شــراءه, بربع أو عشر أسعاره المعقولة السابقة...
جمعيات هنا, تشبه ندوات المتقاعدين والسن الثالث أو الرابع, بدول العالم الثالث.. والرابع.. حتى التاسعة والتسعين أو أكثر... يعني أنها ندوات (تقطيع الوقت) كما يقول الناس هناك... خلاف المتقاعدين بهذا البلد الذين ينتمون غالبا لجامعات السن الثالث Université du troisième âge ليتمموا ويغذوا ثقافاتهم وميولهم الأدبية والفلسفية والسياسية... أما نـــحـــن؟... صالونات.. لقاءات وتجمعات طعامية.. ومشاريع تجارية (وهمية) مختلفة.. وحلول سياسية (وهمية خنفشارية) أكثر وأكثر... لا تؤثر ولا تثمر ولا تحرك أي واقع إنساني حقيقي هناك أو هنا.. وحتى على الأقل بموضوع اللاجئين السوريين الذين يتوافدون إلى هنا.. والذين اهتمت بهم ــ فقط ــ جمعية أسستها سيدة سورية ــ فرنسية, عملت بمجال التعليم سنوات طويلة بدمشق.. متابعة هنا مجانا, بعزم وإيمان ونشاط إنساني, مع بضعة فتيات سوريات رائعات وطبيب شــاب ســوري رائع النشاط والاهتمام الإنسانيين الكاملين..... واسم جمعيتهم رابطة الياسمين Association Al – YASMINE, تذكيرا بياسمين دمشق, يهتمون بمساعدة اللاجئين وعائلاتهم, ويقدمون كل ما يلزم لخدمتهم والتوسط والترجمة مع الإدارة المحلية, وتعليم اللغة الفرنسية لهم, بمساعدة فرنسيات وفرنسيين من مدينة ليون... نشاط هذه الجمعية حقيقي إنساني منتج.. دون منفخة بورجوازية.. وبكل أخوة إنسانية صامتة.. لا تشبه تلك التجمعات التي نوهت عنها ببداية كلماتي هذه.. والتي غايتها الوحيدة توطيد لــف واستقطاب أعداد بشرية هيتروكليتية حولها.. لا تربطها أية غاية.. رغم اختلاف أساليبها وتحليلاتها وأفكارها وغاياتها الباطنة والظاهرة.. سوى تظاهرات ومنفخات بورجوازية وزعامات وهمية.. لا تغني ولا تثمر بهذا البلد الأوروبي العتيق الذي أولى قواعده العلمانية والصدق والصراحة.. وخاصة عدم المواربة واللف والدوران.. وخاصة اللغة الخشبية العربية المألوفة.. والتي اعتادوا عليها بكل تجاراتهم الكلامية بالبلدان التي أتــوا منها.. وترونهم مكررين كل صباح قصصا ومدائح يتبادلونها على صفحاتهم الفيسبوكية.. وما سمي ألف مرة خطأ.. وسائل التواصل الاجتماعي.. دون أن يغيروا عاهاتهم الاجتماعية.. ولا مساعدة طفل لاجئ واحد, باجتماعاتهم وسهراتهم وحفلاتهم ونقاشاتهم.. ومحاولات " جمع شملهم " الوهميه.
نقطة على السطر..........
********
قراءات على التلفون المحمول...
بعض القراء المترصدين ممن يحملون التلفونات آخر موضة.. يقرؤون من وقت لآخر مختارات لا تتجاوز سطرا أو سطرين من مقالاتي, ويرسلون سهام انتقاداتهم المبطنة, على الشكل دوما, دون الالتفات أو الاهتمام بالجوهر, والذي لا يفهمونه على الإطلاق.. لأن غايتهم المثلى, نقد محاولاتي ضد اعوجاجاتهم البعثية العتيقة, وتجاراتهم التي بنيت على تراكم الفساد.. وكانوا أول من غادر الباخرة ــ سوريا, لما عصفت بها الصواعق والرياح.. محملين كما ذكرت عشرات المرات, بحقائب الدولارات والأورويات... منتظرين مرور العاصفة, بصالونات أوروبية دافئة.. آملين أن يعودوا لــمــلء المناصب القديمة الشاغرة.. يطبق عليهم المثل السوري العتيق المعروف " تيتي.. تيتي.. متل ما رحتي.. متل ما جيتي " دون أي اهتمام منهم ولا أي درس... لأنهم لم يفهموا أن الكارثة التي أصابت ســوريـا.. حتى وصلنا إلى داعش وحلفاء داعش وحاضنات داعش.. تفجرت من مشاركاتهم بمسببات هذه المصيبة الإنسانية.. بعماهم وتعاميهم وصمتهم وغبائهم.. وأخيرا عدم استيقاظهم من هذا التحشيش الجماعي.. وعدم فهمهم اليوم لما أكتب وأصـرخ.. وتفسيراتهم لما يــجــري.. كأنه ما من شــيء.. ولا أي أثــر من تسونامي النكبات التي أصابت هذا البلد اليائس البائس الحزين.. يغير عاداتهم أو طرق عيشهم وتقاليدهم وبرجزاتهم المعتادة.. والكلام.. ثـم الكلام.. ولا شــيء ســـوى الكلام.. دون أية نتيجة حقيقية ملموسة هنا.. أو تفيد هـــنـــاك...
*************
عــلــى الـــهــــامـــش :
ــ أنـيـس شـــوشـــان
أنيس شوشان شاعر وفنان تونسي كتب قصيدة أسمها " عليكم سـلام "..يمكنكم مشاهدتها على اليوتوب YouTubeأو على غوغل Google
https://www.youtube.com/watch?v=sjrf5QO61CI
أرسلتها لي صديقة كاتبة وباحثة اجتماعية, عراقية المولد.. تعيش بالسويد, حيث لجأت منذ أكثر من عشرين سنة... استمعت لهذه القصيدة التي تمثلنا.. تمثل مجتمعاتنا " الغنمية " هناك وهنا.. استمعت إليها عشرات المرات.. عمرها سنة.. كأنما عمرها عشرات السنين.. تمثل أخطاءنا.. انحرافات تحاليلنا.. منفخاتنا.. أوهامنا.. سياساتنا.. حكامنا.. أحزابنا.. مجتمعاتنا.. هــنــاك وهـــنـــا.. كل انحرافاتنا الفكرية.. وتقليدنا وتقاليدنا.. وشريعتنا وشرائعنا المتحجرة الجامدة... وكل ما اعتدنا عليه ــ خطأ ــ ولم نتعظ...
اربعة دقائق.. تمثل موسوعة اجتماعية انتقادية... رتلها هذا الشاب التونسي الفنان الحقيقي الكامل.. ورددها.. ورددها بمحافل أدبية متعددة.. ولكن لم يسمعها تجار الفتاوي والخطابات الخشبية... هذا الشاب من أجل هذه الكلمات الصريحة الشجاعة الجريئة.. يستحق أعلى الجوائز...
كم أتمنى أن يسمعه الحكام.. كم أتمنى أن يسمعه تــجــار الكلام والفقه والفتاوى.. ومن يقررون مصائرنا بالعالم العربي والإســلامي... وجالياتهم ومهجروهم .. بكل مــكــان...وهل تبقى لنا مصير؟... كلماته تمثل كل خطايانا وأخطاءنا وحكايانا وتجمعاتنا وجمعياتنا الفاشلة... إسمعوها يا أهلي ويا أهله... من يدري؟.. قد تفهمون بعض ما يصرخ... وهل يا ترى ســتــفــهــمــون؟؟؟................
ــ نــقــاش بــســيــط
سيدة سورية, من زبدة الجالية السورية البورجوازية بهذا البلد, مجيبة على انتقاداتي للفساد الذي أصبح قاعدة وشريعة وقانونا دارجا, بالمؤسسات السورية الحكومية والخاصة, خلال الخمسين سنة الماضية وأكثر.. بأن بلاد العالم كله يــعــم فيها الفساد بأشكال متنوعة مختلفة.. من أمريكا لأوروبا والغرب والشرق والصين... وليس الفساد اختصاص ســوري فــحــســب... وأن الدنيا من أقدم الأزمنة " مـــاشـــيـــة " بهذا الشكل... وراحت تعدد لي أمثالا عما حدث بفرنسا وبعديد من حكومات العالم, عن فضائح نشرت بالصحف... فأجبتها نعم يا سيدتي... بعض جوابي.. موجود بنهاية جملتك.." فضائح نشرت بالصحف"... وهل وجدت يوما بأي بلد عربي صحف؟؟؟... وهل عرف العرب بأي يوم من الأيام أي فكر.. أو ديمقراطية.. أو حرية تعبير.. حتى يخلق جيل إصلاح وفكر وشجاعة وحرية... إذن كلنا شــركاء ببلاوينا ومصائبنا... وعلى كل واحد منا أن يقف أمام مرآته المكسرة العتيقة متسائلا : ماذا فعلت.. ماذا أعطيت لبلدي.. وكيف ساعدت بلدي.. وماذا سبيت ونهبت من بلدي؟؟؟...
ولكل حادث.. حـــديـــث!!!................
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية إنسانية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟