كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 20:37
المحور:
الادب والفن
الدكتاتور المهزوم
( لغة المرآيا والنصّ الفسيفسائي )
بعد أن أنهكته الجراحات المتلاحقة كان فكره مشتتاً وسخرية مدفوعة الثمن تطارده كظلّهِ المتواري خلف هزيمته حتى الجنود الذين تمسّكوا بافكارهِ المتهرئةِ سنوات طويلة قرروا تركهُ في ساعةِ نحسٍ كــ ملابسهم ( الخاكية )* و ( بساطيلهم )* السوداء والحمراء خلف الحدود وعبروا فوقَ جسرٍ آيلٍ للسقوطِ الى ضفة الجحيم الاخرى ينتظرونَ البشارةَ تأتي منْ بعيد . النياشين المعدّة للمنتصرينَ غطى بريقَ نحاسها غبار المعركةِ الأخيرةِ لا الشمسُ بتشاغلها عنْ ثرثرتهِ العجفاءَ أزاحتْ من ذهنهِ طحالب خضراء عشعشَت فيها الأكاذيب ولا أزيزُ الرصاصِ فأصبحتْ مِنْ إرثهِ المحنّط في بزّتهِ العسكريّة تتلكأُ مِنْ بطشتهِ المتخفية تحتَ سطوةِ هذيانهِ تبكي انتصاراته القديمة مجداً زيّفتهُ خرافة موزعة في سجلِ تواريخهِ . هربتْ حتى الفصول خارجَ أسوارِ نزواتهِ لمْ تنصفهُ خيانتهُ تنفسَ عبير أحلامهِ المستيقظة في حلكةِ أشرقتْ تمجدُ همومَ هزائمهِ الشاحبةِ وآثارُ الدماء تلوّنُ مساحاتِ عزلتهِ الضيّقةِ تترجرجُ في صحراءِ روحهِ الغائمةِ بالبؤسِ المشؤوم ينشرُ صحائفهُ المتسخةِ على هتافاتِ غامضةٍ مطلسمة بالهزيمة .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟