أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عساف - الحل السياسي في سورية ضرورة دولية و ضرورة سورية














المزيد.....

الحل السياسي في سورية ضرورة دولية و ضرورة سورية


سامر عساف

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 13:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحل السياسي في سورية ضرورة دولية و ضرورة سورية


ينتظر السوريون كما كثيرٌ من البشر الهدنة المزمع تنفيذها ابتدأً من السبت القادم بين النظام و المعارضة في سورية, لما يمكن ان تعنيه من وقف النزيف السوري المستمر منذ خمس سنوات. لاشك, ان الاتفاق على هذه الهدنة, أولاً دولياً و ثانياً محلياً, هي نقطة تحوّل هامة في الأزمة السورية, التي استعصت على الحل و تحولت الى أزمة اقليمية و دولية بأبعاد عديدة.
تأتي اهمّيتها بالدرجة الأولى للتحول الحاد للموقف الدولي من أولوياته في سورية و من خلال الاعتراف بروسيا كلاعبٍ اساسي و صاحب الدّور الأول في سورية. فالهدنة تهدف الى "وقف الاعمال العدائية بين النظام و المعارضة", مستثنيةً كل من "داعش و جبهة النصرة و المنظمات الإرهابية الأخرى التي يصنفها النظام الدولي", هذا التوصيف يعطي لروسيا و النظام الشرعية في استهداف جبهة النصرة المنتشرة في جبهات عديدة على الساحة السورية من الشمال الى الجنوب, كما يتبطن شرعية استهداف الفصائل المتحالفة معها و أهمها حركة أحرار الشام.
تعود هذه الصياغة في جوهرها, الى تلاقي أولويات الغرب مع المصالح الروسية في المنطقة. لم يعد للغرب مصالح في سورية كما هو الحال قبل خمس سنوات, فسورية خرجت من المعادلة الإقليمية ولم تعد تشكّل اي تهديد لإسرائيل, بعد تخليصها السلاح الكيماوي و استنزاف طاقاتها, كما تم توريط حزب الله في معركة استنزفت الكثير من رجاله و شرعيته في المنطقة, كما ان الاتفاق مع ايران أنجز ولم يعد الملف السوري ورقة ضغط يمكن الاستفادة منها, كما اصبح الصراع العربي الاسرائيلي و القضية الفلسطينية قضية ثانوية على حساب تعويم صراع سني شيعي, على صعيد آخر تمّ توريط روسيا في حرب تستنزف اقتصادها المحاصر و المريض بطبيعة الحال.
لذلك تقع أولويات الغرب الآن في اعادة السيطرة على الأزمة التي بدأت تتسع دوائرها واعادة الاستقرار الى المنطقة خوفاً من تحولها الى بؤرة ارهابية تهدّد حياته الآمنة و الرغيدة, كما توضّح للغرب, ان الإجراءات التي اتخذها للحدّ من الهجرة من خلال القوانين التي سنّها أو من خلال دفع الأموال الطائلة لحكومة أنقرة, لم تؤت أكلها و لابد من إعادة الاستقرار الى المنطقة للتغلّب على هذه المشكلة.
جاء رد بوتين على محاولة طرده من شرق المتوسط عنيفاً, حازماً ودخل السجال السوري السياسي و العسكري بقوة غير مساوماً على مصالح روسيا في شرق المتوسط. كان للحزم الروسي و سياسية بوتين الذي يحاول تسويق نفسه بالجندي المقدام الحامي للغرب من "الإرهاب الاسلامي" دوراً مهماّ في تحوّل الخطاب الغربي و موقفه, فهو ليس مستعدّاً لمواجهة بوتين في سورية و قد عزف عن ذلك في شرق أوروبا, كما أنّه لا يرى ضيراً في تقبّل عرض بوتين الذي سيوفر علية الكثير ولسان حاله يقول "لندعه يصارع داعش و القاعدة ونستمتع بالمشاهدة و التصفيق" أو " ديكتاتور بلا أنياب, خيرٌ من ديمقراطية تعطي مساحةً للتكفيرين كما حصل مع حماس".
تضع هذه القراءة المعارضة السورية بين فكيّ كماشة, فان رفضت الهدنة فهي تقامر بالشرعية الدولية التي جمعتها في السنوات الماضية, وربما يتخلّى عنها اصدقاءها الغربيون, وهي تنهزم عسكريا في مواقع كثيرة في سورية حالياً, و ان قبلت بها فهي تعي قصّة الثور الأبيض وربما سيتوجّب عليها القبول بشروط النظام للخروج من الأزمة.
في ظل هذه المتحولات يتعيّن على المعارضة التحلّي بالواقعية السياسية و الخروج من الأوهام السعودية و التركية, من خلال الاستفادة من هذا التلاقي الدولي و البناء علية بما يضمن بالدرجة الاولى حقن دماء السوريين ومن ثم الاتفاق مع النظام على شكل وطبيعة المرحلة القادمة.
.



#سامر_عساف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال الاستاذ ياسين الحج صالح -في صدد تحركات بشرية مرا ...


المزيد.....




- -أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي ...
- إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت ...
- تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
- باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ ...
- لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا ...
- بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا ...
- آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
- محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عساف - الحل السياسي في سورية ضرورة دولية و ضرورة سورية