الزمن وطريقة التفكير

شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 20:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الزمن وطريقة التفكير
الشباب والشيوخ ... حوار الاجيال
شمخي جبر
ابناء العصر الرقمي يسخرون من عقولنا التاريخية التي مازلت تتلفت الى الخلف ، الى هناك ، تبحث عن اكسسواراتها التاريخية لانها لا تستطيع ان تواجه العصر دون اسمال التاريخ،كيف نحاورهم وهم يركضون الى الامام دون مبالاة ولاتحسب،ونحن كما ندعي مشايخ الحكمة وكهنتها ؟
كثيرا ما اتحاور مع الشباب واجد الفارق بين طريقة تفكيري وتفكيرهم ، احيانا اصل معهم الى حد القطيعة ،لكني اكره هذه الكلمة وهذا الموقف فأبقي الخيوط متصلة وان كانت رفيعة ودقيقة جدا احيانا ، لاني احرص على التواصل معهم ، لاني اعتقد وبشكل جازم انهم الحلم والمستقبل .
شاب متحمس مخلص لفكرته صادق مع نفسه يتعامل مع الاشياء والمواقف بحدية قد تصل احيانا الى مستوى من الراديكالية والتطرف .
هذا الشاب يتهم افكاري بالوهن وموقفي بالمتردد ، لاني لاامتك الحماس الذي يمتلكه وقد لا اكون شجاعا مثله،للزمن والخبرة اثرها الكبير في تحديد المواقف ، وهنا يكون التأثير الفسيولوجي على المواقف ، فتركيبة الشباب ليست نفسها عند الشيوخ .كذلك الخبرات التي يدعيها الشيوخ ليست هي ذاتها عند الشباب .
لهذا نقول بأثر الزمن على طريقة التفكير ، انا لااسميه صراع الاجيال كما يحلو للبعض ان يطلق عليه هذه التسمية ،بل يمكن ان اسميه لقاء الاجيال والتكامل بين الروحيتين ، روحية الشباب والشيوخ.
لكن هناك ظاهرة تقف في طريق هذا اللقاء فتمنعه او تجعله متعثرا ، الظاهرة هذه تتمثل في استعلاء الشيوخ وتمرد الشباب .حتى هذا يمكن تلافيه من خلال التمسك بمنظومة تربوية اخلاقية تجسر العلاقة بين المختلفين بجسر الاحترام والحوار والاعتراف بالاختلاف .
رفقا بنا ايها الشباب فمازلنا غاطسون في وحل التاريخ ومستغرقون بأوهامنا ومستسلمون نلهو بأوراقنا الصفراء.

#شمخي_جبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات