منتظر العمري
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 21:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يصدر أمر شعبي فيعتبر لازم التنفيذ، ونافذ منذ صدوره، ترقن قيد الشهرستاني في العديد من الجامعات العراقية وطرد من جامعة المثنى ومنع من دخول عدة جامعات كانت اولها المثنى وبعدها الكوفة وكربلاء وتطول قائمة الجامعات التي حضرت على الوزير حسين الشهرستاني دخولها، كان القرار طلابي خالص بعيداً عن التصفيات السياسية وقريبة من موجة الاحتجاجات التي تشهدها ساحات البلاد ضد الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي تعصف بالوطن.
قرار المنع الشعبي لا مجال له ان ينقض او يستأنف بل كان الحكم نهائي ولا مجال للأدوات السياسة كاستخدام المال السياسي لشراء الذمم والرجوع عنه، اصوات الطلبة الغاضبة والهجوم العفوي على وزير التعليم العالي يرجع الى الاذهان الدور الريادي والكبير الذي كانت تلعبه شريحة طلبة الجامعات في تاريخ العراق الحديث، صور الإطاحة بالأنظمة الفاسدة واجهزتها القمعية وحالة الرفض كانت غائبة منذ عقود من الزمن والسلطات المتعاقبة كانت تدير هذه الشريحة كيفا تريد وتوجهها كيفا تحب من خلال اجهزة مختصة وبرامج متخصصة في التجهيل والاشغال.
الزي الطلابي والايادي المرفوعة والاصوات الغاضبة وامام اجهزة الجامعات الموجه ضد الطلاب، استرجع الطالب العراقي صورة مكانته التي كانت مغيبة وصوته المكتوم وأرادته المستلبة، حتى يطرح نفسه جزء من معادلة العراق الجديد الذي استلبته ايادي الفساد وسقط متقشفاً ضحية جيوب ساسته الشرهة.
حراك ايجابي جديد غاب طويلاً يحتاج من الطلبة ان يديموه، ولا يتنازلوا عن حراكهم امام أي ضغط كان ويطرحوا انفسهم ككتلة بشرية كبيرة ضاغطة تنتزع حقوقها بنفسها ولا تحتاج أي جهة "تمثل عليها"، وتحارب الفاسدين الذين يرجع لهم الدور في تأخر البنية التحتية والعلمية للجامعات.
#منتظر_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟