فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 17:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاحداث و التطورات الجارية في إيران في ضوء مسرحية الانتخابات التي ستجري يوم الجمعة القادم المصادف 26 من هذا الشهر، وخصوصا مع الاجراءات الامنية المتشددة و تحوطات الاجهزة القمعية التابعة للنظام، تبين بأن هذا النظام يشعر بالخوف کثيرا من الانتخابات على الرغم من إنها مسرحية سمجة يشرف عليها بنفسه و يرسم مختلف أحداثها، لإحتمال أن يحدث ثمة أمر طارئ أو أي مستجد و يکون بمثابة عود الثقاب الذي ترميه في برميل من البارود.
الانتخابات في ظل هذا النظام تختلف تماما عن سائر الانتخابات الديمقراطية الحقيقية، ذلك إنها في ظل نظام ولاية الفقيه عبارة عن دائرة مغلقة تماما لايدخل فيها إلا من يزکيه النظام و يکون مٶ-;-منا به قولا و عملا، حيث لايوجد من ضمن المرشحين ولو مرشح واحد معارض بحق و حقيقة و يرفض الولاء و العبودية لنظام الملالي القمعي.
جناح رفسنجاني ـ روحاني الذي يبذل مابوسعه من أجل إنقاذ النظام الديني المتطرف من محنته و العبور به الى الضفة الاخرى بسلام، يحرص تماما مثل جناح خامنئي ـ الحرس الثوري على النظام و المحافظة عليه، لکن هنالك في نفس الوقت صراع بين الجناحين من أجل مصالحهما الخاصة حيث إن کلاهما يعتبران إيران بمثابة إقطاعية خاصة بهما و يسعيان للإستحواذ على أکبر عائدات و واردات لهما من هذه الاقطاعية و لذلك فإن هذه الانتخابات و التي صار الشعب يعلم کل شئ عنها و يدري بأنها مجرد مسرحية بائسة لاتعني شيئا للشعب الايراني شيئا لامن قريب ولا من بعيد.
المثير للسخرية و حتى الاستخفاف هو مراهنة الغرب على هذه الانتخابات التي يقاطعها الشعب الايراني منذ ثلاثة عقود و لايسمح للمعارضة الايرانية و بالاخص المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، أقوى و أکبر و أهم فصيل معارض، بالمشارکة فيها و بطبيعة الحال، فإن هذه الانتخابات ليست تفتقد للمصداقية فقط وانما للشرعية أيضا حيث إنها مجرد مسرحية مفتعلة و ليس لها من دور أو تأثير في الاوضاع المختلفة في إيران، وهي في أفضل الاحوال ليست إلا بمثابة زوبعة في فنجان النظام الديني المتطرف و ليس بأکثر أو أقل من ذلك تماما!!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟