أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - لنتحدث، قليلا، عن أسباب الانفجار الشعبي














المزيد.....

لنتحدث، قليلا، عن أسباب الانفجار الشعبي


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ- أسباب الانفجار الشعبي تراكمية، والحدث الذي يكون بمثابة إشعال عود الكبريت، سبقته أحداث جمّعت الأعواد الخشبية والكبريت والحطب.. ومن يريد أن يختصر الأسباب في واحد منها، والذي يكون في الغالب آخرها، وهو: الاصطدام بالذراع الأمنية للدولة، فهو إما لا يعرف كثيرًا عن سيكولوجية الشعب، أو أنه يملك أجندة مهمتها تهميش الأسباب الأخرى للغضب، كمقدمة لعدم علاجها، و لصالح التركيز على سبب واحد، وهو تجبر السلطة، أو تجاوزها لصلاحياتها.. (وتلك أجندة ليبرالية في الإصلاح هيمنت على الساحة السياسية في الوطن العربي تزامنًا مع "الربيع"، وهي سبب المتاهة التي دخلناها ونعاني توابعها حتى اللحظة).

ب- الناس تثور في وجه القوى الأمنية، باعتبارها عنوانًا لنظام، يرفضون سياساته الاقتصادية والاجتماعية والخارجية قبل الداخلية.. 1) سياسات الإفقار التي تنتج عن استمرار النهج "الليبرالي" الذي يعزل الدولة -باعتبارها نائب عن الشعب- عن توجيه وإدارة العملية الاقتصادية، ويحيلها إلى متعهد خدمات لصالح المؤسسات المالية الدولية والشركات متعدية الحدود، 2) غياب المشروع الوطني الجامع، واختفاء البرنامج الثقافي والتنويري الحقيقي، 3) تمييع مسألة العدو الخارجي، وتلبيس المفاهيم بشأنه، وانفتاح النظام عليه ضاربًا عرض الحائط بالثوابت الوطنية المغروسة في الوجدان الشعبي، 4) دفع المواطن بإلحاح إلى التدجين والعودة للحظيرة والحياة البهيمية، تحت لافتة عريضة ظاهرها "الاستقرار" بينما جوهرها "الإماتة".. كل ما سبق، عوامل تُختزن داخل الجماعة الوطنية، وتنفجر رافضة إياها في لحظة ما.. قد يكون سبب الانفجار بسيطًا في ذاته أو صادمًا.. لكن المهم أن هذا السبب لا يمثل "وحده" دافع الانفجار.

ج- دور النخبة المفترض، هو أن تربط عوامل الغضب بعضها ببعض، وتشخصها التشخيص السليم، ليس من أجل التنظير والتقعير، ولكن حتى تجهز قائمة بالأمراض التي يعاني منها الجسد الوطني، والتي دفعت مناعته الشعبية للهيجان، وبالتالي تدفع نحو علاجها مجتمعة فيما بعد.. وتفوت الفرصة على نخب أخرى مصطنعة وغير مرتبطة بالقواعد الشعبية تريد اختطاف وتجيير أي حركة احتجاجية لتصب في صالح أجندة بعينها.

د- (وهذا مهم) الشعوب أثناء رحلتها للتطور، تعمل على تضييق وتحجيم مساحة السلطة التي تُمارس عليها، وكأنها تريد أن تعود إلى شكل من أشكال البدائية الأولى بحريتها المطلقة، دون أن تفقد النظام والحضارة أيضًا، هذه طبيعة الأمور، وطبيعة العالم كله.

لذا، ضروري أن تفهم النظم الحاكمة، هذه القضية، وتقتنع بأن أي تجاوز مهما قل حجمه، سيثير عواصف احتجاجية يصعب تحديد توابعها.. وعليه فهي مجبرة على تخفيف نزعتها السلطوية التي تمارسها عبر أجهزتها الأمنية، وأن تعيد تأهيل تلك الأجهزة من أكبر رأس إلى أصغر رأس فيها، نفسيًا واجتماعيًا، بحيث تُنزع عن العاملين فيها نرجسيتهم، التي توطنت لديهم من عقود بل من قرون مضت، فلا يرون أنفسم سلطة أو قانون، بل يرون أنهم أداة (مجرد أداة) لممارسة السلطة وتنفيذ القانون، وأن يرسخ لديهم أنهم يحتمون بالشعب، لا حماة له، وأنهم خدامًا له، لا أسيادًا عليه؛ فإن ثبتت لدى الجماعة الوطنية هذه المسألة، ستصير أكثر تسامحًا عند وقوع خطأ فردي أو استثنائي، أما في حالة غيابها، فالجماهير لن ترحم أي هفوة، خاصة وأن الحديث عن الشعب العربي المصري الذي كسر حاجز الخوف، إلى غير رجعة، في 28 يناير (رضي بذلك من رضي أو رفضه من رفضه)!.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وإيران: عن وحدة الكيان العربي والتضامن الجغرافي الإسلا ...
- تلك هي قصة مصر سوريا، البلد الواحد.. متى كانا بلدين ؟!
- جوقة تويتر.. وحفلات تلميع ( أوبر ) وأخواتها
- ملامح عن الاقتصاد المصري بعد الاستقلال.. وكيف وصلنا إلى هنا ...
- عن عروبة القهوة وآسيوية الشاي وتاريخ التبغ المعاصر
- لغز الإرهاب في شمال سيناء.. بقلم: السيد شبل
- الأتراك الخزر أجداد اليهود الأشكناز.. هل سمعت بهم من قبل!
- عن تعقيدات المسألة العراقية.. بقلم السيد شبل
- االسبكية والوهابية!
- الثورجي والدولجي.. وانتحار المنطق!
- توثيقي: كيف دعم جيش الاحتلال الصهيوني العناصر المتمردة في سو ...
- في ثمان نقاط.. ما قبل وما بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية!
- النضال بالمقلوب !
- عن -الحقوقي- الذي أثار قلق -بان كي مون-!
- عن شرم الشيخ التي سحرتنا، نتحدث.. بقلم: السيد شبل
- رسائل غير مشفرة !
- المثقفون العرب!
- سبع معلومات لا تفوتك عند الحديث عن الأمم المتحدة !
- كيف توظف أوروبا قضية اللاجئين السوريين لصالحها ؟.. بقلم: الس ...
- لا بديل عن دور الدولة


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - لنتحدث، قليلا، عن أسباب الانفجار الشعبي