|
عبد الناصر : الحقيقة والاسطورة ( 2- اخير )
هشام حتاته
الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 09:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنويه : اعتقد البعض اننى احمل حقدا وكراهية شخصية لعبد الناصر ، والحق اقول لكم : انا وعائلتى كلها من المستفيدين من عصر عبد الناصر ، كان شقيق والدى هو اللواء صلاح حتاته صديقا شخصيا لعبد الناصر وان لم يكن ضمن تنظيم الضباط الاحرار لانه كان اكبر فى الرتبه منهم ، وعين مديرا لسلاح المشاه وهو برتبه عميد وكانت السابقة الاولى والاخيرة فى مصر ، وجاء عبدالناصرالى بلدتنا فى ضيافة والدى هو وجميع اعضاء مجلس قيادة الثورة عام 1954 ، وتم تعيينه عمى رئيس الدائرة الاولى فى محكمة الشعب التى حاكمت الاخوان المسلمين ـ واختلف عمى من عبدالحكيم عامر وترك الجيش فقام عبدالناصر بتعيينه قائدا عاما للدفاع الشعبى ، وتعيينه عضوا منتدبا من مجلس قيادة الثورة فى اربع شركات كبرى ، وعندما دخل انتخابات مجلس الشعب اغلق له الدائرة حتى لاينافسه احد ، واصبح رئيس لجنة الدفاع والامن القومى فى المجلس وعندما مات عام 1963 اطلق اسمه على المدرسة الثانوية بالمركز وعمل له تمثال نصفى فى مدخل قريتنا علاوة على العديد من المراكز الهامة التى شغلها عددا من افراد العائلة فى الشرطة والجيش والقضاء ولهذا فمعظم عائلتنا تدين لعبدالناصر بالولاء ، وورثت عنهم حبى له حتى جائت هزيمة 1967 فاهتزت قناعاتى ، ومع تداعيات الهزيمة تركت عواطفى جانبا وبدأت افكر بطريقة نقدية ، لاننى اكتب للتاريخ بمنتهى الحيادية ــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهينا فى المقالة السابقة بطرح سؤالين فى منتهى الاهمية : -لماذا لم تتدخل القوات الانجليزية المودة فى القناه لحماية الملك -ولماذا بدات الثورة بالغربة فى تطهير الجيش قم انتهت فى رحيل الملك وقلنا ان هناك معامل آخر خارج الصورة كان العم سام
العلاقة بين ضباط الثورة وامريكا معروفة للمتابعين وذكرها كل من هيكل ومصطفى امين فى عدة كتب ومقالات ، وجلال كشك نشرها بالاضافة الى توثيقة للعلاقات المصرية الامريكية فى بدايات الثورة فى كتابه الضخم ( ثورة يوليو الامريكية ) ومن يريد ان يطلع على الكتاب عليه بالرابط التالى http://www.4shared.com/office/pnlNZEhK/___-___.htm وايضا كتاب لعبة الامم لرجل المخابرات الامريكية فى مصر ( مايلز كوبلاند ) الذى تواجد بمصر فى بدايات الثور، وتعاونه الوثيق مع عبدالناصر والكتاب موجود ايضا على النت لمن يريد تنزيلة على الرابط : http://www.4shared.com/office/TtQoy_B0/__-__.html
ويمكننى ان الخص العلاقات الامريكية مع عبدالناصر بالتالى : خرجت امريكا منتصرة بعد الحرب العالمية الثانية فى وقت حل الدمار بمعظم اوروبا ، وكان من الطبيعى للمنتصر وصاحب القوة العسكرة الاكبر فى العالم ان يكون له مناطق نفوذ ، ولما كانت انجلترا وفرنسا يقتسمون العالم تقريبا فكان من الطبيعى ان تكون مناطق نفوذ امريكا على حساب ايهما او كلاهما . فى بداية اربعينيات القرن الماضى انتشر الفكر الماركسى بين معظم المثقفين المصريين لما يحملة من قيم العداله الاجتماعيه فى وقت كان كل فلاحى مصر وعمالها يعملون لدى كبار الملاك واصحاب المصانع بالحد الادنى من الكفاف ، كان كل فلاحى مصر حفاه ، مما دعى مصطفى وعلى امين باقتراح على الملك قاروق بحملة ( محاربة الحفاء ) والتى تعنى حذاء لكل فلاح . كانت مصر مقبلة على ثورة ماركسية، وكانت ثورة 1952 هى طوق النجاه من هذه الثورة ، فلهذا لانستغرب ان تهتم بها امريكا وتعمل على دعمها فوجود 50 الف جندى بريطانى غربى قناة السويس وتدخلهم لصالح الملك قد يكرر ماساه ثورة عرابى ، وعبد الناصر يعى هذا جيدا ، وكان منع تدخلهم هو مهمة امريكا ولكن هيكل يقول قولا لايصدقة عاقل : ان عبدالناصر قابله يوم 18 يوليو قبل الثورة بخمسة ايام وابدى مخاوفه من تدخل الانجليز الا ان هيكل طمانه بان الانجليز ليس لديهم القدرة على التدخل السريع ( وكان الضابط عبدالناصر لايعرف هذه الحقيقة التى يعرفها هيكل ) فمعنى هذاعبدالناصر لم يبدى مخاوفة من تدخل الانجليز الا قبل الثورة بخمسة ايام وفى حديث عابر مع هيكل ... شفتوا الاستخفاف بالعقول اما الحكاية الكوميدية التى يقولها هيكل ايضا هى اختيار على صبرى للذهاب الى الملحق الجوى الامريكى ليله الثورة ليبلغه بقيامها ويطلب منه بصفه العلاقات الشخصية بين زوجتيهما ان يمنع التدخل البريطانى ، فيقوم الملحق بمحاطبة السفير الامريكى الذى يقوم بدورة بمخاطبة وزاره الخاريجية الامريكية التى تبلغ الامر للرئيس الامريكى فيتصل برئيس الوزراء البريطانى يحذره من التدخل ... !! كل هذا من اجل عيون صداقة زوجتيهما .... !!! انها احدى استخفافات هيكل بالعقل المصرى عبدالناصر يخشى تدخل الانجليز قبل الثورة بخمسة ايام فيقوم هيكل بطمانته ، ثم ينتظر حتى ليلة قيام الثورة ويرسل لهم مبعوثا كل مؤهلاته ان زوجته صديقة الملحق الجوى الامريكى ؟؟؟؟ ولكن على صبرى اكثر وضوخا من هيكل ، ففى حديث صحفى له فى نوفمبر 1986 نراه يقول حرفيا (اعتقد ان الامريكان وجدوا فى الثورة فرصة ، فهم بمساندتهم لها يستطيعوا ان يقلصوا النفوذ الانجليزى وتحل امريكا محلهم ، وكان هذا هدفا استراتيجيا لامريكا بعد الحرب العالمية الثانية ، ومصر مفتاح الشرق الاوسط ، واذا استطاع الامريكان ان يزعزوا النفوذ البريطانى فى مصر وبالتالى المنطقة العربية ، وكانت هذه هى الارضية المشتركة التى عمل عبد الناصر على اللعب بها ، فهناك تناقض بين الاستراتيجية الامريكية والاستراتيجية البريطانية ، وهذا لايعنى ان تاييد الامريكان للثورة كان تاييدا مطلقا ، ولكنه بهدف تثبيت اوضاع الثورة ثم الانطلاق منه الى تقليص النفوذ البريطانى تمهيدا للسيطرة ) انتهى ، ص 32 ثورية يوليو الامريكية لمحمد جلال كشك وفى النسخه الانجليزية من كتاب هيكل ( قصه السويس ) والتى عنونها بـ ( قطع ذيل الاسد ) نراه يكتب على الغلاف ( الناصرية ليست الا فصل من قصة إحلال امريكا وسيطرتها وهيمنتها مكان الاستعمار القديم ) هذا هو الفارق بين ان يتحدث للغرب الذى يعى الحقيقة والشرق المغيب اعلاميا وهناك الكثير عن علاقة عبدالناصر بامريكا قبل الثورة يمكن ان يروى ، ولكنه خارج عن سياق المقالة وظلت هذه العلاقة قائمة بل ان امريكا اقترحت على عبد الناصر تحالف مع السعودية لتكون الضلع الثالث فى المثلث الامريكى ( مصر- السعودية – اسرائيل ) الا ان عبدالناصر كانت تحركة عقدة الفالوجا ، لم تسجيب امريكا لكل طلباته من السلاح حتى تحفظ لاسرائيل التفوق الكيفى ، فكانت صفقة الاسلحة الروسية مع روسيا تحت الغطاء التشيكى ورغم هذا بقيت العلاقة بين عبد الناصر وامريكا من قبل قيام الثورة حتى بعد العدوان الثلاثى على مصر الذى ارغمت فيه امريكا كل من انجلترا وفرنسا واسرائيل على الانسحاب من مصر ، لترث الامبراطورية الامريكية الصاعده مكان الامبراطويات القديمة
ونعود الى بدايه الثورة ومنع امريكا انجلترا من التدخل لحماية الملك ، لنعرف ماجرى فى الغرف المغلقة بين عبدالناصر وامريكا فى الايام الثلاثة الاولى من الثورة والتى ادت فى النهاية الى ارتفاع سقف المطالب من تطهير الجيش الى رحيل الملك ، واذا قارنا ذلك بما حدث فى الايام الثلاثة الاولى من ثورة 25 يناير 2011 سنعرف السبب فبعد ان تم اسقاط جهازالشرطة والضغط على رئيس الاركان وقتها المتواجد فى امريكا ( الفريق سامى عنان ) لعدم تدخل الديش لصالح مبارك اعطت امريكا الضوء الاخضر للاخوان للنزول الى ميدان التحرير وقيادة الجماهير المحيش دينيا والمعبأ بكراهية الشرطة الى مهاجمة كل المرافق الشرطية والسجون نفس ماحدث فى الايام الثلاثة الاولى من ثورة 23 يوليو 1952 ، فبعد ان ضمنت امريكا عدم تدخل انجلترا ، ورات الشارع المصرى يتجاوب من الثورة ، اعطت الضوء الاخضر للضباط بالمطالبه بطرد الملك
ونجح الانقلاب او ما اطلق عليه (الحركة ) واصبح فيما بعد ( الثورة ) ولكن فى الوقت الذى تعاملت فيه اسرائيل مع الراى العام الامريكى ، تعامل عبدالناصر معها بصفة تكوينه التآمرى عن طريق قناه المخابرات وعميلها فى مصر مايلز كوبلاند
بعد العدوان الثلاثى بدات الطرق تختلف عبدالناصر تدفعه عقدة الفالوجا ويريد الثأر من اسرائيل وامريكا لن توافق ، وبعقدة الفقر اراد عبدالناصر الاتجاه الى الاشتراكية التى ترفضها امريكا وكان الفراق والباقى معروف الانقلاب على الغرب وامريكا وصناعه الكراهية وتاصيل فكر المؤامرة واخذت الدائره تتسع بعد هزائم عبدالناصر فى اليمن وحرب يونيو وافشال الوحدة مع سوريا وبدات اكبر عملية غسيل دماغ للمصريين التى استمرت تداعياتها الى اليوم مع التاصريين
**غسيل الدماغ هو استخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه، ويسمى أيضا غسيل المخ أو لحس المخ (أو الدماغ) أو التفكيك النفسي. بغلق كل نوافذ الراى الاخر ليصبح الدماغ اسيرا لمقولة واحدة وفكر واحد يترسخ لديه فى اللاشعور ـ واستعمال مقولة جوبلز ( اكذب اكذب فسوف يصدقك الناس يوما ) بدأت بتأميم الصحافة وقصرها على هيكل ، واسكات اى معارضة بالاعتقال والسحل والتعذيب ليبقى فى النهاية صوت واحد للزعيم وكاهنه الاكبر ( هيكل ) وقيل وقتها : تستطيع ان تقرا بداية الخبر فى صجيفة الاهرام ونصفه فى صحيفة الاخبار ونهايته فى صحيفة الجمهورية غلق كل الابواب الا صوت الزعيم وافكار الزعيم وانتصارات الزعيم وتبريركل هزائم الزعيم ، حتى اطلق هيكل على الهزيمة المدوية فى الخامس من يونيو 1067 اسم ( نكسة ) وعلى انفصال سوريا وهزيمة حرب اليمن مؤامره ، حتى ان الخروج من مصر لم يكن الا بتاشيرة خروج اغلقت كل ابواب الفكر الآخر والراى الآخر وانطلق صلاح جاهين يكتب وعبدالحليم يغنى ، حتى ام كلثوم اجبروها ان تغنى لناصر ( ثوار مع البطل اللى جابه القدر... رفع رايتنا لفوق لما ظهر ..... الخ ) ، واذاعه صوت العرب تدوى بانتصارت الزعيم وانطلاقا من عقدة الفقر اصدر القوانين الاشتراكية والقطاع العام الذى اصبح فيما بعد وبالا على مصر ولم ينتج لنا الا ذوى الاعاقة الفكرية وانطلاقا من عقدة الفقر وعقدة الفالوجا بدأ انتفاخ الذات للتعويض النفسى فاصح الزعيم قائد الثورية فى العالم ومحرر الشعوب حتى كان الهزيمة المروعه والتى عشتها واكتويت بنارها فى بداية شبابى فكفرت بالزعيم والى اللقاء فى موضوع آخر
#هشام_حتاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)
-
اللاوعى محرك التاريخ 2/2
-
ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر
-
اللاوعى محرك التاريخ
-
اكذوبة الاصل الآرامى للقرآن
-
اشكاليات فى الفكر الدينى
-
هل كان ابراهيم التوراتى ديوثا ؟
-
من هشام حتاته الى القمص زكريا بطرس
-
رؤية تحليلية لسقوط طائرة شرم الشيخ
-
العلاقة العكسية بين القهر والابداع
-
السيسى وشباب البنطلون الساقط ... !!
-
فى حضرة الفرعون العظيم رمسيس الثانى
-
البغاء المقدس
-
كتاب الموتى ومِنسَأَة النبى ابراهيم
-
المرأة فى الاسلام ( 3- اخير )
-
نيرون العرب يحرق اليمن
-
الاسلام مع المرأة (2)
-
المرأة فى الاسلام
-
رحلة المراة من التقديس الى التبخيس
-
قدم النبى محمد واسطورة خالد بن سنان
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|