كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 16:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
زودتنا الطبيعة بساعة داخل اجسادنا نستطيع من خلالها ان نكون بتناغم وانسجام مع نظام الكون بأسره، هذه الساعة ايضا موجودة لدى الحيوان وكل ماهو ماهو كائن.
البعض يسميها الساعة البيولوجية او الحيوية، وهي تنظم لدينا النوم واليقظة، والجوع، وغيره، والاكثر من ذلك هي التي تجعلنا نستيقظ عندما يكون لدينا موعد بوقت محدد وبدون تأخير مثلا.
كلما كانت حياتنا اقرب الى الفطرة كلما اشتغلت هذه الساعة بأفضل صورها، والخلل الذي يصيبها انما يعود الى الافلات من ايقاع الطبيعة والكون وخلق فوضى لدى الشخص نفسه.
اذكر بهذه المناسبة صديقة لي، لا تستطيع ان تكون دقيقة بمواعيدها لدرجة انها لم تحضر يوما على موعد بوقته، حتى لو حاولت، طبعا الامر يرتبط بكامل النظام القائم لديها والذي يبدو انه منفصل عن القانون الطبيعي.
الساعة الداخلية مرتبطة بإيقاع الكون، حركة الشمس والقمر، الليل والنهار، تعاقب الفصول، الضوء والعتمة، وبنظام جسمنا الشبيه تماما لنظام الكون.
ولان الساعة الداخلية تعمل على مدار 24 ساعة، فوظائف الجسم تختلف نهارا عنها ليلا، فالهرمونات النهارية تعمل على تنشيط الجسم بينما الهرمونات اللليلة تساعده على الاسترخاء والهدوء... ويعتقد الخبراء ان الساعة البيولوجية اكثر دقة من اي ساعة يمكن للانسان ان يبتكرها،
الساعة البيولوجية تستمد دقتها وتوقيتها من البيئة التي يعيش فيها الانسان، فتكون مرتبطة بشروق الشمس مثلا في بلده، ولكنها تتعدل عندما يتواجد الشخص في بلد اخر فيه توقيت مختلف.
هناك دراسات تؤكد ان الساعة البيولوجية للانسان تقع في وسط الدماغ تسمى النواة فوق التصالبية، وهي بحجم حبة الارز، هي المسؤولة عن مركز التحكم الذاتي في الجسم، وتحددها البيئة التي يولد فيها الانسان.
تتفاعل هرمونات الجسم مع العوامل الطبيعة والفصول والطقس، فيكون الجسم نشيطا في ساعات معينة، البعض صباحا والبعض الاخر ليلا، ومتكاسلا في اوقات اخرى في آلية دقيقة تضمن صحته وعافيته، ويؤكد الخبراء ان تعديل الساعة الداخلية مثلا النوم المتأخر او الاستيقاظ المتأخر يؤدي الى خلل في عمل الدماغ.
الساعة الداخلية يمكن ان تغنينا عن الساعة اليدوية شرط ان نكون اكثر انسجاما وتوافقا مع نظام الكون والطبيعة.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟