زكرياء قانت
الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 03:39
المحور:
الادب والفن
الأماني ..كل ما يحلم به هذا الجيل هو قينينة "سيبي" حقيرة مقطرة من دالية عنب ،أو بيرة شعير مخمر و صديقة أتت من البلاد لتكتري بيتا من أجل الدراسات الجامعية ،تتعطر و تخرج في أبهى حللها لتقطف ثمار الحب.
الشاب الذي أتى من أكادير له حلم كذلك راوده في ذروة التخدر، لكنه لم يتحقق ،الإجازة أخدت لتتبعها شهادة العطالة بوسام من درجة بائع سجائر .
هذا الوطن ليس وطننا نحن البؤساء القابعون في الردهات، هذا وطن سكان جيليز و أكدال يلبسون ساعة الروليكس و حذاء الكوتشي، أما نحن فليس في جعبتنا إلا الأحذية البلاستيكية و حلويات الماكانة لا نملك شيئا أحلامنا و خصانا تكسر من أول امتحان عمل و من أول طلب لجوء لألمانيا .
شبابنا يتركون الشعر مجعدا ليصل إلى آخر الظهر ، لشيء إلا ليحصلو على مونيكا بعمر جدة تحملهم معها إلى بلاد الضوء .
بلاد الضوء توجد ما وراء الهناك يموت الآلاف في طريقها تخنقهم مياه المتوسط المالحة و عصي رجال الجمارك .
بأرض الضوء لا توجد عقول ملتحية و لا توجد مؤخرات متحجبة، تدخل قضيبك لتحدثك عن مفهوم العفة و تتلو الأحاديث الطويلة عن الأخلاق و عن نواقض الوضوء .
الكل يستند الجدران المتصدعة و يصيح :السويد بليز ،الموت و لا هاد العيشة
سأرحل أنا أيضا من هنا لن أرحل إلى الهناك و لن أبقى في الهنا ، سأرحل تذكروا هذا فقط و قولوا أن ذلك الأحمق قد قالها يوما .
#زكرياء_قانت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟