أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - حول دعوة السيسي لزيارة المغرب















المزيد.....

حول دعوة السيسي لزيارة المغرب


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مباشرة بعد تلقي السيسي دعوة رسمية لزيارة المغرب, انقسم الرأي العام المغربي الى مؤيد و معارض للدعوة و الزيارة. من المعارضين للدعوة وهم من "أيتام" مرسي و "الشرعية" و حتى المتعاطفين من منظور حقوقي(غير بريء في أغلب الأحيان), الى المؤيدين الذين لا يرون إشكالا في ذلك بحكم أن النظام المغربي كان من أول المعترفين بالسيسي كرئيس شرعي لمصر, و أيضا ممن يؤيدونه فقط نكاية في الإخوان المسلمين و ذراعهم "المغربي" الذي يتواجد في رئاسة الحكومة. و عادت إلى الواجهة من جديد مسألة العلاقات المصرية-المغربية التي عرفت مؤخرا مدا و جزرا و اضطرابات متتالية بحكم السياقات الاقليمية و الدولية المعقدة.
يعتمد النظام المغربي في سياساته الخارجية على المرونة و الميوعة في المواقف. فالمتتبع للمواقف المغربية خصوصا إزاء ما حدث إبان "الربيع الديمقراطي" أو ما تلاه من ثورات مضادة, سيلاحظ أنها لم تكن لا "مع" و لا "ضد" ما حدث في أكثر من حالة. و يسعى, نظرا لكونه محاصرا بعدة مشاكل و إكراهات داخلية و خارجية, يسعى للتوفيق بين جميع الأطراف و عدم تحصيل أي عداء مجاني إلا في الظروف القاهرة كما هو الحال بالنسبة للأزمة السورية, حيث اتخذ موقفا يتماهى مع موقف الرجعيّات البدويّة الخليجيّة التي تربطه معها علاقات وطيدة تصل لحد التبعيّة. و أيضا في موقفه مما حدث في مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو, حيث رحّب بما سمّاه البعض "انقلابا عسكريا", فقط تماهيا مع موقف نفس "الرّجعيات" التي لعبت دور "العرّاب" الاعلامي و المالي في ما حدث بعد الموجة الثانية من ثورة الخامس و العشرين من يناير. و قد ترجم المغرب تزكيته لما حدث بإرسال وزير الخارجيّة إلى مصر و ليس رئيس الحكومة ذي الخلفية الإخوانية, و الذي شارك حزبه في فعاليات عديدة منددة بما يصفونه إلى يومنا هذا "انقلابا عسكريا". و تكررت اللقاءات الدبلوماسية بين البلدين في أكثر من مناسبة، أهمها لقاء وزير الخارجية المغربي بالرئيس المصري لتهنئته بانتخابه رئيسًا لمصر. لكن, سرعان ما ستبدأ العلاقات بين البلدين بالتدهور بعد عدة خرجات اعلامية مصرية. حيث هاجمت الصحفية أماني الخياط من قناة "أون تي في" محمد السادس شخصيا متهمة إياه بعقد صفقة مع الاسلاميين لتجاوز أمواج الربيع بأقل الخسائر الممكنة, مشيرة أيضا لتفشي الدعارة في المغرب و اعتماد النظام المغربي عليها كداعم للاقتصاد الوطني (نفس الكلام قيل في البرلمان المغربي), كما تحدث الفنان "يوسف شعبان" عن الحسن الثاني و أصوله يهودية، وأن 8 من 10 من المغاربة يهود، ينتحلون صفة الإسلام للوصول إلى منافع شخصية..., و بادر النظام المغربي إلى الرد عن طريق تقارير تلفزية بثتها القناتان "الرّسميّتان" المغربيتان, تصف الجيش المصري بأنه قام بانقلاب على الشرعية، وبأن السيسي انقلابي أجهض ديمقراطية الاخوان. هنا وجب طرح التساؤلات حول هذا التغير الجذري الصادم في الموقف المغربي(الاعلام الرسمي لا يمثل إلا السلطة), مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف المعطيات الموجدة على الساحتين الداخلية و الخارجية.
فبالنظر إلى السياقات الإقليمية لهذا التغيّر "الظرفي" في الموقف المغربي, نجد أن مردّه ليس فقط تلك الخرجات الاعلامية التي لم تأت بجديد يذكر, و لا تأثير الحكومة "الإخوانية" التي لا تملك من الأمر شيئا. هذا التغيّر المفاجئ جاء في سياق تقارب "حميم" بين مصر و الجزائر عدو "المخزن" اللدود. فأول زيارة قام بها السيسي كانت للجزائر التي كان لها دور كبير في عودة مصر إلى الحظيرة الإفريقية بعد تجميد الاتحاد الإفريقي عضويتها بسبب تدخل الجيش لعزل مرسي. هذا التقارب الحميمي بين البلدين أملى على مصر الخروج من "الحياد" الذي كان ينهجه نظام مبارك في قضية الصحراء المحتلة, و الذي أمّن علاقات متوازنة مع كلا البلدين (المغرب و الجزائر). و قد تمخض عن هذا التناغم بين مصر و الجزائر في موقفها من قضية "الصحراء المحتلة", لقاء بين الرئيس المصري و الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أثناء قمة الاتحاد الافريقي التي يقاطعها المخزن المغربي منذ اعتراف الاتحاد بعضوية جبهة البوليزاريو سنة 1984 كممثل "حصري" للشعب الصحراوي. هذا اللقاء المصري-الصحراوي شكّل أكبر رسالة استفزاز للمغرب، و تلاه مباشرة لقاء بين وفد إعلامي مصري و النازحين الصحراويين بمخيمات بتندوف غرب الجزائر, ممّا أجج غضب النظام المغربي الذي بدأ يستشف بوادر تحالف جزائري مصري خطير عليه، و هذا ما تمت ترجمته بالتقارير التلفزية الرسمية المغربية التي صدمت جميع المراقبين. و لا يمكننا فصل هذه الأزمة بين البلدين, عن الزيارة التي قام بها محمد السادس في نفس الفترة لتركيا المناهضة للنظام المصري, حيث تم استقباله من طرف الحكومة التركية بغض النظر عن كون الزيارة كانت بهدف قضاء فترة إجازة.
لا يمكن إذن فهم المبادرة المغربية بدعوة السيسي لزيارة المغرب, دون الحديث عن الاهتمامات الاستراتيجية الكبرى للنظام المخزني, و أهمها قضية الصحراء المحتلة. خصوصا في سياق إقليمي و دولي بدأ يتحرك لصالح إنصاف الشعب الصحراوي في قضيته مما يعني تشديد الخناق على النظام المخزني. دون إغفال العامل الداخلي المتمثل في اقتراب نهاية ولاية الحكومة "الاخوانية" بالمغرب, و الانتخابات المزمع اجراؤها في أواخر السنة الجارية. حيث يستعد المخزن لإحياء المخطط "القديم" الذي اضطر مكرها سنة 2011 للتنازل عنه تحت ضغط الشارع. ألا و هو إيصال الذراع الحزبية للقصر (حزب الأصالة و المعاصرة), لرئاسة الحكومة. و ما وصول "صعلوك القصر" إلياس العماري الى رئاسة "حزب القصر", إلا توطئة لتمكينه من رئاسة الحكومة المقبلة بعد التخلص من حكومة "الاخوان". أولا لما تشكله هذه الأخيرة من تهديد للشرعية الدينية لرأس النظام (إمارة المؤمنين), و ثانيا تماشيا مع إملاءات الرّجعيات الخليجية. لأن تجفيف منابع التيارات الإخوانية المنافسة للوهابية واجتثاثها، هو مطلب سعودي-إماراتي بامتياز, وقراءة المشهد تقول: أنه على المغرب أن يتماهى مع هذا المطلب عاجلا أو آجلا.
فلا مرحبًا إذن بالسيسي و لا أسف أيضا على "الإخوان", فالسيسي لا يحمل أي مشروع تحرري ديمقراطي أو حداثي لمرحلة ما بعد الثورة, و كل فتات الحداثة الذي علق ببذلته العسكرية كان فقط بسبب أن غريمه هو "الإخوان المسلمون". و لافرق بين الفاشية الدينية و الفاشية العسكرية إلا في الشكل و أدوات الاستبداد. و لمن يتهمنا بالعدميّة, أجل نحن عدميّون, و سنظل عدميين الى أن تتحرر شعوبنا من كل أشكال التسلط دينيا كان أو عسكريا, و أن تمتلك إرادتها الحرّة الحقيقيّة بعيدا عن الإملاءات الخارجية و تدخلات الرّجعيّات البدويّة العميلة للدّوائر المعلومة!!!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب
- في زمن الدعارة السياسية المغربية
- فصل المقال, فيما بين المغرب و الكيان الصهيوني من اتصال
- في ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي
- المغرب.., ملكية تزدهر و شعب يضمحل!!
- لماذا لا يكفر الأزهر -داعش-؟
- وهم الاستقرار في المغرب
- تضامنا مع الكاتبة المصرية فاطمة ناعوت
- في ورطة النظام المغربي
- المغرب و العهد الجديد, أكذوبة صدقها العبيد!!
- المغرب و الشر القادم من الشرق
- النظام المغربي و الاسلاميون
- لماذا يرفض المسلم العلمانية؟


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - حول دعوة السيسي لزيارة المغرب