سُلاف سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 10:05
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بين أطوار بهجت وشميران مروكل
السؤال الذي يراود البعض ربما ، ما هي عقدة التشابه التي تربط بين المرأتين؟ الأولى استشهدت عام 2006 على أيدي عصابات القاعدة ، عندما ذهبت إلى سامراء من أجل أن تغطي حدث تفجير المرقدين ، ولم يكن عمرها حينذاك أكثر من ثلاثين عاما ، وقد جاهدت من أجل إعالة أمها وأختها بعد وفاة والدها ، وهي إعلامية تميزت بنشاطها في جميع المجالات ، ولو قدر لها أن تعيش لقدمت الكثير في هذا المجال ، أما المرأة الثانية شميران مروكل فهي إعلامية من مواليد بداية خمسينات القرن المنصرم ، عملت في القسم الأشوري في إذاعة بغداد منذ تخرجها في بداية السبعينات ، أعدت وقدمت الكثير من برامج الأطفال ، أرتبطت بحركة اليسار العراقي ، لهذا تعرضت إلى الاعتقال والتعذيب الذي كاد يؤدي بحياتها على أيدي جلاوزة البعث في بداية الثمانينيات ، وحين تسنى لها التخلص من السجن واصلت مشوارها بالعمل السري ، مما تطلب منها أن تعمل مربية أطفال وخياطة في أحد البيوت الميسورة ، كل ذلك من أجل إعالة أمها واستمرارها في عملها الثوري .
لهذا ليس من الصعب التوصل إلى عقدة التشابه التي تجمع بين المرأتين ، إلا وهي الإصرار على مواصلة الكفاح من أجل أن تزهر الحياة ، فقد جاء تكريم السيدة شميران مروكل من قبل منتدى الإعلاميات العراقيات بجائزة أطوار بهجت في يوم الإعلامية العراقية تعبيرا صادقا عن الاعتزاز بدور هاتين المرأتين ، وهو دور استثنائي حقا ، وهذه الاستثنائية بالنسبة للأولى جاءت عبر استشهادها ، أما بالنسبة للثانية فقد كانت عبر مواصلتها العمل في الأعلام والكفاح السياسي من أجل الإنسان والعراقي بشكل خاص .
تملأ صدورنا الغبطة لحصول رئيسة رابطتنا شميران مروكل على هذه الجائزة ، ولهذا نتقدم لها بأحر تهانينا القلبية ، راجين لها موفور الصحة من أجل أن تقدم الكثير لشعبنا ووطننا وقضية المرأة العراقية بشكل خاص .
#سُلاف_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟